والحق ما شهدت به الأعداء
أميّة سليمان جبارين (أم البراء)
قبل أيام قليلة، أهلَّتْ علينا ذكرى مولد الهدى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم. وفي كل عام نحيي ذكراه العطرة من خلال احتفالات ودروس ومواعظ نستذكر فيها مناقبه الجمّة ونتعلم من سيرته العطرة أفضل الدروس والعبر. كيف لا وقد استطاع عليه الصلاة والسلام، أن يستوطن قلوب ملايين البشر من المؤمنين، لما له من مكانة رفيعة ومقام عظيم عند الله، فيكفيه فخرًا قول الله تعالى في وصفه: (وإنك لعلى خلق عظيم). وقوله: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
نعم يا حبيبي يا رسول الله، لقد كنت لأمتك وجميع الأمم خير أسوة ونعم القدوة، وقد شهد لك بذلك القريب والبعيد، والعدو قبل الصديق، وإنني في هذا المقام في وظل ما نواجهه من استكبار عالمي ضد الإسلام، أضع بين أيديكم بعضا من شهادات المنصفين من علماء ومفكري الغرب بحق رسولنا صلى الله عليه وسلم. ومنهم من أسلم بعد أن تعرّف على سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم:
1- إيتين دينيه، وهو راهب فرنسي اعتنق الإسلام. يقول: لقد دعا عيسى عليه السلام إلى المساواة والأخوّة، أما محمد رسول الله فقد وقف لتحقيق المساواة والأخوة بين المؤمنين في حياته.
2- الأديب الروسي الشهير تولستوي يقول: إن شريعة محمد (صلى الله عليه وسلم) ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.
3- غوستاف لوبون- مؤرخ فرنسي: إن محمدا من أعظم رجال التاريخ إذا ما قسنا جلائل أعمالهم.
4- مايكل هارد، مؤلف كتاب المائة الأوائل: إن اختياري لمحمد صلى الله عليه وسلم، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء لكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي.
5- برنارد شو، الإنكليزي الشهير: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد (صلى الله عليه وسلم)، هذا النبي الذي لو تولى أمر العالم اليوم لحل مشكلاتنا وهو يحتسي فنجانا من القهوة.
6- تشيرك، عالم نمساوي: إن البشرية لتفخر بانتساب رجل كمحمد (صلى الله عليه وسلم) إليها إذ أنه رغم أميته استطاع قبل بضعة قرون، أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوروبيون أسعد ما نكون إذا ما توصلنا إلى قمته.
هذه أقوال بعض رجالات من الغرب المنصفين الذين كان الحياد ميزانهم في قياس الأمور وليس التعصب والحقد على المسلمين ونبيهم.
والسؤال الذي يُطرح ها هنا، ما هو دورنا كمسلمين في نصرة النبي عليه الصلاة والتسليم والذود عنه؟! أمّا الجواب فيكمن في أن نجعل من كل مسلم منّا نموذجا يطبق سنّة نبينا محمد، بعودتنا للسنة والكتاب في حياتنا وفي أخلاقنا ومعاملاتنا اليومية، ويجب أن تأخذنا النخوة والحمية للدفاع عن نبينا محمد وأن يستوطن حبه الحقيقي في قلوبنا ونفوسنا، حتى يستقيم إيماننا لقوله صلى الله عليه وسلم: (لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعي).