مخاوف إسرائيلية من انتشار “سباق التسلح” عقب التطبيع
تحدث كاتب إسرائيلي عن “تخوفات لدى تل أبيب، من أن اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية قد تؤدي إلى سباق تسلح، من شأنه أن يجلب أسلحة أمريكية متقدمة لمنطقة مدججة بالسلاح ومشحونة بالأحداث”.
وقال الكاتب جاكوب ماغيد، في تقرير نشره موقع “زمن إسرائيل”، إن “توقعا أمريكيا بأن اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين ستخلق تأثير الدومينو للسلام الإقليمي، لأن تسع دول أخرى ستوقع اتفاقيات مع الدولة اليهودية”.
وأضاف أنه “بعد أيام من الاتفاق مع الإمارات، أفادت تقارير بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منح الولايات المتحدة مباركته لبيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35 للإمارات، ورغم نفيه لذلك، لكن كبار المسؤولين الأمريكيين زعموا أن اتفاقيات التطبيع تضع الإمارات وضعية أفضل لشراء هذه الطائرات، وأعلن ترامب نفسه أنه ليس لديه مشكلة في بيعها لأبوظبي”.
وأكد ماغيد أن “الإمارات ليست الوحيدة المهتمة بالاستفادة من التطبيع لتحسين ترسانتها من الأسلحة، لأن البحرين ذاتها تأمل أيضا في شراء تكنولوجيا عسكرية متطورة من الولايات المتحدة، على خلفية توقيع الاتفاقية مع إسرائيل، ولاحقا تبعتها قطر في الطلب ذاته”.
وأوضح أن “وجود سماء كثيفة في المنطقة لا يزعج البيت الأبيض، رغم إعراب عدد متزايد من أعضاء الكونغرس عن قلقهم بشأن بيع طائرات F-35 لجيران إسرائيل، لأنها تضر بميزتها العسكرية في المنطقة، لأنه لا يعرف ما سيحدث في المستقبل، ما سيضر بمصالح إسرائيل الاستراتيجية، وأمنها”.
وتابع: “إذا كانت إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها طائرات F-35، فإن بيعها لجهة أخرى يلغي ميزتها العسكرية النوعية”.
وأشار إلى أن “ضمان التفوق العسكري لإسرائيل ليس مسألة تتعلق بالسياسة الأمريكية، ولكن تم تكريسه في القانون منذ 2008، عندما أصدر الكونغرس قرار 7177 الذي يحظر على واشنطن بيع الأسلحة لأي دولة في المنطقة إذا أثر سلبا على الميزة العسكرية النوعية لإسرائيل، ويسعى مشروع قانون مجلس النواب لإضافة بند يطالب الرئيس بالتشاور مع إسرائيل، قبل التقدم بصفقات أسلحة مع دول الشرق الأوسط قد يضر تفوقها النوعي”.
وأكد أن “التحفظات في الكونغرس لا تتعلق فقط بضرورة الحفاظ على التفوق الإسرائيلي، بل هناك قلق أمريكي من احتمال وصول روسيا والصين إلى التكنولوجيا الأمريكية منذ اللحظة التي تصل فيها الإمارات، ومدى قدرتها على منع وصول الأسلحة إلى الأيدي الخطأ، في ظل أن بعض الأسلحة المنقولة بشكل غير قانوني من الإمارات إلى ميليشياتها في اليمن استخدمت لارتكاب جرائم حرب في الحرب الأهلية الدائرة هناك”.
ونقل عن عضو ديمقراطي كبير في الكونغرس أن “واشنطن ترغب بمنع شعور بالراحة عند بيع الأسلحة للدول التي لها أولوية مشتركة مع إسرائيل، خاصة من أعطت أولوية عالية للتطبيع، ومع ذلك فإن صفقات الأسلحة يجب ألّا تخل بالتوازن في ساحة الشرق الأوسط، وطالما أن الجيوش في العالم العربي بنيت لتخسر أمام إسرائيل، فيجب الحفاظ على هذا المعيار الذي سنستخدمه لفحص ذلك”.
وكشف أنه “تم العثور على حل يهدئ مخاوف الكونغرس وإسرائيل، ويعوضها بحزمة كبيرة من الأسلحة الخاصة بها، فقبل ساعات من توقيع الاتفاقيات مع الإمارات والبحرين، طلب نتنياهو من ترامب الموافقة على صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار لإسرائيل، تشمل طائراتF-35 12 وطائرة بوينج V-22، وتسليم سريع لطائرتين، وطائرة Boeing KC-46 تزود بالوقود، ما سيوسع بشكل كبير نطاق الهجمات الإسرائيلية”.
لارا فريدمان، رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط، قالت إن “دعم الميزة العسكرية العالية الجودة لإسرائيل أمر يأخذه الكونغرس على محمل الجد، بمن فيهم من ينتقدون سياستها، لأن الفكرة السائدة أن إسرائيل تعيش في جوار صعب، وتحتاج لهذا النوع من السلاح الذي لا تمتلكه أي دولة أخرى، وهذه فكرة متأصلة في واشنطن، وعندما يسمع أعضاء الكونغرس فجأة من البيت الأبيض عبارة “لا داعي للقلق”، فإنهم ينزعجون”.
وأضافت أن “إمداد إسرائيل بأسلحة متقدمة إضافية ستثير انزعاج دوائر معينة في الكونغرس، ما قد يمنع البيت الأبيض بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة من تنفيذ صفقات أسلحة كبيرة، ومع ذلك يمكن لإدارة ترامب إعلان حالة الطوارئ لتجاوز القيود التشريعية، كما فعلت العام الماضي لتسريع صفقات بيع الأسلحة بمليارات الدولارات للسعودية، وكل ذلك مفيدا للمجمع العسكري الصناعي الأمريكي، لكنه سيؤدي لسباق تسلح”.
وختم العضو الديمقراطي في الكونغرس بالقول إن “الخوف الإسرائيلي من بيع طائرات F-35 للإمارات يقابله تعويض لها بتكنولوجيا عسكرية أفضل، وتوسيع ترسانتها التسلحية بمجرد بيع تلك الطائرة، ولكن إذا كان ثمن التطبيع العربي الإسرائيل نشر المزيد والمزيد من السلاح في الشرق الأوسط، فأعتقد أننا بحاجة إلى إعادة تقييم أولوياتنا”.