أخبار عاجلةعرب ودوليومضات

“واشنطن بوست”: كيف يمكن أن تنشب حرب بين أمريكا والصين؟

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للصحفي “إيشان ثارور”، استعرض فيه سيناريوهات اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين.
ومن وحي كتاب ينتظر أن يصدر قريبا، تخيّل “ثارور” في مقاله، الذي ترجمته “عربي21″، أن توشك الحرب على الاندلاع عام 2034، بينما يشق أسطول من ثلاث مدمرات بحرية أمريكية طريقا عبر بحر الصين الجنوبي، وهي مساحة مائية متنازع عليها تمثل طريقا لنسبة كبيرة من التجارة العالمية.
ويواجه الأسطول الأمريكي سفينة صينية ويصعد الجنود الأمريكيون على متنها، ثم تبدأ الأمور بالتردي.
هجمات سبرانية واسعة المدى تلقي بظلالها على قدرة أمريكا على العمل الاستراتيجي، فيما تؤدي الحروب التقليدية والمعارك البحرية إلى خسائر فادحة لكلا الجانبين، وتنجذب مجموعة من البلدان الأخرى إلى صراع يلجأ فيه الاستراتيجيون إلى أخطر الإجراءات. وفي النهاية، لا أحد ينتصر حقا.
قد يكون السيناريو تخمينيا، لكنه واقعي تماما، كما يقول الأدميرال جيمس ستافريديس، القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي الذي يتخيل هذه الأحداث كمؤلف مشارك لكتاب “2034: رواية حول الحرب العالمية التالية”، الذي يُنشر يوم الثلاثاء.
والكتاب، الذي كتبه الروائي والمحارب المخضرم إليوت أكرمان، هو ما يصفه ستافريديس بأنه “قصة خيال تحذيري”، مستغلا تقليدا غنيا لقصص الحرب الباردة – مثل كتاب جون هاكيت “الحرب العالمية الثالثة” أو رواية ستانلي كوبريك “دكتور سترينغلوف” – التي بينت الكارثة المروعة التي ستمثلها الحرب بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا.
وتنقل “واشنطن بوست” عن ستافريديس قوله: “جزء من سبب عدم وصولنا مطلقا إلى إلقاء أسلحة نووية على بعضنا البعض خلال الحرب الباردة هو أننا تخيلنا مدى فظاعة الأمر، ومدى تأثيره على المجتمع وتدميره”.
يأمل ستافريديس أن يتمكن من إثارة إدراك الجمهور للعواقب الوخيمة للتصعيد الصيني الأمريكي.
ويتضمن كتابه “المكتوب بشكل واضح ووتيرة جيدة”، كما تصفها مراجعة الواشنطن بوست – طاقما سينمائيا من الشخصيات: ملحق دفاع صينيا يشبه أبا الهول يحب مضغ حلويات M & M، وعميدا أشقر ذا ثلاثة أصابع من الحرس الثوري الإيراني، وطيارا مقاتلا أمريكيا منشقا يحن إلى ذكريات الحرب العالمية الثانية، ونائب مستشار الأمن القومي الأمريكي المرهق بالبيت الأبيض والذي تؤثر صلاته العائلية في الوطن الأم على مسار الحرب.
ومع ذلك، فإن هناك خارطة طريق للحرب، ما وراء الخيال، يمكن ترجمتها بسهولة إلى العالم الحقيقي.
وقال ستافريديس: “تضع الرواية سلما معقولا للتصعيد ينتقل من هجوم تقليدي إلى هجوم تقليدي ثان إلى هجوم تقليدي ثالث إلى قرار أمريكا سحب سلاح نووي تكتيكي واستخدامه.. هذا [احتمال] حقيقي أكثر مما كنت أتمنى أن يكون”.
ويشير ستافريديس إلى أن أحداث رواية “2034” تدور بعد 15 عاما من بدء المؤلفين بكتابة الكتاب، وهو إطار للمستقبل سمح لهما بـ”إنشاء عالم تتشابه فيه التكنولوجيا تقريبا، ولكن التوترات الكامنة ستصل إلى ذروتها”، معترفا “بالجدول الزمني لتقدم الصين، وجيشها، وقدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وقدراتها الإلكترونية”.
وفي الرواية، توسع مبادرة الحزام والطريق الصينية من شبكتها للبنية التحتية والصفقات الاقتصادية إلى مشروع جيوسياسي كبير يتضمن علاقات أمنية معززة مع دول مثل إيران.
وفي الوقت نفسه، يوجد في أمريكا رئيسة لم تذكر اسمها ولا تنتمي بشكل مثير للاهتمام إلى أي من الحزبين السياسيين التقليديين. ولا تزال الإدارة ما بعد الحزبية التي تقودها لا تستطيع تجنب الحسابات الخاطئة والبقع العمياء التي ترى نزاعا بحريا ينفجر في حرب عالمية مدمرة.
وفي مؤسسة الأمن القومي في واشنطن، ترسم مجموعة متنامية من الأوراق السياسية وتقارير مراكز الفكر تضاريس مماثلة.
وبحسب “ثارور”، فإن التراجع الحتمي للتفوق العسكري الأمريكي سيؤدي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى مواجهة أكثر توترا.
وسيرسم كلا الجانبين -أو يُنظر إلى أنهما فعلا يرسمان- “خطوطا حُمرا” على مجموعة من المصالح، من حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي إلى المطالبات الصينية بتايوان.

قد تشعر أمريكا بأنها مضطرة إلى إعادة نشر المزيد من امكانياتها الاستراتيجية في الدول المجاورة للصين، في حين أن الصين قد تشعر بانعدام أكبر للأمن مع قيام واشنطن بتعزيز تعاونها الأمني مع الحلفاء الآسيويين.
وفي الوقت الذي يخطط فيه الاستراتيجيون للعبة كبيرة في نصف الكرة الغربي، فإنهم أيضا يحسبون مخاطر التصعيد. وكان الجنرال تشارلز كيو براون جونيور، رئيس أركان القوات الجوية، قد صرح للصحفيين العام الماضي بأن الصراع مع خصم مثل الصين الآن سيشهد “معدلات قتال استنزافي ومخاطرة… هي أقرب إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، من البيئة غير المتنازع عليها التي اعتدنا عليها”، في العقود الأخيرة.
وكان تقرير قد صدر عام 2016 من شركة “راند كوربوريشن” من أن “التخطيط للفوز بالحرب مع الصين لا يزال ضروريا، إلا أنه لم يعد كافيا. يجب على أمريكا أيضا التفكير في كيفية الحد من الحرب وتكاليفها”.
ويصر المسؤولون الأمريكيون والصينيون على أنه ليس لديهم مصلحة في إثارة الصراع أو الدخول في حرب باردة جديدة. لكن غطرسة القوى العظمى غالبا ما كانت سببا في إحداث الكارثة. قال ستافريديس: “الأمم مثل الناس، ويمكن أن تصبح مفرطة الثقة بطرق تقودها إلى اتخاذ خيارات سيئة.. بالتأكيد كان هذا هو الحال بالنسبة لأمريكا في العديد من المناسبات”.
وأضاف أن الحرب الصينية الأمريكية الكارثية ليست “مقدرة”، مشيرا إلى لحظات في الرواية “كان من الممكن أن يسحب فيها أي من الجانبين المفاتيح من السيارة”.
وقال: “يمكن أن تتأرجح البوابات الكبيرة على فصالات صغيرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى