بعد فشلها في مواجهة عدة اختراقات.. تويتر تعيّن قرصانا شهيرا رئيسا لأمن معلوماتها
قررت الشبكة الاجتماعية الأميركية تويتر (Twitter) تعيين قرصان المعلومات الشهير بيتر زاتكو -المعروف باسم “مودج”- رئيسا لأمن المعلومات فيها، بعد مواجهتها العديد من الثغرات خلال هذا العام.
وقالت الكاتبة كليمونس دينو في تقريرها الذي نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، إن بيتر زاتكو قد يكون من أبرز رموز تاريخ الأمن السيبراني.
وقد عُين المخترق الشهير يوم الاثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني، في منصب رئيس أمن المعلومات في شبكة التواصل الاجتماعي تويتر.
وذكر زاتكو في مقابلة له مع وكالة رويترز للأنباء، أن مهامه ستغطي مكافحة انتشار المعلومات الزائفة والحماية من الانتهاكات الأمنية، وهي المهارات التي تحتاجها الشركة بشدة.
احتيال على البيتكوين
وأضافت الكاتبة أنه منذ ما يقرب من عام، أثارت مسألة أمن تكنولوجيا المعلومات الخاص بالمنصة جدلا واسعا. ففي نهاية عام 2019، اتهمت الحكومة الأميركية -على سبيل المثال- اثنين من موظفي تويتر السابقين، بالتجسس على معارضين للسعودية.
وفي يوليو/تموز الماضي، تمكنت مجموعة من المخترقين من السيطرة على عشرات الحسابات، منها حسابات الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن والرئيس السابق باراك أوباما وشركة آبل ورائد الأعمال إيلون ماسك، بهدف شن عملية احتيال على عملة بيتكوين.
وكان هذا الجدل بمثابة دعوة لليقظة، وفقا لمدير أمن فيسبوك السابق أليكس ستاموس الباحث في جامعة ستانفورد، والذي قال إن وصول بيتر زاتكو هو “هدية” لشركة مثل تويتر، لا تتمتع بوضع مالي مماثل لفيسبوك أو غوغل.
الشركات تستهزئ بالأمن
ويعد زاتكو شخصية معروفة لدى الشركات الكبرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن السيبراني. فقبل انضمامه إلى تويتر، أشرف على أمن شركة سترايب، وهي منصة دفع إلكتروني تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار.
وعمل من عام 2010 إلى عام 2013 أيضا مع وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية في البنتاغون للإشراف على منح التمويلات لمشاريع الأمن السيبراني، وذلك قبل انضمامه إلى مجموعة المشاريع والتكنولوجيا المتقدمة لغوغل عام 2013.
لكن شهرة زاتكو في مجال الأمن السيبراني تعود إلى أواخر التسعينيات. ففي عام 1996، انضم إلى مجموعة من المخترقين الإلكترونيين يطلق عليها اسم “مجموعة قراصنة البقرة الميتة”، وقد تصدرت عناوين الصحف عند نشرها في عام 1998 أدوات لاختراق أنظمة تشغيل ويندوز، وكان هدفها من ذلك دفع مايكروسوفت لتحسين دفاعاتها.
وأشارت الكاتبة إلى أنه في سن 27، يشعر زاتكو بالإحباط لأن الشركات لا تأخذ الأمن السيبراني على محمل الجد، وقد صرّح قائلا “ليست حواسيبكم ولا البرامج والأجهزة والشبكات التي تربطها معا، آمنة. فالشركات التي تصنع هذه الأشياء تستهزئ بالأمن، ولا شيء يدفعها للشعور بالقلق، لأن الفشل لا يكلفها أي شيء، ولا تتمتع الحكومة الفدرالية بالقدرة ولا بالإرادة لفعل أي شيء حيال ذلك”.
استعداد للمخاطرة
وجاء تعيين زاتكو في الوقت الذي وجهت فيه الأنظار نحو شركة تويتر بسبب منشورات مستخدميها المتعلقة بالانتخابات الأميركية لعام 2020، كما استمع مجلس الشيوخ إلى رئيس الشركة جاك دورسي ونظيره من شركة فيسبوك في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، حول هذه المسألة.
وتعرضت المنصة لانتقادات شديدة خلال انتخابات عام 2016، لأنها لعبت دورا رئيسيا في انتشار المعلومات الزائفة عبر الإنترنت، وهي تحاول في الوقت الحالي أن تبلي بلاء حسنا بفضل القواعد الجديدة.
وردا على سؤال من رويترز، فقد أشاد زاتكو بنهج تويتر الجديد في التعامل مع المشاكل الأمنية، قائلا إنه يبدو أن الشركة وافقت على الانفتاح على الأساليب غير التقليدية: “إنها مستعدة للمخاطرة، بفضل تحديات الخوارزميات والتحيزات الخوارزمية، لن تنتظر أن يحل شخص آخر مشاكلها”.
المصدر: لوموند