أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودوليومضات

ماذا قال أهالي درعا بعد عقد على انطلاق شرارة الثورة السورية؟

تحل الذكرى العاشرة للثورة السورية، في ظل أوضاع أمنية معقدة تعيشها محافظة درعا (مهد الثورة) والجنوب السوري عموما، نتيجة تزايد الاغتيالات والفلتان الأمني، وسط حديث عن انتشار واسع للمليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني.

في منتصف آذار/ مارس 2011، بدأت المظاهرات المناهضة للنظام السوري من درعا، وبدأ الرهان على إسقاط النظام السوري، وبناء دولة الحريات، وامتدت المظاهرات إلى بقية المحافظات السورية الأخرى، لكن وبعد عقد كامل، يسير الوضع في المحافظة، التي استعاد النظام السيطرة عليها شكليا في صيف العام 2018، من سيئ إلى أسوأ.

بين وقت وآخر، يصعّد النظام تهديداته باجتياح المدينة وريفها، مهددا لأكثر من مرة بإنهاء العمل باتفاق الجنوب، لكن سرعان ما تتدخل روسيا الضامنة للاتفاق بالتدخل للتهدئة، ويخلق ذلك جوا مواتيا للمليشيات الإيرانية حتى تتوغل أكثر، كما تؤكد مصادر من درعا.

وعلى الرغم من الاعتقالات والاغتيالات والتحديات الأمنية والاقتصادية، يجدد الأهالي التزامهم بثوابت الثورة واستمراريتها، كما يؤكد الأمين العام لـ”المجلس السوري للتغيير” المحامي حسان الأسود، في تصريحات صحفية.

الثورة مستمرة

وقال الأسود، وهو من درعا: “بعد أن أعاد النظام بمساعدة حلفائه الروس السيطرة على الجنوب، لا يبدو المشهد مريحا، ولن يكون مستقرا أبدا، لأنه ليس لدى النظام ما يقدمه لحاضنته الشعبية التي دافعت عنه بشراسة حتى شارفت على الفناء، فكيف له أن يقدم للحواضن الثائرة عليه؟”.

وأضاف أن بضاعة النظام السوري الوحيدة هي القمع، لكن هذا لا يجدي مع الأموات، فأكثر من 90 في المئة من الشعب السوري بات تحت خط الفقر المدقع، حسب إحصائيات الأمم المتحدة، ما يعني أن الثورة مستمرة وقادمة لا محالة، ومن مناطق حاضنة النظام قبل كل شيء، فما بالنا بالمناطق المغلوبة على أمرها، والتي لم تخرج عن سيطرته، أو بالمناطق الثائرة التي استعاد السيطرة عليها.

وأكد الأسود أن الأيام القادمة ستشهد محاولات للعصيان المدني والاعتصامات والتظاهرات، بحيث سيكون على النظام أن يقتل السوريين كلهم هذه المرة ليبقى على كرسي حكم فارغ أجوف، في بلد مدمر ودولة فاشلة مقسمة الأوصال.

ويتفق عضو “اللجنة الدستورية” عن المعارضة، المستشار حسن حريري، مع قراءة الأسود، ويؤكد في حديث صحفي أن درعا ماضية في الثورة، رغم الانتكاسات.

ويوضح أن درعا دفعت الضريبة الكاملة، والتغيير بات تحصيل حاصل، مؤكدا أنه “دون النظر إلى الإفرازات الحالية، أي تردي الوضع الأمني، والاغتيالات، وغيرها، فإن الإيمان بالثورة ما زال قائما لدى أهالي درعا”.

ويضيف حريري، من درعا، أن المضي بالثورة لم يعد عليه أي رهان، لأن الثورة تجذرت في النفوس، وصحيح أن الجنوب السوري سقط في أيدي حلفاء النظام، روسيا وإيران، إلا أن أهلنا في درعا في حالة تأهب لتجديد الثورة من جديد انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، في حال فشل الحل السياسي.

وعن مستقبل درعا، قال: “لا يختلف مستقبل درعا عن حال المحافظات السورية، وما يبعث على التفاؤل أن درعا بدأت تنتج كوادر شابة مؤمنة بفكر الثورة، ولذلك لا خوف على درعا، وسوريا”.

وهو ما يؤكده عضو “تجمع أحرار حوران” محمد عساكره، من درعا، قائلا في تصريحات صحفية: “تشهد درعا حراكا للشباب المؤمن بفكر الثورة، وانتهاء الثورة ليس واردا بالمطلق”.

وقال عساكره إنه لا تنازل عن مطلب الثورة بالحرية والكرامة، ولا بد من تحقيق هذه المطالب، رغم زيادة النظام السوري لتواجده العسكري إلى جانب المليشيات الإيرانية في درعا وريفها.

وفي صيف العام 2018، أنهى اتفاق التسوية العمليات العسكرية بين قوات النظام وفصائل المعارضة، حيث نص الاتفاق على تسلم النظام للسلاح الثقيل، والاحتفاظ من جانب الفصائل بالأسلحة الخفيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى