أخبار عاجلةمقالاتومضات

شُبهات حول المرأة…

مارية ماجد محاجنة
الشبهة الأولى: الإسلام دين ذكوري وأدَ المرأة
لست أرى وضع الإسلام الحنيف موضع المُتهمِ في القفصِ، وأبدأ بالدفاع عنه، في سياق رد على شبهة هنا أو هُناك، ولكن الواقعَ ألزمني أن أكتبَ من أجل فتاة الإسلام وابنة الدين وذاك النشأ الذي يُراد له الانسلاخ عن هويته الدينية، والحضارية.
فإذا أردتَ أن تَتَناول المرأة بين الجاهلية والإسلام، أو بين الإسلام وغيره من الأديان وجدتَ أيها القارئ الكريم، المرأة بعد أن كانت موءودة لا يُدرى بأي ذنبٍ قُتلت؟! قد أصبح المسلمون يتنازعون أيهم يكفلها! ففي صحيح البخاري: عن البراء بن عازب قال: فَخَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَتَبِعَتْهُمُ ابْنَةُ حَمْزَةَ: يا عَمِّ، يا عَمِّ، فَتَنَاوَلَهَا عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فأخَذَ بيَدِهَا، وقَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ: دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ، حَمَلَتْهَا، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ، وزَيْدٌ، وجَعْفَرٌ؛ فَقَالَ عَلِيٌّ: أنَا أحَقُّ بهَا، وهي ابْنَةُ عَمِّي، وقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي، وخَالَتُهَا تَحْتِي، وقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أخِي، فَقَضَى بهَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِخَالَتِهَا، وقَالَ: الخَالَةُ بمَنْزِلَةِ الأُمِّ، وقَالَ لِعَلِيٍّ: أنْتَ مِنِّي وأَنَا مِنْكَ، وقَالَ لِجَعْفَرٍ: أشْبَهْتَ خَلْقِي وخُلُقِي، وقَالَ لِزَيْدٍ: أنْتَ أخُونَا ومَوْلَانَا.
يُعلق الشيخ الندوي رحمه الله على هذه الواقعة بقوله: “وقد تَغيرتِ النفوسُ والعقولُ بتأثيرِ الإسلام تغيّرًا عظيمًا، فعادت البنتُ التي جرتْ عادةُ وأدها في الجاهليةِ حبيبةً يتنافسُ في كفالتها وتربيتها المسلمونَ”.

الشبهة الثانية: الإسلام لا يمنح الأهلية الكاملة للمرأة!
المرأة أهليتها تتكافأ مع شقيقها الذكر، أهليةَ تكليف واستجابة لأوامر الله، كذلك الثواب والعقاب، فلا فضل لذكر على أنثى إلا بالتقوى وأيضا: الحدود والعقوبات، المرأة والرجل سواء بسواء. وأمّا الدور الريادي والحضاري الذي أُنيط بالمرأةِ المُسلمة منذ اللحظة الأولى من نزول الوحي وقدوم النبي الزوج إلى زوجته طالبًا العونَ من خديجة رضي الله عنها، ووقوفها موقف الحصن المنيع والملاذ الآمن مع زوجها النبي الأمي، يُؤكد تشريف الإسلام وتكريمه للمرأة ودورها في نصرة الشريعة الإسلامية.
والدور العلمي المُتمثل في عائشة رضي الله عنها في خدمة الإسلام والمسلمين في القضايا الفقهية، وما يخص أحوالهم واستفساراتهم.
والدور الاستشاري الذي تمثّل في أم سلمة يوم صُلح الحديبية ونزول النبي عند رأيها يُدلل مكانة المرأة ورأيها السديد في حل المُعضلات. وأمّا أم حبيبة، فارتأت أن تعلم الأمّة من بعدها عقيدة الولاء والبراء فلا تُحابي والدًا ولا ولدًا. والسيرة العطرة حافلة بالمشاهد والوقائع التي سطّرت أروع المواقف للمرأة المسلمة في مبادراتها الريادية العظيمة.

الشبهة الثالثة: صوت المرأة عورة
اسم المرأة عورة: صوت المرأة الذي يصدح بالحق ليس بعورة، صوت المرأة الحرة الكريمة ليس بعورة!
اسم المرأة عورة، كلا إنه ليس بعورة، فلو كان عورة ما أمكننا معرفة أسماء أمهات المؤمنين والمؤمنات وأسماء الصحابيات الطاهرات، ولما تسمّت سورة في القرآن باسم: مريم.
فلو كان العرف المُجتمعي يتحرّج من ذكر اسم زوجة فلان، فلا يجوز لك أيتها النَسوية نسبة ذلك للإسلام زورًا وبُهتانًا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى