هل يؤثر اغتيال العالم الإيراني على خطط الدبلوماسية لبايدن؟
ينظر مراقبون إلى أن عملية اغتيال عالم نووي إيراني، تزيد تعقيد خطط الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، لاستئناف الحوار مع إيران، بعد استلامه السلطة في كانون الثاني/ يناير المقبل.
ويهدد الاغتيال كذلك برفع منسوب التوتر في المنطقة، ما يزيد الأمور تعقيدا بالنسبة للإدارة المقبلة، لا سيما فيما لو نفذت إدارة دونالد ترامب ضربة لإيران.
واتّهمت إيران إسرائيل بالسعي لإثارة “فوضى” في المنطقة، عبر اغتيال محسن فخري زاده (59 عاما) وألمحت بدرجة كبيرة إلى أنها “حصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لتنفيذ العملية”.
ولم تعلّق واشنطن رسميا على العملية. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعاد مشاركة منشورات لأشخاص آخرين على “تويتر”، بما في ذلك تغريدة جاء فيها أن العالم “مطلوب لدى الموساد منذ عدة سنوات”.
لكن بالنسبة لبعض المحللين الأمريكيين، فقد كان قتل فخري زاده عملية خطيرة تقوّض رغبة بايدن المعلنة في عرض “مسار موثوق للعودة إلى الديمقراطية” على الإيرانيين، في خطوة باتّجاه إعادة الولايات المتحدة الانضمام إلى اتفاق النووي.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن المتخصص في مجال الدفاع لدى جامعة جورج واشنطن، بن فريدمان، قوله إن عملية القتل كانت “عملا تخريبيا ضد الدبلوماسية والمصالح الأمريكية (…) وستساعد على الأرجح المتشددين الإيرانيين الذين يسعون إلى (امتلاك) الأسلحة النووية”.
أما مستشار أوباما السابق بن رودز، فقد رأى أن “هذا العمل المشين هدفه تقويض الدبلوماسية بين الإدارة الأمريكية المقبلة وإيران”.
وأضاف: “حان الوقت لوقف هذا التصعيد المتواصل”.
في المقابل، رأى بعض المحللين، أن اغتيال فخري زاده يقدّم ورقة ضغط للإدارة الأمريكية المقبلة، يمكن الاستفادة منها في أي مفاوضات محتملة مع طهران.
إذ قال مدير “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” مارك دوبويتز: “لا يزال هناك نحو شهرين قبل تولي جو بايدن السلطة”، ما يعني برأيه أن لدى “الولايات المتحدة وإسرائيل الكثير من الوقت لإلحاق أضرار شديدة بالنظام في إيران، وتوفير أوراق ضغط لإدارة بايدن”، وفق تقديره.