وفود من الرجال والنساء من القدس والداخل يهنئون شيخ الأقصى بالتحرر ويؤكدون: نحن بحاجة للشيخ رائد لمواجهة العديد من التحديات التي تواجه مجتمعنا
طه اغبارية، ساهر غزاوي
رغم الأحوال الجوية الماطرة والعاصفة التي سادت البلاد أمس الجمعة، واصلت قوافل المهنئين للشيخ رائد صلاح على خروجه من السجن، التوافد إلى منتجع الواحة في مدينة أم الفحم، علما أن مراسم الاستقبال وتقديم التهاني تختتم اليوم السبت بعد صلاة العشاء (الثامنة مساء).
أمس الجمعة، برزت المشاركة النسائية الحاشدة من مدينة أم الفحم ومختلف البلدات العربية فضلا عن تقاطر وفود نسائية كبيرة من مدينة القدس المحتلة.
وكرّمت العديد من الوفود النسائية المقدسية والوفود من الداخل، الشيخ رائد صلاح، بدروع تقديرية تثمينا لجهوده والضريبة التي دفعها نظير تمسك بالثوابت وفي مقدمتها نصرة قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وألقت عدد من النساء كلمات باسم وفود مهنئة، حيث تحدّثت السيدة زينة عمرو باسم وفد نسائي من القدس المحتلة، والسيدة أم مجاهد باسم وفد نسائي رفيع من مدينة قلنسوة، والسيدة أم لؤي باسم وفد من قرية ميسر، والسيدة رقية أم محمد باسم وفد من مدينة حيفا.
وهنأت المتحدثات الشيخ رائد صلاح بالتحرر وانتصاره للثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية، وأكدن المضي على الثوابت التي رفع لواءها شيخ الأقصى.
من جانبه قال الشيخ رائد صلاح في حضرة حشد نسائي كبير، برز بينه الحضور النسائي المقدسي الرفيع: “نقدّم التحية الخاصة لأخواتنا من القدس المباركة، الأخوات اللواتي أكرمن الله تعالى من بين كل نساء الدنيا، أن يكن الحاضنة الإيمانية الصادقة الصابرة الثابتة للمسجد الأقصى المبارك، وهذا الشرف لا يصنع صناعة بشرية بل يعطى كرامة ربانية من الله تعالى، فهنيئا لكن على هذا العطاء الذي هو تاج رباني لا تزيده الأيام إلا بريقا بحمد الله رب العالمين”.
وأضاف: “أقول للأخوات من القدس المباركة، أنتن في هذه البقعة التي نزل فيها آيات من القرآن الكريم، وقال فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام موصيا بعشرات الأحاديث النبوية، انتن في هذه البقعة التي نقرأ عنها يوم أن نقرأ الآية الأولى من سورة الإسراء: (سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ)، فقضية القدس والمسجد الأقصى المباركين هي ليست قضية أرضية فقط، هي ليست قضية تاريخ أو حاضر فقط، هي قبل كل ذلك وبعد كل ذلك قضية قرآنية، آية في كتاب الله تعالى، نقرأها يوم أن نقرأ القرآن، ونقرأها في صلواتنا بحمد الله رب العالمين، فهذا يعني أن كل مؤمن وكل مؤمنة في الأرض هم مطالبون بأن يحفظوا القرآن الكريم، مطالبون أن يحفظوا القدس والمسجد الأقصى المباركين، لأنهما آية من هذا القرآن الكريم، هنيئا لكن على هذه المنزلة الرفيعة، التي تعطى، ولا تعطى إلا من الله سبحانه وتعالى”.
وأردف الشيخ رائد صلاح “يا أخواتنا الوفد النسائي المقدسي الكريم، انا وأنتن اجتهدنا أن نقرأ الكثير مما نجده في تراثنا الإسلامي: التفسير، الفقه، التاريخ، السلوك والتهذيب، ومما يخطر في بالي كتاب “صفة الصفوة” للإمام ابن الجوزي رحمة الله عليه، وأنصحكن أن تقرأن هذا الكتاب أو على الأقل أن تتعرفن على العابدات المقدسيات، هناك فصول كاملة عن العابدات المقدسيات، كيف كنّ، كيف كان إيمانهن، كيف كان صبرهن، وتوكلهن ودعاؤهن وكيف نزلت دموعهن في محراب المسجد الأقصى المبارك، تحت سقف الصخرة زادها الله تشريفا، بإذن الله انتن الجيل الذي يواصل سيرة هؤلاء العابدات الصالحات المقدسيات اللواتي كتب عنهن التاريخ، إلى الأمام إلى الأمام”.
وفي ساعات المساء، أمس الجمعة، استؤنفت حركة وفود التهنئة من الرجال من مختلف البلدات العربية، من النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية.
وغصّت قاعة الاستقبال في منتجع الواحة، بجموع من القدس المحتلة وضواحيها ومخيمات اللجوء في محيطها، إلى جانب وفود أخرى من الداخل.
فيما يلي نستعرض مقتطفات من كلمات المتحدثين في حضرة شيخ الأقصى:
باسم وفد مقدسي كبير، تحدث د. جمال عمرو، مهنئًا الشيخ رائد صلاح، وقال إن “الشيخ رائد صلاح أحيا في الأمة المعاني الحقيقية لشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك”. ودعا عمرو إلى المزيد من مشاريع تثبيت صمود أهل القدس وحماية المسجد الأقصى المبارك في ظل هرولة البعض إلى الكنيست الإسرائيلي ودعم حكومة الاحتلال التي تصعد من ممارساتها الاحتلالية في القدس والأقصى.
كذلك برزت مشاركة وفود من النقب من مختلف بلداته وخاصة القرى مسلوبة الاعتراف.
وتحدث السيد سلامة الأطرش، رئيس مجلس القصوم في النقب، باسم وفد حاشد، وقال “نحيي الشيخ رائد بخروجه من سجون الظلم كما نهنئ أنفسنا وسائر مجتمعنا العربي بخروج شيخ الأقصى”.
ودعا الأطرش الشيخ رائد صلاح إلى المساهمة بعد خروجه من السجن بوضع حلول لمواجهة التحديات وسياسات الحكومة الإسرائيلية. وختم بالقول: “كم نحن بحاجة إلى الشيخ رائد صلاح حتى نصل إلى الأمان”.
السيد أمجد أبو عصب من القدس، ألقى كلمة باسم وفد مقدسي، وقال: “نحمل في قلوبنا تهنئة كبيرة من أهلكم في القدس وتحديدا اخوانكم الاسرى وأهاليهم للشيخ أبو عمر كل التحية الخارجة من خلف القضبان، حمدا لله على السلامة”.
الحاج إبراهيم حمادة، من مدينة القدس، وهو والد لأسرى في السجون الإسرائيلية، حيّا الشيخ رائد صلاح، مؤكدا تثمين أهالي القدس لدوره في مناصرة القدس وقضية المسجد الأقصى المبارك.
وباسم وفد كبير من مجد الكروم تقدّمه رئيس المجلس المحلي سليم صليبي، تحدث الدكتور عبد الله ادريس، وهنأ الشيخ رائد صلاح بالتحرر، وجاء في كلمته: “باسم أهل مجد الكروم نرحب بشيخنا وقائدنا وقائد مسيرتنا ودعوتنا إلى الله عز وجلّ، الشيخ رائد صلاح، والذي نسأل الله أن يظلّ رائد للصلاح”.
رئيس المجلس المحلي في قرية نحف، عبد الباسط قيس، قدم على رأس وفد كبير لتهنئة الشيخ رائد صلاح، وتحدث باسم الوفد الشيخ صالح أبو جميل، الذي قدّم بدوره التحية لشيخ الأقصى.
وألقى الشيخ فتحي زيدان، من كفر مندا، كلمة باسم وفد حاشد من البلدة، وقال “باسمي وباسم الوفد الكريم من كفر مندا، نتقدّم بأحر التهاني بعودة شيخنا شيخ الأقصى، ونقول له: نحبك في الله، كل اهل بلدنا والمجتمع العربي”.
وأشار إلى أن الشيخ رائد يذكر بمواقفه بسيرة ومواقف الإمام ابن تيمية الذي نافح عن ثوابت الدين في مواجهة البدع والضلالات والفتن.
ثم كانت فقرة شعرية زاجلة للشاعر فواز محاجنة من مدينة أم الفحم.
تلى ذلك، كلمة للشيخ تيسير خالدي باسم وفد كبير من قرية “أبو سنان”، وقال: “باسم الوفد الكريم من أبو سنان وأبناء الدعوة نهنئ شيخ الأقصى بالخروج من السجن، سالما غانما”.
وأضاف “حياة الرجال والعلماء والمخلصين لا تكون في الدرجات والشهادات، انما بالمواقف التي وقفوها نصرة للحق ودينهم ومبادئهم”.
وأردف خالدي “شيخنا بعد تحرره بالتأكيد لن يستريح وإنما سيكمل المسيرة نصرة للدين وقضية الأمّة الأولى، قضية المسجد الأقصى المبارك”.
ثم تحدث من على منصة الاحتفاء بشيخ الأقصى، د. خالد غنايم باسم وفد كبير من مدينة سخنين، وقال “جئنا نهنئ انفسنا بتحرر الفكرة والمبدأ، هذه الفكرة الحرّة، لا شرقية ولا غربية، وإنما هي حرة نقية وإن تمثلت بشخص اسمه رائد صلاح، لكنها ليست فكرة لشخصه وإنما هي فكرة ربانية”.
وأضاف غنايم “سجن الشيخ رائد صلاح والتضييق عليه وملاحقته لا تعني أبدا حظر الفكرة التي تبناها هو وأبناء المشروع الإسلامي، بل العكس تماما إن هذا الفكرة متأصلة في كل مكان من وطننا الغالي”.
هذا وحيّا الأستاذ توفيق محمد، مدير منصة الاستقبال، العديد من الوفود بأسماء البلدان التي قدمت منها كما حيّا الأسيرة آية خطيب التي قدم والدها على رأس وفد لتهنئة الشيخ رائد.
المركّز الميداني في القرى مسلوبة الاعتراف، السيد معيقل الهواشلة، هنأ باسم وفد نقباوي، شيخ الأقصى بالحرية من السجن، وقال “نهنئ نحن وفد من القرى غير المعترف بها ومن مدينة رهط وقرية اللقية، نهنئ الشيخ رائد، وبودي أن أقول إننا افتقدنا القائد رائد صلاح في هذه المرحلة. لكن المشاريع التي قادها الشيخ رائد صلاح ممثلة بمؤسسة النقب للأرض والانسان، المحظورة إسرائيليا، حاضرة في كل مضارب وبلدات النقب”.
ومن قرية “أم الحيران” في النقب التي تعاني التهجير والمصادرة، تحدث السيد رائد أبو القيعان باسم وفد من البلدة، وهنأ الشيخ رائد، مؤكدا أن “الشيخ رائد دفع ثمن مواقفه الأصيلة ومنها دفاعه عن أرض النقب في مواجهة مخططات التهجير والمصادرة الإسرائيلية”.
ومن القدس، تحدث السيد أمجد علقم، ممثلا لوفد من مخيم شعفاط، مستذكرا المواقف الجليلة للشيخ رائد صلاح في نصرة قضايا المخيم في مواجهة التهجير إلى جانب دور شيخ الأقصى وبصماته الخالدة في القدس والمسجد الأقصى.
الشيخ علي القرن حيا باسم وفد من النقب، الشيخ رائد صلاح مردفا “نهنئ عائلة الشيخ وأهله على خروجه من سجون الظالمين ونهنئ الأمة العربية والإسلامية. نحن معك أينما ذهبت واينما سرت، سر على بركة الله”.
ثم كانت فقرة انشاد للمنشد محمد نادر العلمي من مدينة القدس المحتلة، وكذلك فقرة إنشاد للمنشد عمرو عمرو من يافة الناصرة.
الشيخ يوسف أبو مديغم والذي قدم على رأس وفد كبير من مدينة رهط، قال في حضرة الشيخ رائد: “باسم كل من حضر معنا نحمل السلام من أهلنا في رهط، لشيخنا رائد صلاح، نبارك تحريره من سجن الظالمين، نبارك لهذه القامة صمودها، ونحيي كل أسرى شعبنا الصامدين في هذا الزمان”.
إلى ذلك هنأ الشيخ حسني لحام، الشيخ رائد بتحرره وذلك باسم وفد كبير من مدينة باقة الغربية، وتحدث لحام عن مناقب الشيخ رائد والشيخ كمال خطيب، لافتا إلى أن الأمة والشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى أخلاق ومواقف المشايخ أمثالهما في نصرة الحق وأهله.
يمكن الاستزادة في الاستماع إلى كلمات المتحدثين باسم الوفود المهنئة من خلال صفحة موقع “موطني 48” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.