الاعتذار البائس والمسرحية المكشوفة!!..عائلة الشهيد يعقوب أبو القيعان ترفض اعتذار نتنياهو
قيادات وهيئات: نتنياهو يوظّف دم الشهيد لمصالحه ويجب محاسبة القتلة وفتح ملفات قتل العشرات من أبنائنا
طه اغبارية
رفضت عائلة أبو القيعان اعتذار رئيس الحكومة الإسرائيلية وجهاز الشرطة عن الجريمة التي أدت إلى استشهاد المربي يعقوب أبو القيعان برصاص عناصر الشرطة بالتزامن مع اقتحام قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف في النقب، مطلع العام 2017.
وجاء اعتذار نتنياهو في أعقاب تقرير أعده الصحافي في القناة 12 الإسرائيلية، عميت سيغال، كشف فيه أن المدعي العام الإسرائيلي السابق، شاي نيتسان، منع فتح تحقيق ضد المفتش العام السابق للشرطة الإسرائيلية، روني ألشيخ، حول تصريحاته ضد المربي الشهيد يعقوب أبو القيعان الذي استشهد برصاص عناصر الشرطة عقب اقتحام قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف في النقب، مطلع عام 2017.
يذكر أن الشرطة كانت قد زعمت، بعد وقت قصير من استشهاد أبو القيعان، أن الحديث عن “إرهابي ناشط في الحركة الإسلامية”، في حين وصفه ألشيخ، بأوصاف مهينة، وزعم أن له علاقة بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وأشار التقرير، إلى أن امتناع نيتسان عن الاستجابة لطلب قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة (ماحاش) بفتح تحقيق ضد ألشيخ، جاء بذريعة أن هذا التحقيق سيخدم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي كان على خلاف مع ألشيخ على خلفية ملفات الفساد التي خضع خلالها نتنياهو لتحقيقات الشرطة، التي أوصت في نهاية المطاف باتهامه بتلقي رشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وبخصوص اعتذار نتنياهو من عائلة الشهيد يعقوب أبو القيعان، شدد نجل حسام أبو القيعان نجل الشهيد، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء على أن “اعتذار نتنياهو مرفوض”، مؤكدا أنه “أحد من يتحملون المسؤولية عن جريمة قتل والدي”.
وأضاف “هذا الاعتذار الإعلامي ليس واقعيًا وليس له أي اعتبار بالنسبة لنا، إن أراد أحد أن يعتذر فلينظر ماذا حل بعائلة الشهيد يعقوب أبو القيعان ويقيس على ذلك المعاناة المستمرة للمواطنين العرب في النقب”.
وأضاف “الاعتذار يكون بوقف سياسة هدم البيوت وملاحقة وتشريد أهالي النقب؛ بالإضافة إلى تقديم قتلة والدي وكل من حاولوا تشويه سمعته للعدالة، ومنحنا حقوقنا التي سلبتنا إياها سياساتهم وحياتنا التي دمرتها إجراءاتهم”.
بركة: نتنياهو لا علاقة له بإدانة قتل إنسان برئ ولا بالتحيّز للحقيقة
معقّبا على اعتذار نتنياهو، قال السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا، في بيان صحفي: “إن اعتذار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا علاقة له بجريمة اغتيال المربي يعقوب أبو القيعان، بل هذا يأتي في سياق مناكفته للشرطة، ومحاولته للتملص من المحكمة”.
وأضاف: “نحن نعلم ان المربي يعقوب أبو القيعان قُتل بدم بارد، منذ يوم استشهاده. و”اعتذار” نتنياهو لا علاقة له بإدانة قتل إنسان برئ ولا بالتحيّز للحقيقة. لقد جاء “اعتذار” نتنياهو في إطار حربه للتملص من السجن بسبب فساده، وذلك بالطعن في اعتبارات الشرطة والنيابة العامة. لذلك اعتذاره “اعتذار” كاذب”.
وزاد بركة: “مشكلتنا في الأساس هي مع مؤسسة عنصرية وفاسدة من رأسها، نتنياهو، وحتى أخمص قدميها، الشرطي الذي أطلق النار وقائد فرقة الشرطة الذي منع تقديم العلاج ليعقوب بعد إصابته، مرورا بوزير الشرطة والمفتش العام للشرطة والنيابة العامة والمستشار القضائي للحكومة”.
وقال بركة، إنه “حسب تقرير الصحفي اليميني عميت سيغال فإنّ التستر على جريمة اغتيال يعقوب أبو القيعان جاء بهدف تجنّب “التوتر” بين الشرطة والنيابة العامة وجاء لمنع “الشماتة” بسلطة تطبيق القانون. لكن الحقيقة واضحة بالنسبة لنا: هدر دم الانسان العربي هو سياسة دولة منذ تأسيسها وحتى الآن”.
وختم بركة قائلا، “إن ما كشف عنه التقرير الصحفي يشكل أساسا لإعادة فتح الموضوع قضائيا وصولا الى محاكمة ومعاقبة كل من شارك وبرّر ودعم اغتيال يعقوب أبو القيعان”.
خطيب: اعتذار نتنياهو للتغطية على فساده وخلافاته مع الشرطة والنيابة
وقال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني، إن اعتذار رئيس الحكومة الإسرائيلية لعائلة الشهيد يعقوب أبو القيعان يأتي في سياق تغطيته على جرائم الفساد التي تلاحقه والتناقض القائم بينه وبين الجهات الشرطية التي تحقق في ملفاته وزعمه انها تلاحقه.
وأضاف خطيب في حديث لـ “المدينة”، أن نتنياهو يريد- كما يقول المثل الشعبي- أن “يتغدى بالشرطة قبل أن تتعشى به”، لذلك تقدّم بالاعتذار لعائلة الشهيد أبو القيعان على قتله في حين تواطأ وكل الأجهزة الأمنية في المؤسسة الإسرائيلية على الشهيد أبو القيعان وزعموا أنه “داعشي” ومخرب فور اغتياله قبل أكثر من 3 سنوات ونصف على يد عناصر الشرطة.
وتابع بالقول: “بعد قتل المربي يعقوب وهدم بيته وبيوت إخوانه، وانسجام رواية الشرطة والمخابرات والحكومة عبر اتهام الشهيد بأنه مخرب و”داعش”، طلع علينا نتنياهو باعتذاره البائس، بسبب اتهامه للشرطة بالسعي للإيقاع به في ملفات الفساد التي تلاحقه، ويصدق في هذا المشهد المثل القائل “إذا اختلف اللصوص ظهرت السرقة”، فلما اختلف نتنياهو مع هذا الجهات ظهرت الحقيقة، في أن الشهيد أبو القيعان قتل مظلوما”.
وأردف رئيس لجنة الحريات: “هذا الاعتراف من نتنياهو ووزير الأمن الداخلي يجعلنا بطبيعة الحال نشكك بكل مزاعم الشرطة ورواياتها فيما يخص مقتل العشرات من أبنائنا على يد الشرطة مثل الشهيد خير الدين حمدان ومصطفى يونس وإياد الحلاق وغيرهم، وهذا يبين أن ملفات ملاحقة الشيخ رائد صلاح والأخت آية خطيب وغيرهما من أبناء شعبنا هي ملاحقات ظالمة، وبالتالي كل هذا العبث يجعلنا نتساءل عن نوعية الذين يديرون هذه البلاد هل هم أهل حكم أم عصابات ولصوص تحكمهم نزواتهم الشخصية والعنصرية!!”.
لطفي: نتنياهو يكشف فساد النظام
عضو لجنة المتابعة العليا، الباحث والكاتب صالح لطفي قال لـ “المدينة”: “تطرق نتنياهو لملف الشهيد يعقوب أبو القيعان، يأتي في سياق تطرقه للحملات التي تقوم بها الشرطة والنيابة ضده وملاحقته والتحقيق معه في قضايا فساد وزعمه ان النيابة تعمل على تدميره وعائلته، لذلك تطرقه لملف ابو القيعان جاء ابتداء لأسباب شخصية فهو يعمل جاهدا للفكاك من رقبة القضاء وحكم السجن المتوقع له، وفي هذا السياق يستغل كل قضية تتقاطع مع مصلحته في كشف فساد النيابة وتنزيل هذا الفساد الى ملفاته للخروج سالما او بأخف الأضرار من هذه التحقيقات”.
وأضاف: “نتنياهو إذ يكشف فساد النيابة والشرطة هو عمليا يكشف فساد القضاء وحالتي الحكم والحوكمة في اسرائيل وهو على استعداد لهدم المعبد على من فيه إذا ضمن سلامته واستمراره في الحكم سواء كرئيس وزراء او مستقبلا كرئيس دولة”.
وختم صالح لطفي بالقول: “اعتذاره لعائلة القيعان يصب أيضا في مصلحته الذاتية على المستوى الشخصي، وظهوره في البعد الإنساني، وعلى مستوى الحزب ووقف نزيف التراجع في عدد المقاعد عبر استثارته الشارع العام”.
العقبي: الاعتذار فضح هشاشة المؤسسة الإٍسرائيلية
من جانبه قال الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب: “نترحم بداية على شهيد الداخل الفلسطيني المربي يعقوب أبو القيعان، ما سمعناه من نتنياهو، الذي كان أول المحرضين على الشهيد، كنا نعرفه منذ الدقائق الأولى لاغتيال واعدام الشهيد على يد الشرطة الإسرائيلية الظالمة”.
وأضاف العقبي لـ “المدينة”: “قلنا يومها إن الشهيد قتل مرتين، المرة الأولى عند إطلاق النار عليه، والمرة الثانية عندما تركوه ينزف ولم يقدموا له الإسعاف، وبالتالي ما كشفت عنه الصحافة الإسرائيلية حول التواطؤ بين الأجهزة في مسألة الشهيد لا يجدد لنا شيئا، فاستهداف المؤسسة الإسرائيلية للإنسان والأرض والمسكن في النقب وفي الداخل عموما كان قائما منذ النكبة الفلسطينية”.
وتابع: “اعتذار نتنياهو أيضا لا يعني لنا شيئا، فهو اعتذار بائس مرتبط بخلافاته مع الشرطة والنيابة، لكنه أيضا كشف هشاشة المؤسسة الإسرائيلية وأجهزتها واتفاقهم جميعا على تجريم الانسان الفلسطيني، فاعتذار نتنياهو مرود عليه جملة وتفصيلا، ولكننا إزاء الحقيقة التي ظهرت فيما ملف الشهيد أبو القيعان نطالب بمحاسبة القتلة، كما نطالب بتبيان الظلم الذي وقع على أبناء شعبنا من ملاحقات كما حدث مع الشيخ رائد صلاح وكما حدث من قتل للعشرات من أبنائنا”.
الوفاء والإصلاح يطالب بفتح ملفات قتل الشرطة لعشرات الشبان العرب
إلى ذلك، دعا حزب الوفاء والإصلاح في الداخل الفلسطيني، إلى فتح ملفات عشرات الشبان العرب الذين قتلوا على يد عناصر في الشرطة الإسرائيلية، وذلك في أعقاب تبيان كذب رواية الشرطة في ملف الشهيد يعقوب أبو القيعان من أم الحيران الذي قتل غدرا على يد الشرطة عام 2017.
وقال الحزب في بيان له، الأربعاء، تلقت “المدينة” نسخة عنه: “منذ اللحظة الأولى لاستشهاد المربي يعقوب أبو القيعان القيعان ابن قرية أم الحيران، كان الداخل الفلسطيني على يقين تام من صدق رواية أهله ومن زيف الرواية الإسرائيلية، بل خزعبلاتها، والتي عبر عنها المستوى الأمني ممثلاً بالشرطة والنيابة، والمستوى الإعلامي المطبِّل الدائم ضد العرب، والمستوى السياسي ممثلاً بنتنياهو رئيس الحكومة”.
وأضاف: “أما وقد افتضح أمر المؤسسة في ملف الشهيد المربي “أبو القيعان”، فهي الفرصة والمناسبة لفتح ملفات العشرات من أبناء الداخل الذين قُتلوا برصاص الشرطة الإسرائيلية ونُسجت الروايات للتملص من المسؤولية عن دمائهم، لمحاسبة المتورطين إن كان هناك-أصلا- عدالة ونزاهة، وصدقت الحكمة الشعبية القائلة: لا يضيع حقٌ وله مطالِب”.
خمايسي: اعتذار له مآرب سياسية
وقال المحامي عمر خمايسي، مدير مؤسسة “ميزان” لحقوق الإنسان، إن “اعتذار نتنياهو لعائلة الشهيد يعقوب أبو القيعان، له مآرب سياسية لا تخفى على أحد، وذلك بسبب هجومه على المنظومة القضائية ومنظومة النائب العام التي طالما قلنا إنها تستهدف العرب وأنها شريكة في قتل العرب بإعطاء الضوء الأخضر لإغلاق الملفات واستمرار التنكيل بالعرب واستهداف الشبان بالإعدام الميداني”.
وأضاف في حديث لـ “المدينة”: “المقلق فيما ظهر من مراسلات بين الأجهزة جرى اخفاؤها بخصوص قتل الشهيد، أنها تطرح سؤالا حول حجم الرسائل والتصاريح والمداولات التي جرت عند أغلاق ملفات شهداء هبة القدس والأقصى وملفات عشرات الشبان العرب الذين قتلوا على يد الشرطة في قضايا مختلفة، وهذا يؤكد أن هذه منظومة عنصرية بتعاملها معنا كعرب، وستبقى كذلك ولن تتغير”.
وقال: “في ملف الشهيد خير الدين حمدان والذي نتابعه في المحاكم منذ 6 سنوات، نحاول إثبات المثبت في أن الشهيد خير قتل بدم بارد بيد الشرطة، ورغم وجود توثيقات مصورة لعملية الإعدام، لكن ذات الشخص المدعو نيتسان شاي أمر بإغلاق الملف، وهذا يؤكد أننا أمام منظومة تفتقد للحد الأدنى من النزاهة والعدالة”.