قيادي مسيحي: مشاركة عباس البطريرك ثيوفيلوس في القدّاس لا يمكن تفسيرها
استنكر قيادي مسيحي فلسطيني، مشاركة رئيس السلطة محمود عباس في قداس أُجري الليلة الماضية في مدينة بيت لحم، إلى جانب البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الأرثوذوكس، المُتّهم بتسريب أملاك وقفية مسيحية لدولة الاحتلال.
وقال عدي بجالي عضو المجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين والأردن: “ليس هنالك أي تفسير منطقي لهذه المشاركة لا على الصعيد البرتوكولي ولا على المستوى الوطني”.
وتساءل بجالي في تصريحات خاصة لـ”قدس برس”: “كيف تشارك “القيادة الفلسطينية” في هذا القداس الديني في كنيسة المهد، إلى جانب شخصية ثبت أنها تبيع الأراضي الفلسطينية في الشيخ جراح وشارع الملك داود ومار إلياس وباب المغاربة وباب حطة وغيرها من المواقع لدولة الاحتلال”.
وتابع: “هذا الشخص (ثيوفولس) يتماشى في سياسته مع إعلان الرئيس الأمريكي الأخير دونالد ترمب الذي عدّ القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مع أن السلطة عبرت عن رفضها واستنكارها الشديدين للموقف الأمريكي”.
وحول اعتراض الجماهير المسيحية والمسلمة أمس لموكب ثيوفولس، خلال زيارته لمدينة بيت لحم، قال البجالي: “هذا شيء طبيعي ومتوقع (…)، كان من المفترض منع هذه الزيارة من أساسها، لأن هذا الشخص غير مرحب به في فلسطين، ونحن نأمل أن تستمر الفعاليات والتظاهرات الرافضة لثيوفيلوس والمطالبة بإقالته”.
ولفت البجالي إلى لجوء المجلس المركزي الأرثوذكسي للمسار القضائي من خلال النائب العام الفلسطيني والمحاكم الإسرائيلية من أجل استرجاع هذه الأملاك التابعة للكنيسة.
وأكمل حديثه: “نحن أمام قضية يظهر فيها الفساد المالي بشكل واضح، فكيف يمكن بيع أرض بدولار واحد مع أن ثمنها الحقيقي يصل إلى ملايين الدولارات؟”.
وثائق مهمة
وكشف البجالي عن امتلاك المجلس المسيحي وثائق رسمية تعود لعام 2000 تظهر أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.اي.آيه) السابق جورج تنت ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس طلبا من الحكومة الإسرائيلية الموافقة على تعيين ثيوفيلوس في منصب البطريركية.
وأكد أن هذا التعيين تم بتنسيق بين اليونان والولايات المتحدة و”إسرائيل” وسط غياب كامل للمؤسسات الوطنية المسيحية، ودون علم السلطة الفلسطينية والأردن.
وتابع: “لا تزال السلطة الفلسطينية والأردن تنظران لثيوفيلوس على أنه بطريرك وتمنحه الشرعية، ولا تفعلان أي شيء لعزله، رغم أن جميع الدلائل تشير إلى تورطه بتسريب أراضي وفنادق وعقارات تابعة للكنيسة لجهات إسرائيلية على رأسها جمعية (عطيرت كوهنيم) اليهودية المختصة بقضايا الاستيطان في القدس”.
التسريب لأهداف متعددة
وشدد البجالي على “أن التسريب كان لأهداف سياسية وديمغرافية واقتصادية، فعلى سبيل المثال باع ثيوفيلوس في عام 2008 أراضي تابعة للكنيسة في منطقة مارس إلياس القريبة من بيت صفافا في القدس أكثر من 70 دونماً لشركة إسرائيلية لكي تقيم عليها 5 فنادق”.
وحسب البجالي؛ فإن الهدف من إنشاء هذه الفنادق هو ضرب الاقتصاد الفلسطيني، فبدل أن يقيم السواح الذين يأتون لزيارة بيت لحم خلال مدّة الأعياد في الفنادق الفلسطينية، ينتقلون لهذه الفنادق التي تساهم في دعم الاقتصاد الإسرائيلي.
وعن مجموع الأراضي التي سربها البطريرك ثيوفيلوس لدولة الاحتلال، يشير بجالي “إلى أن المجلس في مرحلة إعداد تقرير مفصل حول هذه الأمر ولا توجد أرقام نهائية، ولكن يمكن التأكيد على أن الحديث يدور عن آلاف الدونمات ومئات العقارات التي سُربت للاحتلال منذ عام 1968 وحتى اليوم”.
ومؤخرا، كشفت وثائق عن تورّط البطريركية الأرثوذكسية اليونانية بقيادة البطريرك الحالي ثيوفيلوس الثالث، في بيع عشرات العقارات من مبان وأراض في القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل عام 48، لجمعيات يهودية استيطانية.
وتعدّ البطريركية اليونانية الأرثوذكسية ثاني أكبر مالك عقارات في فلسطين المحتلة، بعد “سلطة الأراضي” التابعة للاحتلال الإسرائيلي. لكن حجم العقارات التابعة لهذه البطريركية تضاءل بشكل كبير بسبب صفقات بيعها لجهات “إسرائيلية”.