استئناف مفاوضات السلام الأفغانية في الدوحة ومطلب وقف إطلاق النار على الطاولة
استؤنفت، اليوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة، مفاوضات السلام الأفغانية بين وفد حكومي يمثل مختلف الأطياف الأفغانية وحركة “طالبان”، إذ يجلس الطرفان على طاولة التفاوض للمرة الأولى بعد 20 عاماً من النزاع، للاتفاق على إطار وأجندة المفاوضات المتوقع أن تكون طويلة وشاقة.
وبدأت لجنة مكوّنة من عشرة أشخاص من طرفي الحوار الأفغاني في الدوحة مناقشة نقاط تتعلّق بوضع الأجندة وتحديد أولويات الحوار، بينما يلتقي الوفدان، غداً الإثنين، للمضي قدماً إلى الأمام في الحوار.
وقالت مصادر مقرّبة من الحوار في الدوحة إن اليوم الثاني للحوار سيقتصر فقط على اجتماعات هذه اللجنة، ومهمّتها وضع أجندة الحوار، وتحديد الأولويات، والموضوعات التي سيتم تناولها في المراحل المختلفة من الحوار، مع وضع بعض “الأصول” لاستمرار العملية، فيما يبدأ، غداً الإثنين، الحوار الحقيقي بين الطرفين.
وبحسب المصادر، فإن “الأجانب” لن يكونوا موجودين في الحوار، غير أن بعضهم يمكن أن يتدخّلوا للقيام بـ”دور الوساطة والتسهيل عند الحاجة”.
وذكرت المصادر أن الحكومة الأفغانية تصرّ على وقف إطلاق النار وأن يكون الموضوع الأساسي للحوار من أجل استمرار المفاوضات بين الطرفين والبناء عليها، وقبل الانتقال إلى موضوعات أخرى، بينما تعتبر حركة “طالبان” هذا المطلب سابقاً لأوانه، وحددت أولوياتها في الحديث على النظام والحكم.
وقال عضو وفد “طالبان” للمفاوضات عبد السلام حنفي أمس السبت، إن مطلب وقف إطلاق النار سيكون ضمن أجندة المفاوضات الأفغانية، والطرفان سيجلسان للحوار لترتيب أولويات التفاوض، مضيفاً أنه يمكن الحديث هنا عن “هدنه”، لكن من أولويات المفاوضات شكل النظام السياسي للبلاد أيضاً.
ودعا رئيس مجلس المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله إلى ما وصفه بـ”وقف إنساني لإطلاق النار”، وهو المطلب الذي لم تردّ برفضه الحركة بشكل مباشر، لكن رئيس مكتبها السياسي قال، في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات: “إنهم يريدون تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار مصالح كل أطياف الشعب الأفغاني، وأن تكون أفغانستان دولة مستقلة”.
إلى ذلك، قال المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد، في تصريحات لوسائل إعلام أفغانية، إنّ المفاوضات بين الطرفين ستكون مثمرة، وإن “طالبان” تغيّرت كثيراً على مدى الـ19 عاماً الماضية، و”من هنا، هناك أمل في الوصول إلى حل دائم في أفغانستان”، مشيراً إلى أن “اتفاق الدوحة بين الحركة وواشنطن من بنوده أن تقطع الحركة علاقاتها بتنظيم “القاعدة” والتنظيمات المسلّحة الأخرى، وهو ما يشكّل تغيراً محورياً”.
بدوره، قال وزير الخارجية الأفغاني حنيف أتمر، لوسائل إعلام أفغانية، إنه راضٍ عما يحدث في الدوحة، معرباً عن أمله أن تأتي العملية بالسلام لأفغانستان.
وكانت عملية الحوار الأفغانية قد انطلقت، أمس السبت في الدوحة، بحضور وزراء خارجية كثير من الدول، إلى جانب مسؤولين كبار في المؤسسات الدولية، كحلف شمال الأطلسي، والأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي.