صحيفة عبرية: بوتين خسر معركة الوعي في الحرب الروسية الأوكرانية
أكدت صحيفة “معاريف” العبرية، أن روسيا بزعامة فلاديمير بوتين، خسرت معركة الوعي في الحرب الروسية-الأوكرانية المستمرة منذ 5 أيام.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أعده الخبير الإسرائيلي تل ليف-رام، أن “الجيش الروسي بعيد عن أن يكون نمرا من ورق، ولكن من ناحية أخرى، هو بعيد كل البعد عن كونه جيش قوة عظمى”.
ورأت أنه “من المستحيل حتى البدء في مقارنة قدرات الجيش الأمريكي بالروسي، علما بأن الأخير ضخم في كتلته، لديه مقاتلات ودبابات وقوة نيران هائلة وصواريخ وأنظمة دفاع متطورة، وقوة جوية قوية وقدرات حرب إلكترونية رائعة للغاية، لكنه أيضا جيش ثقيل عالق تقنيا في أعماق ساحة المعركة، وهذه ثغرات معروفة للغرب”.
ونوهت إلى أن “التحالف المشترك بين روسيا والصين، هو قصة مختلفة تماما، لكن الصينيين لديهم مصالح وطريقة خاصة في معارك القوة والنفوذ ضد العملاق الأمريكي، ومن المبكر جدا توحيد الروس والصينيين ضمن تحالف دفاعي واحد”.
وذكرت “معاريف”، أن “مصدر القوة الروسية، ارتبط في علاقات القوة المتبادلة والردع تجاه الولايات المتحدة لسنوات عديدة بالقدرات النووية العسكرية الهائلة التي تمتلكها موسكو، ولكن في ما يتعلق بالقدرات التقليدية في ميدان المعركة، فإن روسيا لا تقترب حتى من خدش الولايات المتحدة”.
وأشارت إلى أن “مأساة الحرب في أوروبا، أن إهمال الجانب الروسي القوي لا يضمن الإنجاز للطرف الآخر؛ أي أنه كلما كان من الصعب على الروس القتال بدقة، زادت احتمالية زيادة قوة النيران غير الدقيقة، وبالتالي فإن عدد الضحايا بين المواطنين الأوكرانيين قد يرتفع مع استمرار القتال”.
وقدرت أن “بوتين في كلتا الحالتين قد يربح الحرب في أوكرانيا، لكنه خسر بالفعل في معركة الوعي من أجل قوة جيشه ومكانته، وهذا للأسف على حساب الشعب الأوكراني، الذي أظهر شجاعة وبطولة تحت قيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي”.
تآكل الردع
ولفتت الصحيفة، إلى أنه “من الصعب تكوين صورة لتقدم القتال، والصور من هناك بعيدة كل البعد عن رسم صورة حديثة لتقدم القوات الروسية، ومع ذلك، فإن المزيد من الأدلة تشير إلى مشاكل كبيرة في إدارة المعركة في الجيش الروسي: صور لقوافل لوجستية محتشدة، عربات مصفحة خالية من الوقود، تحركات أسلحة روسية في قلب منطقة حضرية وتعرضها بالكامل للكمائن المضادة للدبابات، ومشاهد سريالية لدبابات فردية تصادف مدنيين أوكرانيين يعترضون عليها بأجسادهم”.
وعلاوة على ذلك، فإن “العدد الكبير نسبيا من الجنود الأسرى (الروس)، يشير إلى مشكلة تحفيز خطيرة في الجيش الروسي، ويضاف إلى ذلك حقيقة أن الضربة الروسية الافتتاحية في القدرة على ربط الاستخبارات والنار من أجل إلحاق الضرر بالأصول الحيوية للجيش الأوكراني، كانت بعيدة كل البعد عن كونها مثيرة للإعجاب”.
وبينت أنه “في الأيام الأربعة الأولى من الغزو، لم يحقق الروس التفوق الجوي، وخسروا الكثير من الطائرات والمروحيات، كما أن آلة الحرب الروسية أيضا كانت بعيدة كل البعد عن كونها مثيرة للإعجاب”، مضيفة أنه “بغض النظر عن الكيفية التي تنتهي بها العملية العسكرية في أوكرانيا، فهي بالفعل في خط وعي مهم للزعماء الغربيين، الذين لا ينبغي أن يتفاجأوا بالفجوات الكبيرة في الجيش الروسي، وكذلك أولئك الذين يحزنون على قوة الولايات المتحدة كقوة عظمى.. وإن مزيدا من القتال لا يؤدي إلا إلى تعميق هذا الفهم، وكذلك فهم تمجيد بوتين المبالغ فيه كقائد جبار”.
وذكرت “معاريف”، أن “الأمر بكل بساطة يتعلق بتآكل الردع الأمريكي بسبب نزعته الانفصالية وعدم استعداده لاستخدام القوة العسكرية”، منوها إلى أن “بوتين يستخدم هذا الفراغ لصالح الإجراءات التي لم يتخذها في الماضي، وربما قام بترجمة ضعف الغرب إلى قدرته على تسريع العمليات التاريخية، ولكن من ناحية أخرى، فإن من المبكر جدا تأبين قوة الولايات المتحدة كقوة عظمى، وإنه من غير المستحسن بالتأكيد التقليل من شأنها”، بحسب رأيها.