نجل شارون: سياستنا تجاه حماس أنتجت وضعا معكوسا يدفع للجنون
قال غلعاد شارون، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل أريئيل شارون، إن “بعض آرائي السياسية قد تحمل بعض التشاؤم، فالسياسة الإسرائيلية تجاه غزة متساهلة، رغم أنه لا يمكنني تغييرها من الصفر.
ورأى أن “مشكلة إسرائيل الأساسية هي الفلسطينيون، الذين وحدتهم كراهية إسرائيل، مشددا على أنه لا يمكن السماح للعمليات المسلحة بوصول ضواحي غوش دان وسط إسرائيل”.
وأضاف في حوار مطول لصحيفة “معاريف”، قائلا: “في الوقت ذاته، لا يمكنني أبدا ضم مليوني فلسطيني من الضفة الغربية، وتدمير إسرائيل من الداخل، رغم أنه يمكن الوصول إلى حلول مقبولة، كما في المنطقتين أ و ب، من أجل خلق سلسلة متصلة بينها، يغادر الفلسطيني مدينة جنين، ويصل إلى الخليل، وفي الطريق لن يرى جنديا إسرائيليا، وفي الوقت ذاته السيطرة على المجال الجوي وغور الأردن، ومنح الجيش الإسرائيلي حرية العمل لمواجهة الهجمات المسلحة”.
وزعم قائلا بأنه “لا يوجد أحد في الجانب الفلسطيني نتواصل معه، وحتى إذا توصلت إلى اتفاق، فلا يستحق الأمر الورق الذي تم التوقيع عليه، أوسلو على سبيل المثال فكرته الأساسية كانت الحل السلمي، لكنها انفجرت بالنسبة لنا بشكل أوضح، منذ أن اتبع ياسر عرفات ذات النمط الذي يتقنه أينما ذهب، في الأردن عام 1970، إلى لبنان في الثمانينيات، كان عليه أن يثبت نفسه، ويدمر المكان من الداخل، من خلال الفوضى”. حسب زعمه.
وأوضح أن “خطة فك الارتباط المتمثلة في الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، هدفت إلى تحسين وضعنا من جانب واحد، نأخذ بعين الاعتبار ما هو جيد لنا، وليس ما هو جيد للفلسطينيين، الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي أيد الخطة، ما يقرب من 60٪، وهذا انعكس في الكنيست، لم يعتقدوا أن المدرسة الدينية داخل المستوطنة في غزة لها ميزة، تم حفر نفق تحتها في غوش قطيف، وقتل جندي هناك”.
وأضاف: “تخيل معي ما كان سيحدث لو تم حفر نفق تحت روضة أطفال في نتساريم أو كفار داروم وهي مستوطنات وقعت في وسط قطاع غزة، كان هناك ثمانية آلاف يهودي عاشوا بين مليون ونصف المليون من سكان قطاع غزة، هذا واقع لا معنى له، رغم أن المستوطنين الذين عاشوا هناك تألموا من الانسحاب، لكن البديل الأفضل ألا نكون في غزة، رغم أن والدي بنظر الكثيرين ارتكب الشرخ الكبير في المجتمع الإسرائيلي”.
وأوضح “أنه يجب أن نتذكر أنه حتى بعد مغادرة غزة، لا يوجد يهودي واحد، حي أو ميت، أقام العديد من المستوطنات كما أقام أبي، حتى إن المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من غوش قطيف ليسوا صورة موحدة، فقد أبلغني أحدهم وهو ليئور إيتان، أن “أبي أنقذهم من أنفسهم بالانسحاب من غزة، وقلة قليلة يسعدها الوجود في هذا الجحيم الغزي، لأن الناس يريدون العيش، بعيدا عن هجمات الصواريخ”.
وزعم قائلا: “خروجنا من قطاع غزة عزز سيطرتنا على الضفة الغربية، رغم أن القطاع تحول على الفور إلى قاعدة مسلحة، ولكن ما يمكنك تحمله في مكان صغير، يصعب نقله إلى ذلك العالم المزدحم في الضفة الغربية، بين الصحراء والبحر، لأنه لا يمكنك تحمل وجود هذا التهديد على ضواحي غوش دان وسط إسرائيل، حيث توجد تجمعات سكانية وبنية تحتية”.
ونبه إلى أن “الانسحاب من غزة أنقذ حياة مئات الإسرائيليين، ومن ناحية أخرى عزز قبضتنا على ما يهم حقّا في الضفة الغربية، مع العلم أن الانسحاب من غزة تم بواسطة حزب الليكود، لأن حزب كديما لم يكن في ذلك الوقت، وكل وزراء الليكود صوتوا لصالح الانسحاب، بمن فيهم رئيس الوزراء نتنياهو، أحد صانعي قرار الحكومة، رغم أن بعض الإسرائيليين اتهموا والدي بأنه يقود فك الارتباط من أجل تحويل النقاش عن تحقيقات الشرطة الجنائية ضده، للاشتباه بتلقي الرشوة، حين كان وزيرا للخارجية والبنية التحتية”.
وأوضح أنه “بالنسبة للسياسة الإسرائيلية اليوم تجاه غزة، من غير المعقول أن تملي علينا حماس السياسة التي نتبعها تجاهها، وإلا فإنهم يهددوننا، هذا الوضع المعكوس يدفعني للجنون، هذا سلوك غير معقول، هل زود البريطانيون الألمان بالكهرباء خلال الحرب العالمية الثانية، وهل منح الأمريكيون المساعدات الإنسانية لحركة طالبان في أفغانستان”؟.
وحول خطة الضم، قال شارون؛ إنني “أتحدث عن تطبيق السيادة اليهودية على مستوطنات الضفة الغربية، هذه الخطة أمر ضروري، ولست على استعداد لدفع ثمنها، نسبة اليهود المقيمين في الضفة الغربية هي واحد ونصف بالمائة، مئات الآلاف من الإسرائيليين يعيشون تحت الحكم العسكري، يريدون بناء كنيس، ويحتاجون لتصريح من الجيش، وهذا وضع لا يطاق”.