محمد علي في حوار معه: أراهن على نزول خمسة ملايين مصري
أراهن على نزول 5 ملايين هذه المرة، وسأعلن توجيهات أخيرة للتظاهر يوم 19 سبتمبر/أيلول
تحركي يأتي استنادا لأزمات اقتصادية وأخرى مرتبطة بسد النهضة وهدم منازل المصريين
هناك حالة من الغليان داخل الجيش المصري من تصرفات السيسي
إذا نزل الشعب يوم 20 سبتمبر/أيلول سيصبح السيسي خارج الحكم
لا يوجد تواصل بيني وبين فصائل المعارضة داخل مصر أو خارجها
تمسك الممثل محمد علي بدعوته الجديدة للتظاهر يوم 20 سبتمبر/أيلول الجاري، مؤكدا أن خروج المصريين للشوارع سيُسقط الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي حواره مع الجزيرة نت، يكشف محمد علي أسباب تكراره دعوة التظاهر ضد السيسي، التي أحدثت ضجة في اليوم ذاته العام الماضي، ونتج عنها حملة اعتقالات واسعة.
وأكد أنه يتحرك استنادا لأزمات عدة أشعلت غضب المصريين، أولاها اقتصادية، والثانية مرتبطة بسد النهضة الإثيوبي، والثالثة بقانون التصالح في مخالفات البناء، وقال إن “هناك أملا كبيرا جدا لخروج الشعب المصري في مظاهرات يوم 20 سبتمبر (أيلول)” الأحد المقبل.
ولفت إلى وجود حراك متصاعد في مصر منذ أيام، وأيضا انتشار وسوم تطالب السيسي بالرحيل، داعيا المصريين إلى الخروج إلى الشوارع وعدم العودة إلا بعد رحيل السيسي.
وأوضح أنه سيعلن ما يتوجب فعله قبل موعد المظاهرات بيوم، مضيفا “لو نزل 5 ملايين للشوارع لن يعتقل أحد على الإطلاق، ففي المرة الماضية عاد المتظاهرون لمنازلهم، مما سهّل على النظام اعتقالهم”.
وفيما يلي نص الحوار:
سبق أن أعلنتَ اعتزال المشهد السياسي بعد فشل الدعوة للمظاهرات في الذكرى الماضية لثورة يناير، ألا يفقدكم هذا مصداقية العودة الجديدة التي يراها البعض غير واضحة المعالم؟
بالنظر ليوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي ستجد ارتباكا واضحا من جانب النظام، حيث قام بتقديم موعد احتفالية الشرطة وحشد الآلاف في استاد القاهرة وأحضر مطربين للتشويش على الدعوة للتظاهر، كما قامت الشرطة بتوزيع الحلوى على المواطنين خوفا من المظاهرات.
ولكن محاولات القمع والترهيب للشعب جعلت بعض الخوف يسيطر عليه، وجاء انسحابي من المشهد لانتهاء الدور، ورفضت الاستمرار في الظهور، فلست إعلاميا يظهر لتقديم النصائح أو نشر ما يحدث.
وظهوري مرة أخرى والعودة للمشهد جاء بسبب أزمة اقتصادية حدثت في العالم إثر تداعيات فيروس كورونا، ورأيت كيفية تعامل النظام مع أزمة انتشار الفيروس، ووجدت أن السيسي ونظامه يقتلان الشعب بينما يدعيان اتخاذ إجراءات احترازية. فكان لا بد أن أخرج لأقول له لا، أنت تقتل الشعب كهذا.
وفي 20 سبتمبر/أيلول من العام الماضي نزل الآلاف إلى الشارع، لذلك أدعو للتظاهر في اليوم نفسه، لكي أجدد العهد بمناسبة هذا اليوم ولا أدعو ليوم مختلف.
هل هناك خطة واضحة لمظاهرات 20 سبتمبر المقبلة؟
سوف أعلن قبل المظاهرات بيوم ماذا يتوجب على المتظاهرين فعله، لكن لا توجد خطة تفصيلية للنزول إلى الشوارع، فالمتظاهرون الذين خرجوا في منطقة المنشية بالإسكندرية منذ عدة أيام، لم يضع أحد لهم خطة للتظاهر، وهو ما حدث أيضا في مناطق عدة.
أيضا مظاهرات 20 سبتمبر/أيلول العام الماضي لم تكن لها خطة، ولكن بمجرد النزول للشارع، تحرك المتظاهرون وفق رؤيتهم للوضع، لا يوجد شيء اسمه خطط لحراك شعبي، فلست مقتنعا بذلك، ولم أنجح عندما حاولت فعله في مظاهرات 25 يناير/كانون الثاني الماضية.
ألا تخشى عدم نجاح الدعوة للتظاهر مجددا؟
لست قلقا هذه المرة من عدم استجابة الشعب لدعوتي، وأنا أقول للمتظاهرين عندما تنزلون وتجدون أعدادكم كبيرة تحركوا ولا تسمحوا للأمن باعتقال أحد منكم.
ماذا لو فشلت دعوة محمد علي للتظاهر؟
أنا لن أخسر، أنا مواطن حزين على وطنه، والقادم أسوأ وسوف نتابع ونرى، ولكني سأظل مع الشعب وسأظل أقاوم حتى يأذن الله بقضاء أجلي، كما سأظل ألعب مع النظام، ومن الممكن أن أختفي وأن أظهر مجددا بناء على متطلبات كل مرحلة.
ألا يخشى محمد علي أن يكون سببا في زيادة أعداد المعتقلين في مصر؟
على الإطلاق، في المرة الماضية عاد المتظاهرون لمنازلهم، مما سهّل على النظام اعتقالهم، لكن إذا نزل الشعب هذه المرة لن يعود لمنازله إلا برحيل السيسي ونظامه، لو نزل 5 ملايين فقط لن يستطيع أحد إيقاف الشعب، ولكن إذا لم يستجب الشعب، سوف ينزل الجيش للشارع ويفرض حظر التجوال ويقوم بتنفيذ قرارات الإزالة والهدم، والجميع يخشى حدوث احتكاك بين الشعب والجيش مما سيؤدي لانهيار الجيش، وهذا ما يؤكده لي الضباط مرارا وتكرارا.
ما أهداف دعوتك هذه المرة؟ هل رحيل النظام فقط؟
تختلف دعوتي هذا العام عن الدعوة السابقة، حيث العام الماضي لم أكن أتخيل أن يستجيب الشعب وينزلوا في مظاهرات حاشدة، فلذلك كانت عشوائية وعاد المتظاهرون لمنازلهم، مما سهل على السلطات الأمنية إلقاء القبض على هذا العدد الكبير بهدف إشاعة الخوف من النزول مرة أخرى، ولذلك المختلف هذه المرة هو نزول المتظاهرين يوم 20 سبتمبر/أيلول وعدم العودة لمنازلهم إلا برحيل السيسي ونظامه.
هل هناك خطة واضحة إذا رحل السيسي؟
نعم خطة ما بعد السيسي موجودة وأعلنتها قبل مظاهرات 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وأكرر أن الشعب هو صاحب القرار واختيار حكومة وبرلمان يمثل الشعب بشكل حقيقي، ثم انتخاب رئيس الجمهورية، ليس كما هي الحال الآن أن تسير البلاد وفق سياسة رجل واحد لا يعرف شيئا.
وهناك من يسعى لتثبيط المتظاهرين وإخافتهم من مرحلة ما بعد رحيل السيسي، سواء بعودة الإخوان للحكم، أو استيلاء العسكر مرة أخرى على حكم البلاد، لكن الشعب المصري تعلم من تجاربه السابقة، فلن يقبل أن يعود للوراء مرة أخرى.
هل تتوقع رحيل النظام بالفعل أو أنكم تسعون لإرباكه وإحراجه أمام العالم فقط؟
سيرحل نظام السيسي بنزول الشعب للشارع، فإذا استجاب الشعب لدعوة 20 سبتمبر/أيلول، فلن يكون السيسي في السلطة يوم 21 سبتمبر/أيلول، خاصة أن هناك احتقانا داخل الجيش وهذا أعلنته أكثر من مرة، وتواصل معي ضباط من داخل الجيش ولكن الخوف يسيطر عليهم، لأن السيسي هو القائد الأعلى، والقيادات الكبرى تسمع كلامه، وإذا تحرك الضباط وحدهم فسيكون تحركهم بمثابة انقلاب عسكري، فما الجديد الذي قمنا به؟
لكن عندما ينزل الشعب للشارع، ويكون مطلب الشعب رحيل السيسي، فهنا يتدخل الجيش لتلبية دعوة الشعب ولا ينقلب عسكريا، وبذلك يكون المشهد أمام العالم حقيقيا وليس مفتعلا.
ماذا تغير بعد عام لكي يكرر محمد علي دعوته؟
الوضع اختلف عن العام الماضي خصوصا في نقطتين رئيسيتين هما انهيار الاقتصاد وأزمة سد النهضة، الذي يمثل الخطر الأكبر على مصر، وبالفعل هذا ما حدث حيث يتواصل انهيار الاقتصاد، خاصة أن السيسي يزيد من الديون الخارجية في سبيل مشاريع وهمية، لم ير الشعب أي عائد منها طيلة 7 سنوات.
كما أن إثيوبيا انتهت من المرحلة الأولى لسد النهضة وبدأت ملء الخزان دون انتظار انتهاء المفاوضات، فأين السيسي ونظامه من سد النهضة؟ لا أحد يتحدث عن الأزمة، بل يسعى النظام لإشغال الشعب بأمور جانبية.
أيضا قيام الحكومة بإصدار قانون التصالح وإزالة منازل الأهالي خاصة الفقراء، مما يثبت أن السيسي يسعى فقط لاستنزاف جيوب المصريين. وهذا ما دعاني لكي أخاطب الشعب، حيث تدهورت ظروف البلد كثيرا عن العام الماضي.
في رأيك ما الذي يمنع خروج المصريين بشكل كثيف رغم تصاعد شكاواهم؟
الذي منع الشعب من الخروج السنوات الماضية هو القمع والترهيب الذي يمارسه نظام السيسي باستخدام جهاز الشرطة، لكن السيسي لديه إحساس بانهيار الشرطة خاصة مع مشاهد تصدي الأهالي لقوات الأمن أثناء محاولة هدم المنازل، لذلك استبق السيسي الأمر وهدد بنزول الجيش إلى الشوارع لتنفيذ خطته في إزالة مخالفات البناء، مما يدل على ارتباك الحكومة.
وهناك تقارير تصدر من جهازي المخابرات العامة والحربية فضلا عن وزارة الداخلية، توضح للسيسي حجم الغضب في الشارع، كما أن السيسي نفسه أعلن مرارا متابعته لمواقع التواصل التي تعكس الاحتقان الشعبي، وقد خرج رئيس الحكومة أكثر من مرة الأيام الماضية لمحاولة تخفيف هذا الاحتقان وامتصاص الغضب الشعبي، بالتأكيد على تخفيض قيمة التصالح ومراجعة القانون والإجراءات.
وهناك أمل كبير جدا في خروج الشعب المصري لمظاهرات 20 سبتمبر/أيلول، خاصة مع تصاعد الحراك خلال الأيام الماضية، وانتشار الوسوم المعارضة.
كانت هناك خلافات لكم مع بعض فصائل المعارضة العام الماضي، فهل لا تزال قائمة أو تغيرت الحال؟ وهل يوجد بينكم تواصل جاد؟
هذه الخلافات ظاهرة صحية جدا، خاصة مع تبادل وجهات النظر المختلفة، وجميع فصائل المعارضة أُكِن لهم كل احترام وتقدير، وعلاقتي انتهت بهم جميعا بمجرد خروجي من المشهد.
والآن أنا أخاطب الشعب المصري بمفردي، والمعارضة ظهرت في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وفي ذكرى 30 يونيو، حيث قام السيسي بتفكيك المعارضة وإلقاء القبض على من يوجد منهم في الداخل، فلا يوجد حزب حقيقي له جماهير في الشارع المصري الآن.
هل تتواصل مع الإخوان حاليا؟ وهل تتوقع استجابتهم لدعوتك؟
خلال الفترة الحالية لا يوجد أي تواصل بيني وبين قيادات المعارضة سواء داخل مصر أو خارجها، ولكن العام الماضي تعرفت عليهم وتحدثت لبعضهم، ولكن بعد خروجي من المشهد لم أتواصل مع أحد.
والمفروض أن يلبي الجميع دعوتي للتظاهر يوم 20 سبتمبر/أيلول وفي القلب منهم مؤيدو الإخوان، فالسجون ممتلئة بالآلاف من المعارضين، وللإخوان أكثر من 60 ألف معتقل في السجون، ومن المؤكد أنهم يسعون لإخراجهم.
هل تحركك الآن مرتبط بمحاولات النظام المصري تسلمك عبر الإنتربول؟
دعوتي للتظاهر لن توقف مطالبات تسليمي للإنتربول، وظهوري من عدمه لن يغير من القضية شيئا، ولكن حراك 20 سبتمبر/أيلول إذا نجح فمن المؤكد لن يستطيع أحد المساس بي.
والحكومة الإسبانية تعلم كيفية دخولي للبلاد بطريقة شرعية، وهي دولة تحترم حقوق الإنسان، وكل ما طلبته هو محام من أجل القيام بالإجراءات القانونية مع الحكومة الإسبانية، وبالفعل تعاقدت مع أكبر مكاتب المحاماة.
ما توقعك عن رد فعل النظام تجاهك وتجاه أسرتك والمؤيدين لدعوتك؟
النظام حبس في الماضي وسيحبس مرات أخرى، لكنه مرتبك جدا ويحاول أن يعطي أي مسكن للشعب لكي لا تخرج المظاهرات، ثم يعاود القمع والترهيب مرة أخرى، لذلك فالحل الوحيد لنا جميعا لكي نرتاح من هذا الكابوس هو النزول للشارع لإزاحة هذا النظام وإخراج من في السجون، وسوف تصبح حياتنا وبلادنا أفضل.
أخيرا، هل لديك رسالة للشعب المصري؟
يا رب نكسر الخوف داخلنا ونلتحم ونتحد معا لكي نكسر هذا الكابوس، فنزول الشعب يوم 20 سبتمبر/أيلول سوف يكتب في التاريخ لنجدة مصر.
المصدر: الجزيرة