18 عامًا على قتل الاحتلال الناشطة “كوري”
18 عامًا مرت على جريمة قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي الناشطة الأمريكية والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني، راشيل كوري، دون تقديم مرتبكي الجريمة للمحاسبة والعقاب عبر المحاكم الدولية.
ويعد قتل الاحتلال للناشطة كوري في 16 مارس 2003، جريمة حرب عنصرية إسرائيلية، تتطلب من محكمة الجنايات الدولية ملاحقة واعتقال مجرمي الحرب الإسرائيلي ومحاكمتهم.
وقدمت الناشطة كوري في نهاية عام 2002م إلى قطاع غزة المحاصر من أجل الوقوف في وجه جرافات الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن سياسات هدم منازل المواطنين الفلسطينيين الآمنين، فقتلها الاحتلال وهي تحاول منعه من مواصلة الهدم في حي السلام بمدينة رفح.
جريمة نكراء
وأكد صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة نكراء باغتياله الناشطة الأمريكية كوري، على الرغم من محاولته تبرئة نفسه عن طريق قضاء صوري.
وقال عبد العاطي في تصريحات صحفية: “قضاء سلطات الاحتلال ادعى أن الناشطة الحقوقية كانت تقف في منطقة خطر، وهذا غير صحيح، لكون سائق الجرافة كان يعرفها جيدًا، كما أنها كانت ترتدي “جاكيت” فسفوريًّا يوضح من هي”.
وأضاف عبد العاطي: “يجب على كل الأطراف الدولية الضغط على سلطات الاحتلال من أجل محاكمة قادة الاحتلال على جريمته ضد الناشطة الحقوقية، إضافة إلى الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني”.
وبين عبد العاطي، أنه قضية كوري لا تدخل نطاق محكمة الجنايات الدولية، لأن اختصاص المحكمة سيكون من 13 حزيران/يونيو 2014، ولكن يمكن محاكمة الاحتلال وقادته عبر استخدام مبدأ الولاية القضائية الدولية”.
وأشار عبد العاطي إلى أن تداول قضية الناشطة كوري قضائيًّا في الولايات المتحدة، كان به نوع من المحاباة، كما أن محاكم الاحتلال أسقطت القضية بدعوى أنها كانت في منطقة خطر.
من جانبه، أكد الخبير القانوني، نافذ المدهون، أن قتل الاحتلال المتضامنة كوري، يعد جريمة مكتملة الأركان. وقال المدهون في حديث صحفي: “هذا النوع من الجرائم يسهل إثباته أمام المحاكم الدولية، وأنجح الملفات التي تؤكد عنصرية الاحتلال الذي يقوم بالقتل دون أن يميز جنسية أحد، لذا تستحق أن يكون لها توثيق خاص وفق معايير دولية، وتتابع من قبل فريق قانونيين مختص بالشراكة مع أي مؤسسة دولية.
وأضاف المدهون: “تحتاج قضية كوري إلى اهتمام من قبل القيادة الفلسطينية وإرادة سياسية، ويكون من الملفات ذات الأولوية، وتحريكها أمام المحاكم الدولية، ومحاكمة قيادة جيش الاحتلال، وسائق الجرافة، وكل من ساهم في الجريمة”.
وأشار المدهون إلى أن الطريقة التي قتلت بها كوري كانت ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لذلك يجب استثمارها أمام القضائي الجنائي الدولي، وعدم ترك مرتكبيها دون عقاب.
يشار إلى أن محاكم الاحتلال الاسرائيلي قامت في عام 2013 بتبرئة قاتل المتضامنة كوري، ورفضت المحكمة دعوى مدنية رفعتها عائلتها ضد إسرائيل، وقالت إنها “وصلت إلى استنتاج يشير إلى عدم وجود إهمال من قبل سائق الجرافة، وإلى أنه لم يرَها قبيل دهسها”.