كاتب إسرائيلي يسخر من ابن زايد ويؤكد استمرار “خطة الضم”
سخر كاتب إسرائيلي بشكل لافت من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بسبب الموقف الذي وضعه فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية، والتي أكد أنها “لم تتوقف”.
وبلغة ساخرة، قال الكاتب الإسرائيلي ب. ميخائيل، في مقال له بصحيفة “هآرتس” العبرية: “كلي أمل ألا أكون قد أيقظتك من النوم، سيدي الأمير (محمد بن زايد)، ولكني اعتقدت أنه يجدر بي إبلاغك عن عدة أحداث تتعلق بشكل مباشر بالاتفاق الذي وقعته من فترة قصيرة مع رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو”.
وتابع: “بسبب أن الأمر يتعلق بصفقة أساسها دعاية انتخابية لشخصين مقابل سرب من الطائرات المقاتلة، فقد ظهرت حاجة إلى إخفاء الجوهر البارد بغلاف محترم، فنتنياهو اختار طرحها كاتفاق سلام، وأنت اخترت عرضها كاهتمام بالشعب الفلسطيني”، حيث زعم ولي عهد الإمارات، أن اتفاق التطبيع، يشمل وقف خطة ضم مناطق بالضفة الغربية المحتلة والأغوار.
وقال الكاتب: “أخشى أيها الأمير، من أن نتنياهو كان أفضل منك في الاختيار، فالسلام هو أمر مجرد تماما، مثل العدالة والجمال، إن السلام لا يقتضي تنفيذه، هو يكتفي بالشوق والتنهد والصلاة والقليل من دحرجة العيون”، مضيفا: “الشعب الفلسطيني، هو موضوع مختلف تماما، فهو ليس شيء مجرد، بل شيء ملموس جدا”.
ولفت إلى أن “الشوق والتنهد والصلاة لا تكفي، لقد صرح ممثلوك مرة تلو الأخرى، بأن الاتفاق وتوقيته استهدفا “وقف الضم”، وأكدوا أنك ودولتك ملتزمون إلى الأبد برفاه الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة في أسرع وقت ممكن في أيامنا هذه”.
وتابع: “يمكن بالطبع الافتراض بأنك بالضبط مثل بيبي (لقب نتنياهو)، شخص متهكم تماما، ولكن ربما أكون قد ظلمتك، وربما أنت حقا ملتزم بالشعب الفلسطيني، وتتفاخر بأن توقيعك في واشنطن دفن الضم، ولذلك من المهم بالنسبة لي إبلاغك بما يحدث مؤخرا في اسرائيل”.
العكس صحيح
وذكر ميخائيل، أنه “في 4 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، أمر بيبي “مجلس التخطيط الأعلى”، الجسم المسؤول عن بناء بيوت المستوطنين على أراضي فلسطينية، الدفع قدما ببناء 5400 وحدة سكنية جديدة في المناطق المحتلة”.
ونبه أن “أحد أبواق نتنياهو المخلصة، قال: “التأخيرات في المصادقة على البناء، كانت لأسباب مفهومة، تتعلق بالاختراق التاريخي أمام دول الخليج، ولكن الآن لم يعد هناك أي أسباب لتأجيل المصادقات”، مضيفا: “باختصار، لقد خدعوك، فالضم مستمر”.
وأشار إلى أن “الجانب الإسرائيلي سيفتح عيون مستغربة وسيظهر الدهشة، ويقول، الأمر لا يتعلق بضم، بل فقط ببناء بريء، وأيضا هذه خدعة، لأن البناء في المستوطنات هو بذاته الضم الحقيقي، ففي البناء للمستوطنين يكون قد ضم لإسرائيل أجزاء واسعة من العقارات الفلسطينية، وهذه أيضا طريقة ضم من السهل بكثير تنفيذها دون ضم رسمي”.
ورأى أن “فرض سيادة إسرائيل على مناطق محتلة، هو أمر يحتاجه نتنياهو، مثل حاجته لشوكة في (مـؤ..)”، مضيفا: ” فقط في ظل غياب القانون، يمكن لإسرائيل أن تواصل إبقاء 5 ملايين شخص بدون منحهم أي مكانة”، لافتا أن “نتنياهو من علي سريره في الليل، يبتسم برضى ويشكرك أيها الأمير العزيز، على أنك حررته من الضم وسهلت عليه الاحتلال”.
ونبّه الكاتب أن بإمكان ابن زايد، أن “يصرخ بصوت عال، ويهدد بإلغاء الاتفاق، إذا لم يتم وقف البناء الملعون هذا، وبالطبع، الأمير يستطيع ألا تفعل أي شيء، وأن يسلم بالخدعة، وعندها يمكنني على الأقل أن أعزي نفسي بمعرفة أنني لم أكن مخطئا”، مضيفا: “أنت وبيبي مجبولان من نفس المادة؛ فهو يهتم بالسلام مثلما تهتم أنت بالشعب الفلسطيني، والعكس صحيح”، وفق قوله.