رفض فلسطيني لإعلان التطبيع بين البحرين والمؤسسة الإسرائيلية: “طعنة غادرة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني”
تتالت ردود الفعل الفلسطينية الرافضة والمستنكرة لموافقة دولة البحرين على تطبيع العلاقات مع المؤسسة الإسرائيلية، لتكون بذلك الدولة العربية الأولى التي تسير على نهج الإمارات.
وأكدت “حركة حماس” أنّ تطبيع البحرين “باطل، وأن ما أقدمت عليه مملكة البحرين يمثل عارًا تسقط فيه دولة جديدة من دول الأمة العربية، ويشكل انتكاسة سياسية وسقطة كبرى لحكام البحرين”.
ولفتت، في بيان لها، إلى أن الاتفاق “يعتبر تهديدًا حقيقيًا لأمن المنطقة والعالم العربي، إلى جانب كونه يلحق ضررًا بالقضية الفلسطينية”.
وأشارت إلى أنّ “هذا المسلسل من الخطوات والذي بدأه حكام الإمارات، ثم حكام البحرين، يشكل جرائم سياسية، ويعكس فشلًا ذريعًا في قراءة التوجهات الصهيونية تجاه المنطقة، ويساهم في تمرير صفقة القرن، ويضرب أسس التضامن العربي”.
وبيّنت أنّ “الاتفاق ما كان ليكون لولا الموقف الهزيل لجامعة الدول العربية الأخير الذي أسقط مشروعاً فلسطينياً لإدانة تطبيع الإمارات”.
واعتبرت “حماس” الاتفاق “طعنة غادرة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني، وخيانة لفلسطين والقدس، وخطوة في الاتجاه المعاكس لمصالح البحرين والأمة العربية والإسلامية”.
وحذرت من التداعيات الخطيرة المترتبة على هذه الخطوة من دمج للاحتلال، والتمهيد لمزيد من السيطرة والهيمنة له على مقدرات ودول المنطقة. وشددت الحركة على أنّ “هذا الاتفاق ـ الجريمة يعني وقوف حكام البحرين في صف الاحتلال ضد مصالح المنطقة وضد القضية الفلسطينية، ومخالف للإرادة الشعبية الوطنية للأمة بما يتطلب أوسع حملة إدانة وتجريم لمثل هذه الخطوات على المستوى الرسمي والشعبي”.
من جانبها، أعلنت السلطة الفلسطينية، مساء أمس الجمعة، عن “رفضها واستنكارها الشديدين” للإعلان الثلاثي الأميركي- البحريني- الإسرائيلي حول تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ومملكة البحرين، واعتبرته “خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”، كما أكدت أن “هذا الإعلان هو نسف للمبادرة العربية للسلام”.
واعتبرت السلطة، في بيان لها، أنّ هذه الخطوة “دعم لتشريع جرائم الاحتلال الإسرائيلي البشعة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال سيطرتها على الأراضي الفلسطينية، وضمها بالقوة العسكرية، وتعمل بشكل حثيث على تهويد مدينة القدس والسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني”.
ورفضت السلطة هذه الخطوة التي قامت بها مملكة البحرين، وطالبتها بـ”التراجع الفوري عنها، لما تلحقه من ضرر كبير بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والعمل العربي المشترك”.
وأكدت، مرة أخرى، أنها “لم ولن تفوض أحداً للحديث باسمها، وأن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية كافة، ونيل الشعب الفلسطيني استقلاله في دولته ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار الأممي 194”.
وشددت السلطة على أنه “واهم من يعتقد أن هذه التنازلات التي تأتي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني سوف تخدم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”.
ودانت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، أيضا، الخطوة البحرينية، واعتبرت ذلك “استسهالا في التفريط والخيانة”.
وشنت الجبهة، في بيان، هجوماً على من سمّتهم “الحكّام العرب أتباع أميركا وعبيدها”، مؤكدة أن “التفريط بالحقوق العربية والقضية الفلسطينية لن يضمن لهم مصالحهم وحماية عروشهم كما يتوهّمون، فالتاريخ قال كلمته مع كل من خان شعبه وأمته”.
وشدّدت الجبهة على أنّ “استسهال التفريط والخيانة من قِبل بعض الحكّام العرب، وآخرهم حكّام البحرين، والمساومة على المصالح العليا للأمة العربية وقضيتها المركزية، قضية فلسطين، يستدعي، ودون تأجيل، من قوى حركة التحرّر العربية، بما فيها الحركة الوطنية الفلسطينية، القيام بدورها في التصدي لهذا التسابق على الخيانة المتلاحقة من بعض حكّام العرب، حماية لمصالح شعوبنا، وردعًا لمن يفكّر بالسير على هذا الطريق”.
من جهتها، اعتبرت حركة “الجهاد الاسلامي” أن الاتفاق “حلقة جديدة من مسلسل الخيانة لفلسطين والأمة، وانقلاب فاضح على كل الثوابت العربية والقومية والإسلاميّة الخاصة بفلسطين”.
وقالت “الجهاد”، في بيان إنّ “هذا الاتفاق الخياني كمثله من الاتفاقيات السابقة، لن ينال من حقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته”.
ولفتت إلى أن “تهافت هذه الأنظمة على إقامة العلاقات مع العدو، سيزيد الارتهان للمحور الصهيوأميركي المعادي للأمة، فالعلاقة بالكيان الصهيوني كانت وستبقى عنوانا للفشل واللاشرعية والارتهان للأعداء”.
وكشف هذا الاتفاق “زيف نظام البحرين، وعدم شرعية حكامه وارتباطاتهم التاريخية بالأعداء، وإن مأزق هذا النظام العميل سيزداد أمام الشعب البحريني والأمة العربية”، وفق قول الحركة.
وشددت الحركة على أنّ التصدي لهذه المؤامرات “إنما يكون بوحدة الموقف الفلسطيني وبالمواجهة في كل الميادين، وبإصرار شعبنا على نهج المقاومة وفضح كل المتآمرين”.