بات أكثر قربا.. كاتبة إسرائيلية: اتفاق الإمارات يعيد دحلان للساحة مجددا
حالة الكراهية التي نشبت بين دحلان وعباس وتحولها إلى شأن عائلي
قالت كاتبة إسرائيلية إن القيادي المفصول من حركة فتح، “محمد دحلان، المسؤول السابق لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، بات أكثر قربا من آذان بعض حكام المنطقة، مما يطرح السؤال حول تركه لحياة الخليج لصالح خوض معركة وراثة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس أبو مازن.
وذكّرت الكاتبة فازيت رابينا في مقالها بصحيفة مكور ريشون، ” بحالة الكراهية التي نشبت بين دحلان وعباس وتحولها إلى شأن عائلي، بعد أن سرب دحلان أواخر عام 2010 معلومات حول فساد طارق وياسر، أبناء عباس.
وأضافت الخبيرة شؤون الشرق الأوسط، أنه رغم أن أبو مازن ربح المعركة، واضطر دحلان لمغادرة رام الله، لكنه كان نصر باهظ الثمن، فقد أعاد اختراع نفسه، أولاً كرجل أعمال دولي ومستشار ورجل سري للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ وثانيا مستشارا أمنيا لمحمد بن زيد الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، محل إقامة دحلان اليوم”.
وأشارت إلى أن “دحلان يعمل في شرق أوسط يعيش حالة صراع، ومنقسم على طوله وعرضه، ويخوض مسيرته بهذه الفسيفساء الإقليمية من الخصومات، ففي السنوات الأولى بعد نفيه من رام الله، كانت مصر موطنه الثاني، وعزز علاقاته مع الجيش والمخابرات، وبعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، ساعدت معلوماته الاستخباراتية في خنق المعارضة الداخلية للإخوان المسلمين، وهكذا تحول ومعاونوه عميلا عابرا للدول”.
وأوضحت أن “دحلان كان مسؤولاً عن مهام حركة فتح حول العالم، وأنشأ شبكة دولية من الاتصالات والمصادر، خاصة في البلقان وليبيا، ويشعر دحلان حين يكون في البلقان بأنه في وطنه، بسبب الروابط التي أقامها هناك، وشكلت له قفزة شق طريقه منها لقمة الشرق الأوسط، ففي صربيا والجبل الأسود تعرف على كبار أعضاء المخابرات والمؤسسة السياسية عن كثب، وفي بلغاريا درس بعمق صناعة الأسلحة المحلية”.
وأضافت أن “أهم خطوة قام بها دحلان كمستشار لابن زايد هي مضاهاة الإمارات مع صربيا، فالإمارات تستثمر فيها في المجالات العسكرية والاقتصادية والصناعية والزراعية، وتمت إعادة تأهيل الصناعة العسكرية الصربية باستثمارات الإمارات، والاستحواذ على شركة الطيران الوطنية (يات) من قبل طيران الاتحاد الإماراتي، وفي صربيا بات اسم دحلان معروفا هناك، كما هو الحال في إسرائيل”.
وأشارت إلى أن “دحلان وعائلته يحملون الجنسية الصربية، ويعيش أحيانًا في حي فيلا (ديدينيا) الدبلوماسي على مشارف بلغراد، في منزل اشتراه من الرئيس الصربي السابق بوريس تاديتش، مع أن أبو مازن يمتلك أيضًا شقة صغيرة وأنيقة في قلب بلغراد، قرب كنز ميخالوفا، شارع التسوق الشهير الذي يجذب السياح الإسرائيليين”.
وأوضحت أن “واحدة من أقل زوايا السلام التي تم الحديث عنها بين إسرائيل والإمارات هي الإمكانات الهائلة لإنشاء مثلث إسرائيلي صربي إماراتي، أولاً في الزراعة، ولكن أيضًا في التعاون الأمني، وصناعة الأدوية الإسرائيلية، وتعد صربيا شريكًا مثاليًا في هذا المثلث”.
وأكدت أن “بصمة دحلان تظهر في ليبيا أيضاً، حيث حبه القديم مع سيف الإسلام القذافي، الذي ما زال يأمل من مخبئه أن يصبح رئيسًا لجميع الليبيين، وفي سلسلة من الأشرطة المسربة على الإنترنت من مكتب السيسي، سُمع رجال دحلان يوزعون تعليمات بشأن إصدار رحلة خاصة بموافقة الرئيس المصري، من القاهرة إلى مكان ما في ليبيا”.
ولفتت إلى أن “علاقة دحلان مع سيف الإسلام لم تولد بالأمس، فقد التقيا عندما كانت ليبيا دولة منظمة، وسيف صبيًا مرفها، تلقى تعليمه في بريطانيا، واعتاد التسكع في يخته الذي يرسو على شواطئ الجبل الأسود، بجانب المشاهير والممثلات الذين تجمعوا على متن السفينة، حيث تجول دحلان أيضا، لكن مشاركته في الحرب الليبية، بجانب العلاقات الجديدة بين إسرائيل والإمارات، جاءت أكثر من اللازم بالنسبة للأتراك”.
وأوضحت أن “المدعي العام التركي تقدم بطلب للإنتربول لإصدار مذكرة توقيف دولية ضد دحلان، باعتباره وكيل الإمارات ومصر وإسرائيل، بتهمة إدارة شبكة تجسس في تركيا، وفي نيسان/ أبريل 2019، اعتقلت تركيا اثنين من الفلسطينيين للاشتباه بالتجسس لصالح شبكة دحلان، وهما ضابطان من فتح فرا إلى الإمارات بعد استيلاء حماس على غزة، وعملا مع دحلان كضباط أمن”.
وأكدت أنه “في رام الله يراقبون خطوات دحلان، متسائلين عما إذا كان لديه نية للعودة للوطن، ويحلم بخلافة الرئيس، ورغم تطلعه لوراثة عباس، لكن يصعب أن نرى لماذا يريد استبدال دبي وأبو ظبي برام الله وغزة، والحياة المريحة هناك، بالتصريحات في غرف مملة في المقاطعة، ورغم أنه قد يكون سياسيًا ناجحًا، لكن مشكوك أن يقبله أي شخص في الضفة الغربية أو قطاع غزة كزعيم، قد يريدون ماله، لكنهم لا يقبلونه قائدا”.
وأوضحت أن “عودة دحلان للقيادة الفلسطينية قد تتم على مراحل، إذا حدثت فعلا، رغم أنه اليوم له يد في كل مكان، ليبيا وغزة ومصر وصربيا وإسرائيل، وتقول الشائعات إنه كان هنا قبل أسبوعين أو ثلاثة، على متن طائرة إماراتية هبطت في اللد، ومعها معدات طبية للفلسطينيين، لكن أبو مازن رفض قبولها، بعد أن اكتشف من وصل على متن الطائرة”.