لأول مرة.. الصين تجرب “شمسا اصطناعية” تعمل بالطاقة النووية
نجحت الصين في تنشيط مفاعل اندماج نووي للمرة الأولى، في خطوة جديدة في مجال التكنولوجيا ستوفر في النهاية مصدرا قويا وغير محدود من الطاقة.
وفي تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” (Independent) البريطانية، قال الكاتب كريس باينز إن مفاعل الاندماج النووي يستخدم مجالا مغناطيسيا قويا، تتجاوز طاقته طاقة الشمس 10 مرات تقريبا.
ويستخدم الجهاز المتطور مجالا مغناطيسيا قويا قادرا على توليد بلازما بحرارة تتجاوز 150 مليون درجة مئوية؛ أي حوالي 10 مرات أكثر حرارة من نواة الشمس. وغالبا ما يطلق على المفاعل اسم “الشمس الاصطناعية”؛ بسبب الحرارة الهائلة والطاقة التي ينتجها.
أشار الكاتب إلى أن نجاح الصين في هذه المهمة يرجع أساسه إلى رحلة بدأتها عام 2006. ووفقا لوسائل الإعلام الحكومية، سيوفر المفاعل الجديد أيضا الدعم للمفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي، أكبر مفاعل في العالم، والذي يتم بناؤه حاليا في مدينة مرسيليا الفرنسية. وتعد الصين من بين الدول الست المشاركة في هذا المشروع، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
ويعمل العلماء على الاندماج النووي، الذي يعده البعض أعظم إنجاز لإنتاج الطاقة منذ عقود. ويهدف هذا التصميم إلى تقليد عملية الاندماج النووي، التي تقوم بها الشمس، ويعمل كذلك على إطلاق كميات هائلة من الطاقة، التي يمكن التحكم بها، وتحويلها في النهاية إلى كهرباء.
لكن المشكلة تكمن في أن تكاليف عمليات الاندماج والتشغيل قُدرت بنحو 87 مليار دولار؛ مما يجعلها من أغلى المشاريع العلمية في العالم، ومن المرجح أن تستغرق عقودا قبل أن توفر وسيلة قابلة للتطبيق لتوليد الكهرباء.
من جهتها، أعلنت بريطانيا الأسبوع الماضي عن خطوتها نحو بناء أول محطة طاقة اندماج نووي. كما تأمل الحكومة في الانتهاء من هذا المشروع؛ “مفاعل توماك الكروي لإنتاج الطاقة-ستيب” (Spherical Tokamack for Energy Production-STEP)، بحلول عام 2040.
ونقل الكاتب عن البروفيسور إيان تشابمان، الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الذرية في المملكة المتحدة، قوله إن “الخطط ستثبت أن الاندماج ليس حلما بعيد المنال؛ لكنه حقيقة.” وأضاف “مشروع ستيب يتعلق بالانتقال من البحث والتطوير إلى التنفيذ”.