إيمان راسم مصري
إن المرأة الفطنة هي التي تدرك أن لها رسالة سامية تحملها سواءً بسواء مع الرجل، فهي ليست شقيقة الرجل بما لها من حقوق فقط، بل عليها ما عليه من واجب أداء الرسالة، ولكن أي رسالة؟
إن أي نجاح تحققه المرأة لن يتجاوز نجاحها الشخصي إلا إذا كان لأهلها، لمجتمعها ولأمتها منه نصيب. ولا تزعمن امرأة أنها تساهم في بناء هذه الدوائر الثلاث ما دامت تحمل همّا لا يتوافق مع شرعنا الحنيف فإن بضاعتها حينئذ بضاعة مزجاة. والأجدر بها أن تبدد هذه الظلمات من حولها وإلا ستتضح الحقيقة يوم المساءلة بين يدي الله ولكن بعد فوات الأوان، حينها فقط ستعلم أن جهدها كله ذهب هباء منثورا.
في الوقت الذي تطالب المرأة الرجل بأن ينصفها عليها أن تنصف ذاتها، بكل ما تملكه من مقومات وإمكانيات وقدرات ومميزات تجعلها مؤهلة لأن تقود الأمة من باب المجد لا من باب الإمامة في الصلاة!!
إن في داخل كل امرأة قوة عظيمة، عاطفة جياشة ومهارات إدارية متعددة أهمها الاستشارة والقدرة على الحوار والمشاركة، بُعد النظر وعمق التفكير مما يؤهلها لتكون من قافلة النساء اللاتي يصنعن المجد.
وكلما علت الرسالة وتعدى الهم الحظوظ الشخصية التي تشغل بال المرأة من دراسة وعمل وزواج وأولاد وارتقى فوق الواجبات الروتينية كالتنظيف والطبخ والترتيب، كلما ارتقت المرأة فوق كل ذلك كلما سمت روحها لتتسع لأمة بكاملها وليس لعائلتها الصغيرة فقط، ستسعى لتعيد لها مجدها وتكتب هي أثرها لمن بعدها حتى تُخلد سيرتها العطرة بين صفحات كتب النساء الخالدات.
اعلمي أختاه، إنه ولا بد دون المجد من إبر النحل. إنك إن أعلنتها الآن بداية جديدة نحو أفق جديد تريدين فيه أن تسعي لتكوني ذاتك بكل ما تملكين فإني أبشرك أنه من أجل الشَهْد، لا بد من المعاناة، من التعب ومن الجد والكد. فإنك ستغادرين الحياة السهلة المستهلكة بالمتاع الدنيوي، دنيا المظاهر الزائفة التي تسجن المرأة نفسها فيها فتعتني بجمالها كأنها بلا عقل، وتحرص على نظافة بيتها وقلبها متسخ، لا تعرف من الثقافة إلا أسماء الممثلين وتسعى بتربية أولادها وتنسى تربية نفسها!
دنيا مثل هذه، حق عليكِ أن تغادريها إن أردت الشهد، إن أردت المجد. كوني نحلة عاملة تجمع الطيب من زهرات الحياة. فمن زهرة القراءة لأنواع من العلوم إلى زهرة العمل المهني إلى زهرة الدعوة وزهرة البناء والتربية.
ولا تستلمي إذا وجدت نفسك وحيدة، إذا تعبتِ، إذا أصابك الأرق من شدة ما تجدينه ممن حولكِ. ولا تكثري الشكوى فإن النحلة العاملة لا تجد وقتًا تقضيه في الأحزان وليكن بلسم حياتك ما دمت على حق يرضاه الله: (فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا).