متى تُصلّى السّنّة البعدية في حالة الجمع؟
الفقه والواقع المعاصر
د. مشهور فواز- رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء
* متى تُصلّى السّنّة البعدية في حالة الجمع؟
لا يصح أن يتوسط الصّلاتين المجموعتين نفلٌ ولا صلاة جنازة، وبناءً عليه من جمع بين الظّهر والعصر فإنّه يلزمه تأخير سنة الظّهر إلى بعد الانتهاء من جمع صلاة العصر ومن جمع بين المغرب والعشاء فإنّه يلزمه تأخير سنة المغرب إلى ما بعد الانتهاء من جمع صلاة العشاء.
فلو نوى شخص الجمع بين صلاتي الظّهر والعصر فصلّى سنة الظّهر البعدية قبل أداء صلاة العصر أو أدّى سنة المغرب قبل أداء صلاة العشاء فلا يصح أن يجمع عند جمهور الفقهاء.
وقال المالكية يكره أن يصلّي النّافلة بين الصّلاتين المجموعتين، ولكن تصح الصّلاة.
جاء في منح الجليل شرح مختصر خليل للشيخ محمد بن أحمد عليش: ” و(لَا تَنَفُّلَ بَيْنَهُمَا) أَيْ الصَّلَاتَيْنِ الْمَجْمُوعَتَيْنِ لِصَيْرُورَتِهِمَا كَصَلَاةٍ وَاحِدَةٍ وَاَلَّذِي فِي النَّقْلِ يَمْنَعُ الْفَصْلَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الْمَجْمُوعَتَيْنِ بِنَفْلٍ وَكَذَا بِكَلَامٍ الْعَدَوِيُّ الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَنْعِ الْكَرَاهَةُ فِيهِمَا إذْ لَا وَجْهَ لِلْحُرْمَةِ، وَسَوَاءٌ جَمْعُ التَّقْدِيمِ وَجَمْعُ التَّأْخِيرِ”.
ورخصة المالكية كما سبق، جيدٌ أن يؤخذ ويُعْمَل بها لمّا مضى من الصّلوات بأن كان شخص لا يعرف الحكم من قبل وصلّى السّنة قبل الجمع أو صلّى الجنازة ففي هذه الحالة لا يلزمه الإعادة ولكن لمّا سيأتي مستقبلاً فلا بدّ من مراعاة شرط الموالاة وعدم أداء سنة أو نافلة أو صلاة جنازة قبل الانتهاء من الجمع.