طمرة: مهرجان حاشد إحياء لذكرى الإسراء والمعراج
الشيخ رائد صلاح يقدّم قراءة سياسية للآية الأولى في سورة الإسراء
طه اغبارية
أحيت مدينة طمرة مساء أمس الأحد، ذكرى الإسراء والمعراج بمهرجان حاشد نظّمته مؤسسة “سبل السلام” في المدينة وحضره المئات من أهالي طمرة والمنطقة. كان ضيف المهرجان الشيخ رائد صلاح رئيس لجنة إفشاء السلام القطرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، وقد جرى تكريمه خلال الأمسية.
استهل المهرجان بتلاوة من القرآن الكريم للشاب عبادة عامر، وتولى عرافته الشيخ عامر همام، الذي رحّب بالحضور، وتطرق إلى مهام مؤسسة “سبل السلام” في مدينة طمرة ودورها في نشر الخير والسلام بين الأهالي وطموحها إلى تحقيق السلام الأهلي في طمرة والمجتمع العربي.
ثم رحّب رئيس بلدية طمرة الدكتور سهيل ذياب بالحضور، وخص بتحيته الشيخ رائد صلاح، قائلا “أنت رجل عظيم في زمن لم يبق فيه إلا القليل من الرجال، أهلا بك ابنا وأخا لكل بيت في طمرة وسائر بلداتنا العربية”.
وتطرق ذياب إلى آفة العنف المستفحلة في المجتمع العربي وضرورة مواجهتها بحزم ونشر المحبة والسلام بين الناس، داعيا إلى التمسك بقيم ومبادئ الإسلام والسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثمّ كانت الكلمة المركزية في المهرجان للشيخ رائد صلاح، مرحّبا بالحضور ومثمنا جهود مؤسسة “سبل السلام” لنشر الخير بين الناس.
وقدّم الشيخ رائد قراءة سياسية للآية الأولى من سورة الإسراء مشيرا إلى أن ذكر رحلة الإسراء ورد في الأسفار الملحقة بالتوراة مرتين كما ورد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر نحو 50 مرة في “انجيل برنابا”.
وقال إن شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام وأوصافه وردت كثيرا في التوراة والانجيل إلى جانب ما قاله مفكرون أجانب عن شخص رسول الله ودوره في حياة البشرية.
وتابع بالقول “من خلال الآية الأولى في سورة الإسراء والبيان القرآني (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، يتمّ التأكيد على وحدة المصير ما بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهي تعني أن مصير المسجد الأقصى جزء من مصير المسجد الحرام والعكس صحيح كذلك”.
ولفت إلى أن “البعد السياسي الآخر في الآية الأولى بسورة الإسراء يؤكد على وحدة مصير بين حاضنة المسجد الحرام وهي مكة وحاضنة المسجد الأقصى وهي القدس”.
وتطرق إلى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا (مسجد الرسول عليه الصلام والسلام)، والمسجد الأقصى)، وأنه يعني أن أدنى علاقة لأي مسلم على وجه الأرض مع هذه المساجد هو السعي إلى شدّ الرحال إليها والحفاظ على الرباط بين المسلم وبينها، مؤكدا أن هذا خطاب أبدي في كل زمان ومكان.
وقال إن التعامل مع قضية القدس والمسجد الأقصى المباركين يقوم على أساس قرآني ثابت، لذلك هي تاج الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية ولا يجوز التلاعب بها.
وأضاف أن “كل مشهد احتلال للقدس والأقصى هو زائل، لأنها قضية منتصرة ولن يكون حظ الاحتلال الإسرائيلي أفضل من حظوظ كل الاحتلالات التي مرت على القدس والاقصى بالرغم من كل الاعتداءات والمحن.
وختم الشيخ رائد صلاح بالقول “إن قضية القدس والأقصى المباركين هي عنوان لمستقبلنا المتفائل وهذا ما يؤكده القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وبالتالي فإن القدس والأقصى المباركين لم يقولا الكلمة الأخيرة”.
هذا وقام رئيس بلدية طمرة الدكتور سهيل ذياب والأستاذ صالح شاهين مسؤول “سبل السلام” بتكريم الشيخ رائد صلاح بدرع تقديري تثمينا لجهود شيخ الأقصى في خدمة المجتمع العربي وقضايا شعبه وأمته.
يشار إلى أن المهرجان اشتمل كذلك على فقرات نشيد من وحي المناسبة قدّمها الشابان محمد أبو حمام واحمد منير عيسى.