بلومبيرغ: السعودية تجبر تجارها على عدم الاستيراد من تركيا وتستثني أنقرة من مناقصات البناء
قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، السبت، إن رجال أعمال أتراكاً بارزين أكدوا لها أن السلطات السعودية كثفت جهودها في الآونة الأخيرة لتقليص حجم الواردات التركية إلى السعودية، محذرين من تضرر سلاسل التوريد العالمية، في حالة استمرت الرياض في سياستها التي تستهدف اقتصاد أنقرة.
تقليص مستمر: ففي بيانٍ نُشر السبت، استشهد رؤساء أكبر ثماني مجموعات تجارية في تركيا بشكاوى قدمتها شركات سعودية بأن السلطات أجبرتها على توقيع خطابات رسمية تُلزمهم فيها بعدم استيراد بضائع تركية، كما اشتكى البيان من استبعاد المقاولين الأتراك من المناقصات الكبرى في المملكة.
الشركات التركية أشارت كذلك إلى تحذير أطلقته شركة A.P. Moller-Maersk A/S، أكبر الشركات العاملة في مجال الحاويات والشحن في العالم، الشهر الماضي، بشأن احتمال انقطاع الإمدادات، حيث أورد البيان تغريدةً على موقع تويتر نشرها رئيس مجلس إدارة مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، عجلان العجلان، في 3 أكتوبر/تشرين الأول يحضُّ فيها الشركات السعودية على مقاطعة الواردات من تركيا.
جاء في البيان المشترك الذي وقعه قادة صناعيون ومصدرون ومقاولون ورؤساء نقابات، أن “هذه المسألة تجاوزت حدود العلاقات الاقتصادية الثنائية وأصبحت مشكلة لسلاسل التوريد العالمية، مؤكدين أن أي مبادرة رسمية أو غير رسمية لعرقلة التجارة بين البلدين سيكون لها تداعيات سلبية على العلاقات التجارية التركية السعودية وستكون ضارة باقتصاديات وشعب كلا البلدين”.
إنكار سعودي: من جانبه، نفى مركز الاتصال الدولي التابع للحكومة السعودية وضعَ قيود على البضائع التركية في بيان أصدره المركز في 3 أكتوبر/تشرين الأول.
مع ذلك، لم تستبعد تركيا رفع الخلاف إلى منظمة التجارة العالمية، في الوقت الذي تحتل فيه السعودية المركز الخامس عشر بين أكبر أسواق التصدير التركية إلى الخارج، حيث بلغ حجم المبيعات، التي يتصدرها السجاد والمنسوجات والمواد الكيماوية والحبوب والأثاث والصلب، 1.91 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، وهذا يمثل انخفاضاً بنسبة 17% عن عام 2019.
تشير الوكالة إلى أنه في حين يمكن أن يُعزى بعض هذا الانخفاض إلى الأوضاع المرتبطة بجائحة كورونا، فإن بيانات إحصائية سعودية تُظهر أن قيمة الواردات التركية تشهد انخفاضاً كل عام منذ 2015.
وكان البلدان قد تصادما مراراً وتكراراً على مدى السنوات الأخيرة، لا سيما مع تدهور العلاقات بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018 داخل قنصلية المملكة في إسطنبول.