أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

ماذا تفعل إسرائيل في الاتحاد الإفريقي ولماذا سكتت الدول العربية؟

الإعلامي أحمد حازم

المعروف أن إسرائيل دولة آسيوية، ورغم ذلك تحاول جاهدة منذ سنوات طويلة الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي رغم أنها ليست دولة أفريقية. ومن الطبيعي أن إسرائيل تعرف تمامًا أنه لا يحق لها الانضمام إلا بطرق خبيثة من خلال علاقات معينة مع أشخاص نافذين في الاتحاد. ويبدو أن إسرائيل تحقق لها ما تريد.

ففي الثاني والعشرين من شهر يوليو/تموز الماضي تم الإعلان عن خبر قبول إسرائيل بصفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي. الخبر مرّ مرور الكرام على الإعلام العربي ولم يثر أي ضجة. خبر يرقى بالفعل إلى مستوى فضيحة. ولكن من الذي كان وراء هذه الفضيحة؟

تقول المعلومات المتوفرة، إن صاحب الفضيحة هو رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي محمد، حيث قام بفعلته بتواطؤ مع دولة المقر إثيوبيا. أمّا الدولة التي اكتشفت هذا التواطؤ فهي الجزائر، التي تقود حاليًا مسعى دبلوماسيًا مع مجموعة من البلدان الأفريقية، لإبطال تلك العضوية. ولكن ما سبب هذا القبول وما الذي تريده إسرائيل من أفريقيا؟

المعلومات المتوفرة كشفت أن أن إسرائيل وأصدقاء أفارقة لها يقومون بالتحضير لذلك منذ سنوات طويلة وبالتحديد منذ حوالي عشرين عامًا على إحباط محاولاتها الانضمام إلى الاتحاد الأفريقي الذي حلّ محل منظمة الوحدة الأفريقية. كما أن اتفاقات التطبيع مع المغرب والسودان أسهمت في التمهيد لقبول إسرائيل في الاتحاد الأفريقي، لمعرفة ما يحدث داخل أروقة الاتحاد، ذلك أن أفريقيا بالنسبة لها تعتبر سوقا ضخم لمنتجاتها الأمنية الاستخباراتية.

والسؤال الذي يطرح نفسه: أين الدول العربية الأعضاء في الاتحاد (مصر، السودان، تونس، ليبيا، المغرب، الصومال، موريتانيا، جيبوتي، وجزر القمر)؟ لماذا لم نسمع أي صوت منهم باستثناء الجزائر؟

إسرائيل لم تصبح عضو مراقب عن طريق رسمي بل بطريقة سرية. فقد تم ترتيب لقاء بين أليلي أدماسو السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد واتفق الاثنان على أن تحمل إسرائيل صفة عضو مراقب في الاتحاد بدون إجراء تصويت أو مشاورات بين الدول الأعضاء الـ 55 في الاتحاد. وما جرى هو فضيحة للاتحاد الأفريقي إذ لا يعقل أن يتم قبول إسرائيل بصفة مراقب من قبل فكي وسفير إسرائيل فقط، من دون تفاهم مع الدول الأعضاء، الأمر الذي يعتبر خرقًا وانتهاكًا لمبادئ الاتحاد، والفضيحة الأكبر صمت الدول العربية المنضوية في الاتحاد.

صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تطرقت إلى هذا الموضوع بقولها: “حقيقة أن اتفاقات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مع كل من المغرب والسودان، وتدشين العلاقات الدبلوماسية مع تشاد وغينيا، أسهمت في التمهيد لقبول إسرائيل في الاتحاد الأفريقي. وأكدت الصحيفة: “أن نائبة وكيل الخارجية الإسرائيلية للشؤون الأفريقية عليزا بن نون توجهت إلى أديس أبابا والتقت بثلاثين من ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي لإقناعهم بقبول عضوية إسرائيل كعضو مراقب في هذه المنظمة”.

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن إسرائيل، وحسب هآرتس تقيم علاقات مع ستة وأربعين بلدًا أفريقيا، نستنتج الأهمية التي توليها إسرائيل لتكون عضوًا في الاتحاد الإفريقي وليس دولة بصفة مراقب فقط. صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية اعتبرت أن قبول إسرائيل عضوًا مراقبًا في الاتحاد الأفريقي “يمنح الشركات الإسرائيلية فرصة للاستثمار هناك بشكل كبير، لأن الطاقة الكامنة في هذه المجال هائلة، وأن مجالات الطاقة، الزراعة، والمياه، تمثل المجالات الرئيسية التي تسمح للمستثمرين الإسرائيليين بالعمل في أفريقيا”.

وجاء في تقرير نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” في الحادي والعشرين من شهر يناير/كانون الثاني عام 2019 يناير عن تشاد بعد زيارة نتنياهو لها، أن دور فكي المحتمل في مساعدة إسرائيل للحصول على عضوية الاتحاد الأفريقي يأتي نتاج العلاقة التي تكرست بين إسرائيل وتشاد، لا سيما بعد قرار الأخيرة تدشين علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، وأن دور فكي المتوقع سيقلّص من تأثير موقف جنوب أفريقيا التي تعارض ضم إسرائيل إلى الاتحاد.

الصحافية الإسرائيلية، رينا باسيست أشارت في تقريرين نشرتهما في يناير وفبراير 2019 في النسخة العبرية لموقع “مونيتور” إلى أن تعيين فكي كرئيس لمفوضية الاتحاد الأفريقي يعزز فقط من فرص حصول إسرائيل على مكانة عضو مراقب في الاتحاد. وتوقّعت في التقريرين أن يكون نتنياهو قد طلب من الرئيس التشادي ديبي خلال زيارته لتشاد التدخّل، وتوظيف ثقل بلاده في تمكين إسرائيل من الحصول على مكانة عضو مراقب.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى