معاريف: بندر بن سلطان يزيل الألغام عن طريق تطبيع الرياض
اعتبرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، في تقرير، أن مهاجمة الأمير السعودي بندر بن سلطان للقيادة الفلسطينية، موجهة للجمهور السعودي، وهي تعبير عن تقارب الرياض و “تل أبيب”، باتجاه تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وقال الكاتب جاكي خوجي، الخبير في الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، في مقاله بـ “معاريف”: “رأى العديد من الإسرائيليين أن كلمات الأمير السعودي تعبير عن التقارب معهم، بعد أن ساعدت الرياض في دفع أبو ظبي والمنامة إلى حضن تل أبيب”.
وأضاف: “حديث بندر يعني أنه من أجل كسب الصراع الوجودي ضد إيران، فالرياض بحاجة إلى احتضان الصهاينة. الأنظمة العربية منذ سنوات عديدة تهمس في أذن إسرائيل في الخفاء، لكن هذا الأسلوب عفا عليه الزمن، وحان الوقت للخروج منه، صحيح أن إسرائيل تعتبر العدو التقليدي للعرب والسعودية، لكن لا يوجد خيار أمامها، ولذلك فمن الجيد التعامل معها”.
وأوضح أن “تلميحات بندر تعني أن التقارب مع إسرائيل قد يصنف على أنه حاجة وطنية سعودية، فليس من الخيانة إطلاقا الاقتراب منها، ومن يدعي ذلك سيواجه ردنا القاسي، كل هذا يؤكد أن المملكة العربية السعودية تقود ثورة عقلية في المنطقة العربية، وتحديدا فيما يتعلق بإسرائيل والقضية الفلسطينية، وليس أقل منها تجاه نفسها وسكان الخليج”.
وأكد أن “الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسعودية ثلاث شقيقات، يجمعها تحالف سياسي واقتصادي وقبلي قوي، تتناغم قراراتها الاستراتيجية مع كل التفاصيل، وكل المؤشرات تدل على أن السعوديين أرادوا أيضا إقامة علاقات مع إسرائيل بموجب “اتفاقيات إبراهيم” التي بدأها البيت الأبيض، لكنهم ممنوعون من ذلك لأسباب داخلية”.
وأشار إلى أنه “بالإضافة إلى ذلك، في الشارع العربي، وكذلك في المملكة العربية السعودية، لا تزال نسبة التعاطف مع الفلسطينيين مرتفعة، رغم أن هناك تشابكا في الصعوبات التي تواجه السعودية في إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل”.
وختم بالقول: “حين شعر السعوديون أن طريقهم المباشر مسدود باتجاه إسرائيل، اختاروا القناة الالتفافية، فأرسلوا إخوانهم بدلا منهم، على أمل أن ينضموا هم أنفسهم إلى الرحلة في المستقبل، لأن الطريق هناك باتجاه إسرائيل مليئة بالألغام، وما فعله بندر بن سلطان هو بداية أعمال التفكيك لهذه الألغام”.