مقالاتومضات

معصوبي القلوب أصمّاء الضّمير… حكام فقدوا البصيرة والوطنية

الإعلامي/أحمد حازم

المحكمة العليا الإسرائيلية قامت بتأجيل جلسة إخلاء العائلات المقدسية في الشيخ جراح. فقد ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن النائب العام أفيحاي ماندلبليت طلب تأجيل إخلاء العائلات من حي الشيخ جراح، وسيتم تحديد تاريخ في غضون ثلاثين يوماً لبدء النظر في القضية. قضية الشيخ جرّاح أحد أحياء القدس الشرقية، والذي دخل التاريخ من أبوابه العريضة بسبب ما يتعرض له من أعمال قتل وقمع ومحاولات تشريد من أوباش المستوطنين بدعم من الشرطة الإسرائيلية، هذا الحي سيبث في أمره حكام المحتلين.

دولة بكل مستوطنيها (اللمم) الذين جلبوهم من بقاع العالم وأسكنوهم الأرض الفلسطينية، دولة بكافة جنودها وشرطتها وحرسها ويمينها، تمارس كل أنواع القمع والعنف ضد الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة وتعتقل وتقتل وتغتال وتواصل سياسة الهدم والإخلاء، هذه الدولة هي التي ستقرر محاكمها مصير أهل الشيخ جراح.  كيف لنا أن نصدقهم؟ كيق لنا أن نثق بهم وبمحاكمهم التي هي دوماً إلى جانب “شلومو” وضد الفلسطيني مسلما كان أم مسيحياً.

علمنا التاريخ انهم قتلة فكيف يمكن للقاتل أن يكون عادلاً مع الضحية. زوار إسرائيل الرسميين والوفود السياحية من كل العالم يأخذوهم إلى متحف (ياد فشيم): الذي أقيم وحسب المعلومات الإسرائيلية” لتخليد ذكرى ضحايا النازية من اليهود ولتنفيذ دراسات وأبحاث تتعلق بجذور اللاسامية وعوامل وقوع الكارثة اليهودية في المانيا وسواها من دول أوروبا، ويحتوي هذا المتحف على صور ووثائق تصف حياة اليهود في المانيا والكنس التابعة لهم والمحلات التجارية وما حصل لها” في العهد النازي. ويوجد فيه “لوحات تحمل اسماء لضحايا النازية من اليهود”.

والسؤال الذي يطرحه الإنسان العاقل أوروبياً كان أم أمريكياً، أسيويا أم أفريقياً، أسوداً كان أم أبيضاً: كيف يمكن لبشر عاشوا كارثة إبادة أن يقوموا بأعمال ضد الفلسطينيين مشابهة لما تعرضوا له. لقد ثيتوا بالقول والفعل أن الضحية يمكن أن تصبح جلاداً.

إذا كان متحف (ياد فاشيم) رمزاً لاضطهاد اليهود فإن غزة والشيخ جراح هما متحفان على نطاق أوسع وأكبر وفيهما من أسماء الضحايا وصور لممارسات القمع والعنف ما يكفي لجعلهما متحفا ضخما يستحق التسجيل في موسوعة جينيتس للقمع والقتل والتشريد. العالم موجود لكنه لا يرى حقيقة ما هو موجود في القدس وغزة. تهتز ضمائرهم إذا تعرض كلب أو قطة أو بطة إلى معاملة سيئة، ولا تستيقظ مشاعرهم عندما تمارس بحق الغزي أو المقدسي كل أنواع العنف.

الضمير مفقود حتى عند أبناء جلدتنا. أنا لا أتحدث فقط عن حكام عرب لا يرون ولا يسمعون ما يدور حولهم. فما يحدث للفلسطيني لا يهمهم. قد يكون من بين حكام العرب أناس أوخزهم ضميرهم إلى حد ما وأصدروا بيانات إدانة شديدة اللهجة ضد المحتل الإسرائيلي، لكن بينهم أيضا من لم يهمه الأمر ووضع القاتل والضحية في نفس المستوى. أنا أتحدث عن رجال أمن للسلطة الفلسطينية عرقلوا مظاهرات جرت في طولكرم وجنين تأييداً لإخوانهم في القدس وغزة. ألهذا الحد وصلت بهم النذالة؟

يوجد في العالم 57 دولة إسلامية، من بينها 22 دولة عربية، ومن بين الدول العربية سبع دول خليجية من أغنى الدول في العالم. لكن هذه الدول الإسلامية العربية لم تفعل أي شيء للقدس، وسلموا قضية المدينة المقدسة للمملكة المغربية التي لم تفعل شيئاً لهذه المدينة أبداً.

إيران تحتفل سنويّا بـ”يوم القدس”، فأين إيران اليوم مما يجري في القدس؟ لم نسمع يوماً أن إيران قدمت خدمات إلى القدس باستثناء تصريحات فارغة المضمون. كلّ ما فعلته “الجمهوريّة الإسلاميّة” هو رفع شعارات ومزايدة. الشعب الفلسطيني موجود ولا يزال يقاوم ليس في استطاعة أيّ أحد إلغاء هذه المفومة. “ما حك جلدك مثل ظفرك” على هذا المثل يسير الفلسطينيون.

يقول المحلل السياسي اللبناني خير الله خير الله:” كشف الفلسطينيون الذين هبّوا لنصرة حيّ الشيخ جرّاح والقدس بمقدساتها المسيحية والإسلاميّة كلّ من ادّعى المتاجرة بقضيتهم، كشفوا قبل كلّ شيء السلطة الوطنيّة الفلسطينية التي تذرّع رئيسها محمود عبّاس (أبو مازن) بالقدس من أجل تأجيل الانتخابات الفلسطينية إلى أجل غير مسمّى”.

وأنا أصبحت مقتنعاً بأن الفلسطينيين لا يوجد أمامهم سوى خيار واحد: وهو أن يتولوا زمام أمورهم بنفسهم وحتّى في الداخل الفلسطيني بعد انكشاف الأمور إقليميا ودوليا

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى