الأسر باسل غطاس يعترض على قرار نقله لسجن “رامون”: 30 ساعة من المعاناة استغرقتها عملية النقل
بعثت المحامية عبير بكر، أمس الاثنين، رسالة باسم موكلها النائب السابق في القائمة المشتركة عن التجمع الوطني الديمقراطي، الأسير د. باسل غطاس، إلى مدير سجن “رامون” الصحراوي، وإلى المستشارة القضائية لمصلحة السجون، احتجت فيها على نقله من سجن “الجلبوع” إلى “رامون” في ظروف قاسية ومهينة ولاعتبارات مستهجنة، وطالبت بإعادته إلى “الجلبوع”.
وطالبت بكر في رسالتها بإعادة غطاس إلى السجن الذي تقرر مسبقا أن يقضي فيه مدة الحكم، وذلك في أعقاب نقله إلى سجن “رامون” الصحراوي رغم معارضته الشديدة.
وبحسب المحامية نقل غطاس إلى سجن “رامون” في صحراء النقب بتاريخ 14/11/2017، وقد زعمت ضابطة الأسرى في سجن “الجلبوع”، حينها أن عملية النقل مؤقتة بسبب أعمال الترميمات في السجن، ولكن تبين لاحقا أن أسبابا أخرى تقف وراء عملية النقل.
وقامت عائلة غطاس، أمس الإثنين، بزيارته بمعية المحاميين طارق خطيب وخالد تيتي، وتبين أن عملية النقل لم تكن عفوية، وإنما لأسباب مستهجنة لا تتصل بالترميمات، حيث قيل له إن النقل كان بناء على طلب أحد الأسرى هناك، الأمر الذي عارضه غطاس بشدة، وقدم رسالة بهذا الشأن إلى مدير السجن، أعلن فيها معارضته دخول الأقسام، وشدد على رفضه مقابلة أي أسير، وعلى أن أحدا لن يفرض عليه ذلك خلافا لرغبته.
وتساءلت المحامية في رسالتها عن الأسباب التي دفعت متخذي القرار لتلبية رغبة أسير في سجن “رامون” على حساب رغبة وحرية غطاس الشخصية، الأمر الذي يعني أن الأسباب غير مبررة ومستهجنة بما يكفي لإلغاء القرار بنقله، وإعادته إلى سجن “الجبلوع”.
ونقلت المحامية عن غطاس أن عملية النقل إلى “رامون” جرت في ظروف مهينة ومسيئة وصلت حد العقوبة القاسية، حيث أنه وصل إلى سجن “رامون” بعد 30 ساعة من إخراجه من سجن الجلبوع، قضاها في السفر وهو مكبل اليدين والرجلين، وفي محطات التنقل.
كما اضطر للانتظار لساعات طويلة في الزنازين التي وصفها بـ”الأقفاص”، وبدون أغراضه الشخصية. واضطر إلى جر أغراضه الشخصية مع نقله من مكان إلى مكان، والتي فقد جزءا منها على الطريق، بينما كان مكبلا، الأمر الذي ضاعف المس به، كما ضاعف معاناته الجسدية بشكل لا يحتمل، خاصة مع الآلام المزمنة التي يشكو منها في ظهره، والموثقة بتقارير طبية متوفرة لدى مصلحة السجون.
وبيّنت رسالة المحامية بكر أن غطاس عايش كل المعاناة التي كابدها أسرى كثيرون لدى نقلهم من سجن إلى سجن أو إلى محكمة أو مستشفى، من جهة الظروف القاسية في المحطات على الطريق أو في زنازين الانتظار، أو منع النوم بسبب إيقاظ الأسرى خلال ساعات الليل، أو عدد ساعات السفر أو المكوث في مركبات النقل لساعات طويلة بينما الأسرى مكبلو الأيدي والأرجل، أو في نقص الوجبات الغذائية أو في تعامل السجانين المرافقين لهم ورفضهم الاستجابة لمطالبهم بالحصول على طعام أو شراب أو قضاء حاجاتهم.
واعتبرت بكر احتجاز د. غطاس في سجن “رامون” مسا بحقه في زيارة أبناء عائلته ومحاميه، علما أنهم يسكنون في منطقة الشمال.
كما قالت إن نقله إلى سجن “رامون” لأسباب مستهجنة وغير موضوعية مست بحريته وكرامته وحقه في الحد الأدنى من العيش بكرامة داخل جدران السجن.
وأشارت إلى أن توصيف غطاس للمعاناة التي عاشها ولا يزال لا تبقي مجالا للشك في أنه يجري التعامل معه بقسوة تصل حد التنكيل، وذلك على خلفية مكانته الاجتماعية وطبيعة التهم المنسوبة له.
وطالبت المحامية بكر في ختام رسالتها، إدارة السجون بإصدار أمر بإعادة د. غطاس من سجن “رامون” إلى سجن الجلبوع بدون أي تأخير. كما طالبت بالحصول على إجابة واضحة بشأن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى نقله.