خطة “إسرائيلية” لشطب قضية اللاجئين بإنهاء “أونروا”
كشف رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن خطة “إسرائيلية” لإنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” التي ترعى ملايين اللاجئين الفلسطينيين، على وقع التهديد الأميركي بقطع المساعدات عن المنظمة الدولية.
وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة، اليوم الأحد: “الأونروا منظمة تخلد قضية اللاجئين الفلسطينيين وكذلك تخلد رواية ما يسمى بحق العودة، وذلك على ما يبدو، بهدف تدمير إسرائيل، ولذا فيجب على الأونروا أن تتلاشى وتزول”، كاشفا عن خطة لتحقيق هذا الهدف.
وكشف نتنياهو في كلمته ما قال إنها الطريقة للقضاء على الأونروا، مشيرا إلى أنه طرح الأمر على الإدارة الأمريكية.
وأضاف: “الأونروا هي هيئة تأسست منفردة قبل 70 عاماً فقط لمصلحة اللاجئين الفلسطينيين، وذلك رغم وجود المفوضية السامية للأمم المتحدة المعنية بمعالجة قضايا بقية اللاجئين، ما يخلق بطبيعة الحال ذلك الوضع الهزلي حيث تعالج الأونروا أبناء أحفاد اللاجئين الذين هم أنفسهم ليسوا باللاجئين، وهكذا دواليك تستمر 70 عاماً أخرى، ثم سيعالج أبناء هؤلاء وبالتالي يجب وقف هذه المهزلة”، وفق زعمه.
وكشف أنه قدم “اقتراحاً بسيطاً” مفاده تحويل أموال الدعم المنقولة حالياً للأونروا إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك تدريجياً وبشروط ومعايير واضحة؛ بغية دعم من وصفهم بـ”اللاجئين الحقيقيين” “بدلاً من اللاجئين الصوريين الوهميين كما يحدث اليوم لدى الأونروا”، وفق ادعائه.
وقال: “طرحت هذا الموقف أمام الولايات المتحدة. هذه هي الطريقة للقضاء على الأونروا، ولمعالجة قضايا اللاجئين الحقيقية إذا ظلت مثلها”.
وجاء رأي نتنياهو مخالفا لرأي وزارة الخارجية الإسرائيلية، والتي رأت في خفض المساعدات المالية لـ(الأونروا) دفعا باتجاه تفجر الأوضاع في قطاع غزة تحديدا.
التهديد الأميركي
ويأتي الكشف عن الخطة “الإسرائيلية” على وقع تجميد الإدارة الأمريكية، تقديم 125 مليون دولار، من مساهمتها في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين أنّ إدارة الرئيس ترمب أبلغت الأمم المتحدة أنّها جمدت مبلغ 125 مليون دولار كان من المقرر دفعها في الأول من الشهر الجاري، إلا أنّها قد جمدت.
وسبق أن هددت الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام بخفض مساعداتها للفلسطينيين بما في ذلك “الأونروا”؛ حال عدم عودة السلطة إلى المفاوضات مع الاحتلال.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر الداعمين لوكالة “الأونروا” بمساعدة تصل إلى أكثر من 360 مليون دولار سنويا، ما يشير إلى حجم تأثير هكذا خطوة على الوكالة التي تصل ميزانيتها السنوية إلى نحو مليار دولار.
ماذا تقول الأونروا؟
ورغم الإعلان الأميركي، قال الناطق بلسان وكالة “الأونروا” سامس مشعشع، في بيانٍ له: “لم يتم إعلام الأونروا من الإدارة الأمريكية بأي تغييرات في التمويل الأمريكي للأونروا”.
وأضاف: “إن أكبر عشرة مانحين يقدمون للأونروا أكثر من 80% من الدخل الذي نحصل عليه. ونحن ممتنون لهم على دعمهم؛ وسنعمل بلا هوادة مع شركائنا كافة لتغطية المتطلبات التمويلية لعام 2018.. إن مساهمة الأونروا في التنمية البشرية – وبشكل ملحوظ من خلال خدمات التعليم والرعاية الصحية – توصف بأنها أمر لا يمكن الاستغناء عنه من أجل كرامة لاجئي فلسطين والاستقرار في المنطقة”.
وبحسب المعطيات التي قدمها مشعشع؛ فإن أكبر الداعمين لـ”الأونروا” هم الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم أكثر من 364 مليون دولار، الاتحاد الأوروبي أكثر من 143 مليون دولار، ألمانيا أكثر من 76 مليون دولار، السويد أكثر من 61 مليون دولار، المملكة المتحدة أكثر من 60 مليون دولار، المملكة العربية السعودية أكثر من 51 مليون دولار، اليابان أكثر من 43 مليون دولار، سويسرا أكثر من 29 مليون دولار، النرويج أكثر من 26 مليون دولار وهولندا نحو 21 مليون دولار.
وتقدم الأونروا المساعدة والحماية وكسب التأييد لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة لحين التوصل إلى حل لمعاناتهم.
وتمول الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وتشتمل خدمات الوكالة على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح.
وتأسست الأونروا في أعقاب النكبة عام 1948، بقرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول/ديسمبر 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين.
وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر أيار/مايو عام 1950.
وفي غياب حل لمسألة لاجئي فلسطين، عملت الجمعية العامة وبشكل متكرر على تجديد ولاية الأونروا، وكان آخرها تمديد عمل الأونروا لغاية 30 حزيران 2017.