مئات المقدسيون يؤدون صلاة الجمعة في ملعب جبل المكبر
شارك المئات من أهالي جبل المكبر والقدس بصلاة ظهر اليوم الجمعة في ملعب جبل المكبر بالقدس المحتلة، احتجاجا على سياسة الهدم التي تنتهجها بلدية القدس بحق المقدسيين.
وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري: “نلتقي في هذه الساعات المباركة يوم الجمعة لنعلن سويا بأننا مرابطون، وأننا متجذرون وأصحاب حق شرعي بقرار رباني من سبع سماوات، هذا القرار الإلهي الذي لا مجال للتنازل عنه، ولا للتفاوض عليه ولا للاستئناف به”.
وأضاف “نجتمع بصلاة الجمعة لنعلن للقاصي والداني والعالم بأننا في جبل المكبر الذي كبر عليه عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه، فهذا الجبل أمانة في أعناقنا جميعا”.
وثمن جهود أهالي جبل المكبر لثباتهم وصمودهم وتضحياتهم، بأنه لا تنازل عن شبر واحد من هذا الجبل.
وبين أن ما يسمى بالشارع الأمريكي ما هو إلا جزء من مخطط التهويد.
وأردف “مخطط تهويدي قديم- حديث، خطط في عهد الاستعمار البريطاني المجرم، ويهدف إلى قلعنا من أرضنا، وهذا عين الظلم، وهدم المنزل أشد وقعا من الموت”.
ولفت إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام حذر من الاعتداء على الأرض، مضيفا “الاعتداء على الأرض هو اعتداء على الحياة، وعلى الوجود”.
وأكد الشيخ صبري أن معركتنا مع المحتل هي الأرض منذ وعد بلفور حتى اليوم، لأن الاحتلال ليس له أرض أصلا، فلا يستطيع أن يقيم دولته الزائفة إلا على الأرض.
وقال: إن “هذا الاغتصاب لأرضنا متوالي ومستمر منذ الحرب العالمية الأولى حتى الآن، وبالتالي لا تنازل عن أرض فلسطين من البحر إلى النهر”.
وشدد على أن الأرض أمانة في أعناقنا وقرار رباني، ولا مجال للتنازل عنه أو للتفاوض عليه، ولا نعترف بأي إجراءات سياسية تتعارض مع عقيدتنا.
وأكد الشيخ صبري “رفض مخطط الشارع الأمريكي ولمخطط أي مشروع يقوم به الاحتلال ويستهدف فيه بيتا من بيوت بيت المقدس”.
وتابع: “نؤكد على وجودنا وحقنا، ولا بد أن نسير بعدة مسارات لا تضارب بينها، منها إقامة الصلوات والاحتجاجات والعرائض والنواحي القانونية، فإن كان هناك في القانون فائدة، لأن هناك أمور سياسية تضرب بالقانون بعرض الحائط”.
وبين الشيخ صبري أن الشارع المدعو الأمريكي يستهدف تمزيق الجبل وتفتيت الناس لموقع سكناهم.
وأوضح بأن المخططات التهويدية موجودة سابقا ولاحقا، منها نقل سكان حي الشرف بالقدس إلى شعفاط ليصبح مخيم شعفاط وتفريغ حارة الشرف.
بالإضافة إلى منع البناء في التلة الفرنسية ليأتي الاحتلال ويقيم المبان الضخمة على التلة الفرنسية، بحسب الشيخ صبري.
وتابع “كلها مخططات مرسومة قبل عام 1948، وبالتالي لا بد من المهندسين والمحامين أن يطلعوا على جميع المخططات الموجودة في بلدية الاحتلال ليكونوا على بينه من الأمر ولا نفاجئ”.
وعن جبل المكبر، قال الشيخ صبري: “جبل المكبر جزء من القدس، بل إن فلسطين كلها قدس، فحينما نقول فلسطين نعني القدس والأقصى، وحينما نقول القدس نعني الأقصى وفلسطين، وحينما نقول الأقصى يعني القدس وفلسطين، هذه الألفاظ الثلاثة التي وردت في القرآن الكريم والحديث الشريف لم تفصل بالمعنى في الدلالات فيما بينها”.
وعن المسجد الأقصى، أضاف “الأقصى في قلب فلسطين، وهو الذي يحمي قضيتنا، رغم النكبات من الحرب العالمية الأولى حتى الآن”.
وتابع “علينا أن ندرك بأن الأقصى في النهاية هو محور الصراع، ويريد الاحتلال أن يحاصر الأقصى بتهويد مناطق شمال القدس وهي الشيخ جراح وواد الجوز، وتهويد جنوب القدس في سلوان وجبل المكبر، بهدف حصار المسجد الأقصى، من الشمال والجنوب”.
وقال: “علينا أن ندرك المؤامرة الكبرى ونؤكد على حقنا الشرعي، وأن وجودكم بهذا الحشد الإيماني هو رسالة للاحتلال قبل أن يقدم على أي خطوة عدوانية”.
وبين الشيخ صبري أن “وجودنا هنا لا يعني أننا نهجر الأقصى، ولكن النقاط الساخنة بحاجة إلى معالجة أولا بأول لينجح أهل القدس عامة وجبل المكبر خاصة في الحفاظ على أراضيهم وإحباط مشروع ما يسمى الشارع الأمريكي”.