لا اتصالات لتبادل الأسرى: قناعة لدى “حماس” ومصر بعدم جدية تل أبيب
لا يزال ملف تبادل الأسرى بين “حماس” والسلطات الإسرائيلية يراوح مكانه، في ظل رفض الحكومة الاسرائيلية دفع الثمن الذي تطالب به الحركة للإفراج عن الأسرى، وإصرار المقاومة على شروطها وخريطة الطريق التي وضعتها، وأوصلتها إلى الوسطاء للقبول بالتبادل والوصول إليه.
وتحتجز “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة حماس، أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أسرتهما خلال عمليات عسكرية خلال الحرب الثالثة على قطاع غزة صيف عام 2014، وآخران دخلا إلى القطاع في ظروف مختلفة. وتعتبر إسرائيل جندييها لدى “حماس” قتيلين، لكن الحركة تتجاهل هذه الفرضية وترفض إعطاء معلومات “مجانية” لإسرائيل.
وعاد الحديث عن تبادل الأسرى بين “حماس” وإسرائيل مع إعلان عضو الكنيست عن حزب “العمل” أميلي حايا مواتي، أخيراً، عن تقدم في ملف صفقة تبادل الأسرى مع الحركة. وعزت مواتي هذه المعلومات إلى “إحاطة” تلقاها أعضاء في الكنيست قبل ثلاثة أسابيع خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن.
الاتصالات حول ملف الأسرى مجمدة
لكن “حماس” نفت هذا التقدم. وقال مسؤول ملف الأسرى فيها عضو مكتبها السياسي زاهر جبارين، في تصريحات صحفية، إنّ الاتصالات مجمدة حول الملف، ولم تجر أي اتصالات جديدة حول تبادل الأسرى منذ عدة أشهر.
وشدد جبارين على أنّ ما يُنشر عبارة عن “أكاذيب”، فلا يوجد أي تقدم، والحكومة الإسرائيلية غير جادة في استعادة أسراها لدى المقاومة في غزة. ونبه إلى استقالة أحد مسؤولي ملف التبادل الذي كان ينوب عن جيش الاحتلال، والذي قال إنّ حكومته ضيعت فرصتين للوصول إلى تبادل أسرى.
وفي 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف الإعلام الإسرائيلي عن استقالة مُنسق شؤون الأسرى والمعتقلين التابع لجيش الاحتلال موشيه طال من منصبه في الفريق الذي يشارك في المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
ومُنسق الجيش الإسرائيلي الذي استقال ضابط احتياط في شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، وشارك في اتصالات “حساسة وسرية” مع الوسيط المصري وحركة حماس. والاستقالة جاءت في سياق احتجاجي على أن الحكومة الإسرائيلية “لا تدفع بشكل كاف باتجاه تحرير المعتقلين والأسرى في غزة”.
ونقل الإعلام الإسرائيلي عن الضابط، وهو برتبة عقيد، قوله إن إسرائيل “أهدرت فرصتين مختلفتين في السنوات الأخيرة، كان من الممكن أن تؤديا إلى صفقة تبادل أسرى”.
تبادل الأسرى وفق شروط “حماس”
وجدد جبارين تأكيده أنّ “حماس” مصرة على الوصول إلى تبادل أسرى وفق شروطها، وهي قدمت للوسطاء خريطة طريق للمضي قدماً في إنجاز الصفقة، وأنها لن تتراجع عن ذلك. وشدد على أنّ الرهان الإسرائيلي على الوقت وهم وتضييع للفرص.
وأكدّ جبارين أنّ المقاومة رفضت ربط التبادل بملفات حياتية، ونجحت في كسر الشروط الإسرائيلية التي حاولت تطبيق هذا الربط على أرض الواقع، بعد معركة “سيف القدس”.
الحديث بشأن ملف صفقة التبادل بات “موسمياً”
في مقابل ذلك، قالت مصادر مصرية خاصة، على اطلاع بملف الوساطة التي يقودها جهاز المخابرات العامة المصري بين فصائل المقاومة والحكومة الإسرائيلية، إن الحديث بشأن ملف صفقة التبادل لم يتوقف، ولكنه بات “موسمياً”، يتحرك بتحرك الأحداث على الأرض، وتنخفض وتيرة المباحثات بشأنه كلما كانت هناك ملفات أكثر إلحاحاً.
وكشفت المصادر وفقا لما نقلت صحيفة “العربي الجديد” أنه في وقت قريب سابق، توصلت القاهرة إلى صيغة مناسبة، حظيت بقبول اثنين من المسؤولين المباشرين المعنيين بالملف في إسرائيل، قبل أن يتم التراجع، بداعي الحاجة لمزيد من الوقت، عندما توجه المسؤولون إلى دوائر أخرى في الحكومة لاستطلاع موقفهم النهائي.