أستاذان بالجامعة الأردنية في قائمة العلماء الأكثر تأثيرا في علوم الحاسوب
بين أشكال الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم العميق والبحث العلمي في علم البيانات الكبيرة والذكاء الحسابي، أمضى الأستاذان الجامعيان إبراهيم الجراح وحسام فارس عقدا من عمرهما في أحضان الجامعة الأردنية.
أبحاث علمية متنوعة ومتعددة في علم الحاسوب والذكاء الاصطناعي، أهلتهما للفوز بالمقعد الأول في قائمة العلماء الأكثر تأثيرا في العالم (Highly Cited Researchers) في مجال علوم الحاسوب لعام 2021، ضمن تصنيف مؤسسة “كلاريفيت أنالاتيكس” (Clarivate Analytics) العالمية.
تأهيل جاء بعد منافسة علمية وبحثية ساخنة بين قائمة طويلة من العلماء والباحثين في مجالات علم الحاسوب، ضمت 110 باحثين من 22 دولة، حضر الأردن بينها ممثلا بالأستاذين الجراح وفارس.
من الجراح وفارس؟
يعرّف الدكتور إبراهيم الجراح نفسه للجزيرة نت بأنه باحث وأستاذ مشارك في التنقيب عن البيانات الكبيرة والذكاء الحسابي بالجامعة الأردنية، حاصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة ولاية دكوتا الشمالية الأميركية عام 2014.
أنشأ الجراح عام 2017 بالتشارك مع باحثين طموحين من دول عدة حول العالم، مجموعة بحثية تختص بالتعلم الآلي التطوري (EVO-ML.com)، وحصل على جائزة “علي منكو” للباحث المتميز عن الكليات العلمية نظير الأبحاث الرصينة العام الماضي 2020.
صُنف الجراح -بحسب حديثه- من أعلى 2% من العلماء في العالم، ومن أعلى 10 باحثين في الأردن، وذلك لقاء نشره أكثر من 100 بحث في مؤتمرات ومجلات عالمية محكمة ذات تصنيف “كيو1، كيو2” (Q1, Q2)، وذات معامل تأثير مرتفع في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وحصوله على أكثر من 6800 استشهاد و42 لمعامل هارش، بحسب ما جاء في تصنيف جامعة ستانفورد الأميركية لعامي 2020 و2021.
يركّز الجراح في أبحاثه على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والبينات الكبيرة، وأطر هادوب، والذكاء الجمعي، والخوارزميات التطورية، وتحليل الشبكات الاجتماعية، والنظم الموزعة العالية الكفاءة.
أما الأستاذ الجامعي حسام فارس، فيعرف نفسه -في حديثه للجزيرة نت- بأنه عضو هيئة تدريس في الجامعة الأردنية وجامعة الحسين التقنية، ومدير علم البيانات في شركة الطبي، حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة سالنيتو الإيطالية.
يتخصص الباحث فارس في علم البيانات والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وله أكثر من 150 بحثا في هذا المجال، معظمها منشور في أرقى المجلات والمؤتمرات العالمية المحكمة.
حصل فارس على عدة جوائز من الجامعة الأردنية، تقديرا لجهوده في البحث العلمي التي ساهمت في رفع ترتيب الجامعة في التصنيفات العالمية، كجائزة علي منكو للباحث المتميز وجائزة الباحث المتميز في الجامعة الأردنية.
أبرز الأبحاث العلمية
عمل الباحثان الجراح وفارس على تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي لعدد من الشركات والمؤسسات، أبرزها ما يتعلق بانتشار خطاب الكراهية، إذ انتبه الباحثان لانتشار هذه القضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في منطقتنا العربية.
وعمل الباحثان على مشروع “الكشف عن خطاب الكراهية” من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وذلك لبناء نماذج ذكية قادرة على استشعار خطابات ورسائل الكراهية فور حدوثها.
كما عمل الباحثان على مشروع للكشف عن البريد الإلكتروني العشوائي “المزعج” (Spam)، حيث قاما -في سبيل حماية أنظمة البريد الإلكتروني ومستخدميها من البريد العشوائي والرسائل غير المرغوب فيها- بتطوير وتنفيذ أداة مفتوحة المصدر، توفر طريقة مرنة لاستخراج عدد كبير من الميزات لإنتاج مجموعة بيانات نظيفة، يمكن استخدامها لتدريب واختبار خوارزميات التصنيف المختلفة.
كورونا والأخبار المزيفة
انتشار الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة حول فيروس كورونا، كان مثار بحث علمي أعده الباحث إبراهيم الجراح بمساعدة باحثين على تطوير خوارزميات ذكية باستخدام التعلم الآلي للكشف الفعّال عن الأخبار والمعلومات المزيفة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم معلومات أكثر دقة عن هذا المرض، بحيث يقدم الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات للأشخاص والباحثين طريقة مؤتمتة للتمييز بسهولة بين الأخبار الحقيقية والمزيفة.
ومع زيادة انتشار الفيروس وارتفاع الإصابات عالميا وعربيا، زاد الضغط على المؤسسات الطبية والصحية، مما دفع بالباحث حسام فارس لتوظيف التعلم الآلي (Machine learning) -وهو من أكثر أشكال الذكاء الاصطناعي شيوعا- توظيفا فعالا في تطبيقات شركة “الطبي” المتخصصة بتقديم الاستشارات الطبية والرعاية الصحية الإلكترونية في عدد من الدول العربية.
وذلك من خلال تطوير نموذج ذكي مبني باستخدام خوارزميات التعلم العميق، مدرب على ملايين الاستشارات الطبية السابقة المخزنة في قواعد بيانات الشركة، للمساعدة في مواجهة التحديات التي شهدتها شركة الطبي خلال جائحة كورونا، والتغلب عليها من خلال تطوير الأنظمة الذكية المدعومة بالبحث العلمي.
أكثر المقتبس منهم
وتعتبر مؤسسة “كلاريفيت أنالاتيكس” شركة عالمية متخصصة بتصنيف مجلات البحث العلمي، وإصدار قوائم أكثر الباحثين المقتبَس منهم، وتعد تصنيفاتها من أفضل التصنيفات العالمية لاتباعها منهجيات علمية متينة ودقيقة في عملها، وهي تدار من قبل خبراء في المجال.
وفي هذا العام، تم اختيار نحو 6600 باحث موزعين على 21 تخصصا، من أصل 8 ملايين باحث مدرج في قاعدة البيانات، وفي مجال علوم الحاسوب تم اختيار 110 باحثين فقط، ممثلين من 22 دولة، كان الأردن -لأول مرة منذ تأسيس المؤسسة- ضمنها.
المصدر: الجزيرة