قلق إسرائيلي من “ثغرات” الجدار الفاصل بالضفة
تحدث كاتب إسرائيلي عن الثغرات المنتشرة في الجدار الفاصل بالضفة الغربية المحتلة، وما تشكله من خرق أمني على المستوطنين.
وقال الكاتب رعنان بن تسور في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “التقدير السائد، أن عبور العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى إسرائيل، عبر ثغرات الجدار، سينتهي بهجوم مسلح، ما يزيد من مستوى القلق لدى الإسرائيليين”.
ولفت إلى أن “التقديرات الأمنية الإسرائيلية تتعلق بأن زيادة ظاهرة دخول الفلسطينيين لإسرائيل بصورة مخالفة للقانون، يعني انتهاكا للوضع الأمني، ما يشكل خطرا على الإسرائيليين، ويحصل ذلك تحت أنظار الشرطة والجيش، حيث يعبر مئات العمال الفلسطينيين في إسرائيل عبر جدار الفصل كل يوم عبر بوابة مفتوحة واسعة، أو من خلال ثغرات في السياج”.
ألون إيدن رئيس اللجنة الأمنية في كيبوتس باهان يقول للصحيفة إنه “ليس لدى المستوطنين شعور بالأمن، ففي الوقت الذي يفترض فيه أن تكون بوابات الجدار الفاصل مغلقة، فإنها مفتوحة على مصراعيها، وفيها فجوات قليلة في السياج على جانبيها، في كل صباح ترى المزيد من حركة المرور، والحافلات تأتي هنا، وتقل الفلسطينيين الذين يدخلون إسرائيل بشكل غير قانوني، كل هذا يحدث على بعد أمتار قليلة من الكيبوتس”.
استسلام الجيش
وأضاف أنه “منذ عامين بدأ الفلسطينيون باختراق الجدار، ومؤخرا استسلم الجيش للوضع، وتم اختراق المنطقة بالكامل، ويمكنك أن ترى الفلسطينيين يحرقون البوابة، ويخترقون الجدار، وترى حركة يومية، وباتت حياتنا مروعة، ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع نضطر لإعلان واقعة تسلل فلسطينيين للكيبوتس، وإبلاغ المستوطنين بحبس أنفسهم في المنازل”.
وأوضح أن “المستوطنين دأبوا على الاتصال بالجيش مرات عدة خوفا على حياتهم، ويدركون أن أي عامل فلسطيني قد يكون منفذا لعملية مسلحة بسهولة، والتفسير السائد أن الجيش لن يستيقظ إلا بعد وقوع إصابات بين المستوطنين، نتصل بالجيش منذ عامين، لكنه فقد السيطرة على المنطقة، ليس لديه فكرة عمن يدخل ومن يخرج، في كل مرة يقولون: سنتحقق، سنفعل، سنتولى الأمر.. ومن الناحية العملية يزداد الوضع سوءا”.
كينيريت نيومان، إحدى المستوطنات في الكيبوتس تقول إنه “لم يخطر ببالي مطلقا أن أغلق الأبواب الساعة التاسعة مساء، وأنتظر فقط سماع رسالة مطمئنة بأن حادث التسلل قد انتهى، هناك قلق أمني عند كل عملية اقتحام، والمستوطنون جميعا في الكيبوتس فقدوا شعورهم بالأمان تماما، ولا أستطيع وصف حالة التغافل والتجاهل التي يمارسها الجيش تجاه المستوطنين، لأنه في يوم ما سيأتي فلسطيني لينفذ هجوما”.
وذكر الكاتب أن “النقطة المهمة في هذه الاختراقات هي حجم العبثية، ويمكنك أن ترى أن السياج القريب من البوابة تم اختراقه بالكامل، والممر خال تماما، ولا يوجد أي عائق أمام العبور، ومن الجانب الآخر من البوابة هناك المزيد من الخروقات على طول الجدار بأكمله، وقرب البوابتين تم تركيب وسائل تكنولوجية سابقا للتحذير من الاقتحامات، لكن تم اقتلاعها، وتلفها، وملايين الشواقل استثمرت في الأموال العامة، لكنها ذهبت هباء”.
نداء عاجل
وأشار إلى أنه “في كل عام، يفرض الجيش الإسرائيلي إغلاقا على المناطق الفلسطينية خلال عطلات الأعياد اليهودية، لكن ظاهرة الخروقات في الجدار الفاصل استدعت تدخلات من مسؤول الشؤون المدنية والاجتماعية بوزارة الأمن مايكل بيتون، وعضوي الكنيست عوزي ديان وتسافي هاوزر”.
ووجهت غاليت شاؤول رئيسة المجلس الإقليمي نداء عاجلا لرئيس الوزراء ووزير الأمن ورئيس الأركان وقائد القيادة الوسطى، “مطالبة بمعالجة الخروقات الأمنية قبل وقوع هجوم فلسطيني كبير، فهذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ولا يجب أن ننتظر وقوع الكارثة الكبرى، لأنها ستأتي إن لم يكن تحرك فوري من قبل الجيش على الفور، يجب ألا نغلق أعيننا، ونتجاهلها، فكل لحظة تمر تقربنا من كارثة، ومن واقع أمني جديد وخطير”.
وأوضح الكاتب أن “ثغرات أخرى توجد في الجدار الفاصل في مستوطنات منشيه شرق الخضيرة، وتشكل خطراً واضحاً ومباشرا على حياة المستوطنين، تواصلنا واجتمعنا عدة مرات مع مسؤولين بوزارة الحرب، ولكن للأسف ربما تكون حياة مستوطني خط التماس أقل أهمية بالنسبة لهم، أدعو الحكومة لمعالجة هذا مرة أخرى قبل أن تكلفنا حياة المستوطنين”.
من جهتها ردت الشرطة الإسرائيلية بالقول إنها “تقوم بأنشطة عملياتية وعلنية وسرية يومية للقضاء على هذه الظاهرة، مستخدمة أفضل الجهود وما هو متاح لها، ضد من يقيمون في إسرائيل بشكل غير قانوني، أما في الأمور المتعلقة بالجدار الأمني والمتسللين عبره من الضفة الغربية، فهذه مسؤولية الجيش الإسرائيلي”.
أما الناطق باسم الجيش الإسرائيلي فقال إن “تدمير الجدار، وإحداث ثغرات تسمح بمرور غير مضبوط داخل إسرائيل هي أفعال تشكل خطرا أمنيا، وإن الجنود ينتشرون في هذه المناطق وفقا لتقييم الوضع على الأرض، ويستخدمون مجموعة متنوعة من الإجراءات وفقا لقواعد إطلاق النار، ضد كل من يتم تحديده على أنه منفذ هجوم محتمل”.