بعد الكشف عن تحويلها لوكر فساد وتعاطي المخدرات: بلدية الناصرة تقوم بتنظيف ساحة شهاب الدين… وحراك شبابي لحماية الساحة من العابثين
طه اغبارية
أحدث التقرير الذي نشره الزميل ساهر غزاوي في موقع “موطني 48” وصحيفة “المدينة” والكشف عن تحويل “ساحة شهاب الدين” في مدينة الناصرة إلى وكر لمتعاطي المخدرات تفاعلا بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي كما بادرت بلدية الناصرة إلى تنظيف الساحة من الأوساخ والأغراض التي استخدمها العابثون لتنفيذ مآربهم في الساحة.
ونشرت صحيفة “المدينة” وموقع “موطني 48” تقريرا ميدانيا للزميل ساهر غزاوي سلّط فيه الضوء على ما تتعرض له ساحة مسجد شهاب الدين في الناصرة لانتهاك على يد عدد من المنحرفين، الذين حوّلوها إلى وكر لتعاطي المخدرات والمبيت وشرب الخمور، وجرى توثيق التقرير بصور من المكان وقد دنسه العابثون وفيها عدد منها جرى رصد متعاطي المخدرات والحشيش، وقد أعرب العديد من سكان المنطقة عن تذمرهم لهذا العبث في ساحة شهاب الدين وتجاهل السلطات الرسمية المحلية والشرطية لما يحدث في الساحة من انحراف ما يؤدي إلى الإضرار بحركة السياحة والحركة الآمنة للمواطنين في تلك المنطقة.
وفي حديث لـ “موطني 48” قال السيد سمير السعدي نائب رئيس البلدية إنه جرى تنظيف الساحة وأجاب في ردّه عن الخطوات اللاحقة لحملة التنظيف بالقول: “نأمل خيرا”.
إلى ذلك، نشر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والزملاء الصحفيين الصور التي التقطتها “المدينة” وموقع “موطني 48” وتطرقوا إلى العبث الحاصل في ساحة شهاب الدين، وقد انطلقت دعوات بناء على ذلك بضرورة الحراك الشبابي ووضع حل جذري لمسألة تدنيس الساحة وإعادتها إلى سابق عهدها، وكان من بين الدعوات حملة لتنظيف ساحة شهاب الدين وتركيب كاشفات ضوء في المكان كما حث رواد مواقع التواصل من شباب الناصرة البلدية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها والحفاظ على ساحة شهاب الدين كمظهر حضاري لمدينة الناصرة بدل أن تتحول إلى وكر لمدمني المخدرات.
يشار إلى أن لجنة العمل الدعوي في مدينة الناصرة أصدرت، بيانا طالبت المسؤولين بتنظيف ساحة شهاب الدين من المدمنين والمظاهر السلبية في المدينة.
وجاء في نص البيان ما يلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد؛
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لتأمرُنَّ بالمعروف، ولتنهوُنَّ عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم»
مرت سنوات طويلة منذ أن سُلبت أرض وقف شهاب الدين في الناصرة، بتخطيط وتآمر من جهات عديدة محلية وإقليمية ودولية لا مكان لذكرها الآن، فكل أهلنا يعرفونها، لتتحول إلى ساحة عامة أطلقوا عليها اسم “ساحة المدينة”. وقد طبل المطبلون لهذا “المشروع” الذي اعتبروه حضاريا يحسّن وجه المدينة ويستقطب إليها الزائرين والسواح. لكن الساحة تحولت إلى بؤرة فساد ووكر للمدمنين وتجار المخدرات، حتى أصبحت “ملكا” لهم وحيزا خاصا بهم، لا يجرؤ أحد على اقتحامه!!
ورغم أن مجموعات المدمنين وتجار المخدرات يمارسون هذا المنكر القبيح على أعين الناس، جهارا نهارا، إلا أن المسؤولين في البلد لم يحركوا ساكنا، ولم يفعلوا شيئا لتنظيف ساحة شهاب الدين ومنع هذه المشاهد المخزية، التي تسيء إلى البلد، وتنشر الفساد والإفساد، وتهدد سلامة الناس وأمنهم.
إننا نخاطب كل مسؤول في البلد أن يتحركوا فورا ويمنعوا دخول المدمنين والمخمورين إلى الساحة، التي هي بالنسبة إلينا وقفا مقدسا، ولو لم تكن كذلك، فإن كونها “ساحة للمدينة” يرتادها الناس إما للاستراحة وإما لقضاء حوائجهم من المحلات المجاورة أو الطلاب في طريقهم إلى مدارسهم، أدعى إلى التحرك لتطهير المكان من هذه القاذورات.
إن المنطق السليم يقول إنه إذا كانت هذه الساحة قد أصبحت مُلكا للبلدية، بعد أن اغتصبتها الحكومة الإسرائيلية من أيدي المسلمين بعد سنوات من الاعتصام فيها سعيا إلى بناء مسجد يكون معلما حضاريا ينشر الخير في البلد ويدعو الناس إلى التآلف والسلم الأهلي، فإنه يقع على البلدية أن تبادر فورا إلى حماية هذا الموقع وتطهيره تماما من هذا المظهر المشين، الذي يسيء إلى البلدية قبل أية جهة أخرى، كما يسيء إلينا جميعا كمواطنين، وهو مظهر مستفز يثير التقزز في النفوس، ولا يقبل به إلى من يسعى إلى تخريب البلد وتدمير المجتمع.
وإن مما يثير القلق الشديد أن الشرطة، التي يُفترض فيها أن تطبق القانون، تختار أن ترابط في المكان لتحرير المخالفات للسائقين، بينما لا تتحرك إزاء المدمنين وتجار المخدرات الذين يمارسون جريمتهم تحت أعين الشرطة وعلى بعد خطوات منهم.
وعليه فإننا، وحرصا على مستقبل البلد، ومستقبل أبنائنا، وحماية للمجتمع النصراوي من هذا المظهر، نطالب البلدية والشرطة بالعمل الفوري على منع المدمنين وتجار المخدرات ومدمني الكحول وأشباههم من دخول الساحة، كي يشعر المواطن بالطمأنينة، وتحقيقا لأمن الناس وسلامة المجتمع.
كذلك فإن المسؤولية تقتضي من الجهات المسؤولة الاهتمام بهؤلاء المدمنين، وذلك من خلال رعايتهم في مؤسسات علاجية تنقذهم مما هم فيه من بلاء.
كما ندعو الأهل عامة وجيران الموقع خاصة، من أصحاب محلات تجارية ومكاتب وغيرها إلى التعاضد والضغط المتواصل على المسؤولين للتحرك ووضع حد لهذا المنكر الذي أصبح وصمة في جبين المدينة وأهلها.