3 سنوات على رحيل القيادي والإعلامي عبد الحكيم مفيد
طه اغبارية
وافق اليوم الخميس، الذكرى السنوية الثالثة لرحيل القيادي في الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، ولجنة المتابعة، الإعلامي والكاتب عبد الحكيم مفيد. وفجّع الداخل الفلسطيني، بتاريخ 19/11/ 2017، بوفاة المرحوم عبد الحكيم مفيد جراء تعرضه لنوبة قلبية حادة.
كان المرحوم عبد الحكيم مفيد، أحد أبرز القيادات في الحركة الإسلاميّة الشمالية المحظورة إسرائيليا، وجرى ترشيحه من طرفها لرئاسة لجنة المتابعة. إلى ذلك كُلف الراحل من قبل “المتابعة” بالإشراف على العديد من الملفات، من بينها “ملف الأسرى من شفاعمرو، في أعقاب المجزرة التي نفذها المتطرف ناتان زادة، والمعروفة باسم مجزرة شفاعمرو”، وملف “وقف الاستقلال في حيفا” وغيرها من الملفات.
ودرّس حكيم الإعلام، كما ألّف وشارك في تأليف كتب مختلفة في تأريخ النكبة وغيرها، وكتب مئات المقالات التي نشرت في صحف الداخل الفلسطيني والمواقع الإلكترونية، خاصة صحيفة “صوت الحق والحرية”، التي كان سكرتير تحرير فيها في وقت سابق، إضافة إلى صحيفة “المدينة”.
وشارك في موكب تشييع المرحوم عبد الحكيم مفيد، بمسقط رأسه قرية مصمص، حينذاك، الآلاف من مختلف البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، كما شهد بيت عزائه حضورا جماهيريا حاشدا، كان شاهدا على قامة الراحل وتقديره والإجماع عليه بين كافة ألوان الطيف السياسي في الداخل الفلسطيني.
هذا ونعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الأستاذ عبد الحكيم مفيد، وقالت في بيان أصدرته بعد وفاته، إن “الأستاذ الشيخ عبد الحكيم مفيد رحل عنا إلى الدنيا الآخرة، وهو في أوج شبابه وعطائه، شخصية حاضرة في الصف الأول لكفاحات شعبنا الوحدوية”.
وأضافت أنه “عرفنا فقيدنا العزيز عبد الحكيم مفيد، عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، إنسانا متمسكا بعقيدته وفكره ومواقفه، وفي ذات الوقت، نموذجا للعمل الكفاحي الوحدوي المشترك في لجنة المتابعة، قادرا على محاورة كل الأطراف، على تنوعات أفكارها وتوجهاتها، وأن يكسب ود الجميع، بعلاقاته الطيبة”.
وأكدت أنه “سنفتقد في لجنة المتابعة، زميلنا المرحوم عبد الحكيم المفيد، في عملنا العام، وهو الحاضر بيننا دائما، بمساهماته وأفكاره، التي ساهمت في دفع عملنا الجماعي، ومواظبا وملتزما بعمل المتابعة. ونذكر له بشكل خاص، دوره في متابعة ملف معتقلي شفاعمرو، في أعقاب المجزرة الإرهابية في المدينة في صيف العام 2005. كذلك، نذكره له دوره في العمل الشعبي من أجل إنقاذ الأوقاف الإسلامية في مدينة حيفا، فقد كان يحمل مشروعا متكاملا لرفع قضية الأوقاف، في جميع أنحاء البلاد”.
كما أصدرت كافة القوى والأحزاب في الداخل الفلسطيني بيانات النعي في الراحل، وتحدثت عن مسيرته في قيادة العمل الوطني في الداخل الفلسطيني، ودوره الكبير في التواصل مع مختلف القوى والقيادات.
وبعث الشيخ رائد صلاح، وكان حينها يخضع للاعتقال الفعلي، ببرقية تعزية جاء فيها: “”بقلب مطمئن لقدر الله تعالى تلقيت الخبر بوفاة الأخ المخلص العامل عبد الحكيم مفيد رحمة الله عليه ومما لا شك فيه كان الخبر بالنسبة لي صدمة مؤلمة ولكن في نفس الوقت كنت ولا زلت موقنا أن الموت حق وأن الأخ عبد الحكيم مات خلال أدائه لواجب خدمة أهلنا في الداخل الفلسطيني طاعة لله تعالى وفي ذلك النهاية المشرقة والمبشرة التي تؤكد لنا أنه مات على حسن خاتمة إن شاء الله راجين له أن يجمعه الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولا يمكنني خلال هذه الكلمات أن أكتب عن هذا الأخ المعطاء الوفي إلا أنني أحمد الله أنني رأيته أكثر من مرة في جلسات محاكمتي وأسأل الله تعالى كما جمعنا في الدنيا أن يجمعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأختم بتقديم خالص العزاء لوالده ولجميع إخوته وأخواته وزوجه وابنه وبناته وكل ذريته وأهله وأحبابه وأصحابه رحمة الله عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون”.