البرتغال: اكتشاف ديناصور برأس شبيه بالتمساح
اكتشف فريق بحثي برتغالي حفريات لديناصور سبينوصور عاش في غرب شبه الجزيرة الإيبيرية (البرتغال) قبل أكثر من 125 مليون سنة، وكانت له جمجمة تشبه جمجمة التمساح، وظهر شوكي، ويعتقد أنه كان مفترساً يتغذى على الأسماك. ووفقاً للدراسة التي نشرت يوم 16 فبراير/ شباط في دورية Plos One تعتبر السبينوصورات من أكثر الديناصورات ذوات الأرجل غموضاً بسبب تكيفاتها الفريدة مع البيئات المائية وندرتها النسبية.
وتوفر الاكتشافات الحديثة من أوروبا الغربية بشكل عام، وشبه جزيرة إيبيريا على وجه الخصوص، بعضاً من أفضل العينات لفهم تطور هذه الكائنات المفترسة التي تسيّدت العصر الطباشيري. تشير النتائج إلى أنّ من المحتمل أنّ الديناصور المفترس الذي بلغ طوله 8 أمتار خاض في الماء بهدف نصب الكمائن للأسماك وغيرها من الفرائس المائية بفكه الشبيه بفك التمساح وأسنانه المسننة المتجددة باستمرار.
يمثل الديناصور المكتشف المسمى Iberospinus natarioi، نسبة إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، جنساً جديداً من السبينوصورات المفترسة التي اشتهرت بطول فكيها. اتسم سبينوصور البرتغال أيضاً بنمط فريد من الأسنان التي تستمر في النمو في الفك لتحل محل الأسنان الأقدم في حال تكسرها أو إذا استقرت في عظم الفريسة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، داريو استرافيز-لوبيز، باحث الدكتوراه في علم الأحياء القديمة في جامعة نوفا لشبونة، إن النتيجة الرئيسية للدراسة هي أن البقايا التي عثر عليها في البرتغال ونسبت إلى الديناصور ثقيل المخالب باريونيكس والكيري، وهو أحد أجناس الديناصورات الثيروبودية التي كانت تعيش في العصر الطباشيري المبكر (في الفترة ما بين 130 و125 مليون سنة) تنتمي في الواقع إلى جنس جديد لم يكن معروفاً في السابق.
في عام 1999، عثر على عظام وأسنان في غرب البرتغال، واعتقد العلماء وقتها أنّ هذه الحفريات تعود إلى سبينوصور معروف بالفعل يسمى باريونيكس والكيري. لكن في عام 2019، لاحظ فريق آخر من علماء الأحياء القديمة في أثناء دراسة هذه الحفريات أن الحافة السفلية للفك السفلي تبدو مسطحة جداً بالنسبة للمعروف عن عظام باريونيكس، والتي عادة ما يكون لها شكل جانبي أكثر انحناءً في هذا الفك.
وأوضح استرافيز-لوبيز في تصريحات صحفية: “أردنا أن نفحص هذا الموضوع بالتفصيل لأنّ الدراسات الأخرى أشارت بالفعل إلى إسناد مختلف لهذه الحفريات”. جرى اكتشاف الحفريات الجديدة خلال رحلتين ميدانيتين يفصل بينهما 21 عاماً، وتشكل العينات التي عثر عليها خلال الرحلتين، واحدة من أكثر العينات اكتمالاً في العالم لهذا النوع من السبينوصورات.
للتحقق من صحة نسبة الحفريات، فحص معدا الدراسة الحالية الأسنان والعظام، بالإضافة إلى أجزاء من الفك والكتف، وعظم الفخذ، وعظم القدم، وعظم العانة، والعديد من الفقرات التي يعود معظمها إلى الذيل. “حفرنا في الموقع الأصلي مرة أخرى ووجدنا حفريات جديدة، من أجل تحسين تحليل نسبة الحفريات المكتشفة. وأجرينا أيضا العديد من الاختبارات المورفومترية (القياسات) من أجل فهم بيئة هذا الديناصور بشكل أفضل. أخيراً، درسنا أيضاً التشريح الداخلي للفك السفلي من خلال إجراء مسح مقطعي له” يضيف المؤلف الرئيسي للدراسة.
يعتقد المؤلفان أن إضافة نوع آخر من أنواع السبينوصورات القديمة نسبياً إلى شجرة التنوع البيولوجي القديم للمجموعة في شبه الجزيرة الإيبيرية، بالإضافة إلى ثلاثة أنواع مستوطنة سبق تحديدها بالفعل، جنباً إلى جنب مع الأنواع الثلاثة الأخرى المعروفة في جنوب إنكلترا، يعني أنّ أصل هذا الجنس من الديناصورات قد يكون أوروبا الغربية.