تستعد شركة مايكروسوفت (Microsoft) الأميركية لإعادة فتح مكاتبها والتحول إلى طريقة أوقات العمل الهجينة -أو ما يسمى “هايبرد-ورك” (Hybrid-Work)- بحيث يكون العمل عن بعد جزءا روتينيا للعديد من وظائفها، حتى بعد جائحة كورونا.
فبعد انتقال الموظفين إلى العمل عن بُعد منذ أكثر من عام بسبب وباء فيروس كورونا، يبدو أن الشركة الآن على استعداد لبدء الترحيب بالموظفين مرة أخرى في مكاتبها.
وسيبدأ مقر شركة مايكروسوفت في واشنطن بالتحول إلى نهج العمل المختلط في 29 مارس/آذار، مع عودة بعض الموظفين إلى مكاتبهم، بينما يعمل الآخرون من المنزل.
وقالت الشركة -يوم الاثنين في منشور على مدونتها- “هدفنا هو منح الموظفين مزيدا من المرونة، والسماح لهم بالعمل حيث يشعرون أنهم أكثر إنتاجية وراحة، مع تشجيعهم أيضا على العمل من المنزل”.
وقالت إن مواقع مكاتب شركة البرمجيات التي تمتد عبر 21 دولة، ستكون جاهزة لاستيعاب عمال إضافيين امتثالا لتوجيهات السلطات المحلية.
وأضافت أن هذا الأمر الأولي سيؤثر على ما يقرب من 20% من موظفي مايكروسوفت الذين يزيد عددهم على 160 ألف موظف.
وذكرت الشركة أنه بمجرد ألا يمثل الوباء تهديدا كبيرا للمجتمعات، فإنها تتوقع أن يكون جدول العمل الجزئي من المنزل أمرا روتينيا للعديد من وظائفها.
وقالت الشركة سابقا إنها ستسمح لبعض الموظفين بالعمل عن بُعد على أساس دائم بموافقة مديريهم، لمعرفة كيفية استمرار العمل مع الموظفين المنتشرين في المنازل.
ولم تكن الإجراءات موحدة العام الماضي لجميع الشركات، فبينما لا تزال العديد من الشركات تؤجل إعادة العمال إلى مكاتبهم. تحافظ شركة ألفابت (Alphabet) المالكة لغوغل (Google) على إبقاء معظم موظفيها يعملون عن بُعد حتى سبتمبر/أيلول المقبل على الأقل.
وقالت شركة التواصل الاجتماعي تويتر (Twitter) إن معظم موظفيها سيكونون قادرين على الاستمرار في العمل عن بُعد، عقب انتهاء الوباء.
ويتوقع العديد من قادة الشركات أن يستمر ذلك، وفقا لمسح عالمي أجرته شركة مايكروسوفت صدر يوم الاثنين، وأظهر أن 73% من الموظفين يريدون بقاء سياسات العمل من المنزل المرنة، وأفاد 65% منهم أنهم يريدون مزيدا من الوقت الشخصي مع فرقهم بعد الوباء. وتدرس حوالي 66% من الشركات إعادة تصميم المكاتب لاستيعاب بيئات العمل المختلطة.
وتراهن مايكروسوفت على أن عصر العمل الهجين سيولّد موجة جديدة من المتطلبات لاستيعاب الموظفين. وسجلت الشركة عاما من النمو القوي وسط الوباء، حيث تكيفت للتنقل في بيئة العمل عن بُعد، وتبنت نوعا من خدمات الحوسبة السحابية وأدوات التعاون في مكان العمل التي تبيعها الشركة.
وقال ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت -في قمة مجلس الرؤساء التنفيذيين- إن جميع الشركات ترغب في السماح لموظفيها بالعمل عن بعد على المدى الطويل.
وقال مؤسس شركة نتفليكس (Netflix) والرئيس التنفيذي المشارك ريد هاستينغز، إنه لم يرَ أي فوائد من اتجاه العمل من المنزل، وإن أسابيع العمل المتوقعة ستتحول إلى وجود موظفين في المكاتب 4 أيام في الأسبوع، مع يوم عمل واحد عن بعد.
وأشار رؤساء تنفيذيون في شركات أخرى إلى تحديات تتعلق بالتدريب، ودمج الموظفين الجدد، وإنهاء المشاريع، مع تحول الموظفين للعمل من منازلهم.
المصدر: وول ستريت جورنال