أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

شبح التصعيد يخيم على إدلب مجددًا.. هل تتدارك تركيا الموقف؟

لليوم الثاني على التوالي، تواصل قوات النظام استهداف أرياف حلب وإدلب واللاذقية، بالقذائف المدفعية والصاروخية، في مؤشر واضح على احتمالية عودة التصعيد إلى إدلب. وذكرت مصادر محلية أن القصف المدفعي، استهدف محيط مدينة سرمدا القريبة من الشريط الحدودي التركي، الاثنين، وهي المنطقة التي استهدفتها طائرات روسية الأحد بغارات جوية، أسفرت عن حرائق ودمار كبير بالممتلكات، وذلك بعد استهداف مشفى جراحي في مدينة الأتارب، بقذائف مدفعية أودت بحياة سبعة أشخاص.
ويثير تجدد القصف بهذه الوتيرة على إدلب المشمولة باتفاق «خفض التصعيد» تساؤلات عن الأهداف والرسائل التي تريد روسيا إيصالها، وما إن كان القصف مقدمة لتصعيد شامل في المنطقة التي تشهد حالة هدوء نسبي منذ مارس (آذار) 2020، بعد سريان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين أنقرة وموسكو. ويمكن ملاحظة مدى حرص روسيا على إيصال رسائل لتركيا، من خلال تركز بعض الضربات على مناطق قريبة من تركيا، وحيوية ومكتظة باللاجئين.

«أزمة مصداقية»
في غضون ذلك طالبت وزارة الدفاع التركية روسيا بكبح التصعيد العسكري على الفور، ووقف قصف قوات النظام لإدلب. وأضافت في بيان، أن سبعة مدنيين أُصيبوا بالقصف، مؤكدة أنها أعلمت قواتها، وتجري متابعة التطورات.
وقال الكاتب الصحافي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، إن تجدد القصف يؤكد من جديد على عدم مصداقية الوعود والالتزامات الروسية، سواء لتركيا أو لغيرها. وأضاف لـ«عربي21»، أن روسيا يبدو أنها بصدد فرض الحل بالطريقة التي تريدها، وليس بالطريقة التي تتقاطع مع مصلحة الشعب السوري وتركيا.
وربط أوغلو بين التصعيد الروسي الأخير على إدلب، والمساعي الروسية الهادفة إلى تعويم الأسد، وإجبار العالم على الاعتراف بالانتخابات الرئاسية التي سيجريها النظام في الأشهر القادمة، وقال: «مع وجود مداولات دولية وعربية حول سوريا، بهدف محاولة إنعاش المسار السياسي، وتطبيق القرارات الدولية التي تنص على مرحلة انتقال سياسي، تصعد روسيا للقول بأنها قادرة على فرض إرادتها في سوريا، وأن الرفض الأوروبي والأمريكي للانتخابات الرئاسية لا يعني شيئًا».
من جانب آخر أكد الكاتب الصحافي التركي أن لدى بلاده أوراقًا قوة لوقف التصعيد ومنع انزلاق إدلب نحو جولة جديدة من التصعيد، رغم انشغالها حاليًا بالوضع الداخلي.
وأشار أوغلو إلى تغييرات حكومية مرتقبة في تركيا، وقال: «تركيا اليوم منشغلة بالمستجدات الداخلية، ومنها عدم استقرار قيمة الليرة، والتحضير للمؤتمر القادم لحزب العدالة والتنمية، ولا يخدمها في هذا التوقيت دخول إدلب في مرحلة ملتهبة، وقد تكون روسيا تعمدت التصعيد في هذا التوقيت»، مستدركًا: «لكن لدى تركيا من أوراق القوة ما يكفي لمنع تجدد المواجهات»، وذلك في إشارة منه إلى حجم التواجد العسكري التركي في إدلب ومحيطها.
وقال القيادي في «الجيش الحر» النقيب عبد السلام عبد الرزاق: «الواضح أن المواقف الأمريكية والأوروبية الأخيرة حول عدم الاعتراف بمسرحية الانتخابات الرئاسية، أزعج روسيا كثيرًا، وتريد روسيا الرد على تلك المواقف من خلال التصعيد ضد المدنيين».

انعكاس لأزمة اقتصادية
وأضاف أن روسيا تحاول فرض الأمر الواقع على المجتمع الدولي بسوريا، بحيث يكون الحل السياسي موافقا لمصالحها، أي إبقاء الأسد على رأس السلطة شكليًا، لتواصل هي احتلال سوريا ونهب مقدراتها. وأشار عبد الرزاق إلى تركز القصف على المنشآت الحيوية، قائلًا إن ضرب المنشآت الحيوية والمناطق التجارية في منطقة إدلب يؤكد مدى الأزمة الاقتصادية التي تعصف بنظام الأسد، حيث تريد روسيا التهديد بضرب اقتصاد المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، في حال لم يتم تخفيف حدة العقوبات الغربية على نظام الأسد.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث الرسمي باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» النقيب ناجي مصطفى، في حديث خاص لـ«عربي21»، أن عمليات القصف تعد خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، علمًا بأن الخروقات لم تتوقف، والنظام، وروسيا، وإيران، لا تتوانى عن استهداف المدنيين.
وأضاف أن القصف تركز خلال اليومين على مناطق مكتظة بالمدنيين في منطقة سرمدا، مشيرًا إلى قيام «الوطنية للتحرير» بالرد على مصادر القصف في ثكنات النظام، مؤكدًا أن رد الفصائل أوقع خسائر في صفوف قوات النظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى