اللاجئون الفلسطينيون في سوريا.. قصص الإبداع والتميز
في هذه الحلقة الأخيرة عن مبدعي فلسطينيي سوريا نسلط الضوء على أعمال عدد من القامات من اللاجئين الفلسطينيين في مجال الكتابة الصحفية والبحث في سوريا، مع التأكيد أن ثمة قامات عديدة وكثيرة بين فلسطينيي سوريا في المجالات كافة تحتاج الإطلالة على أعمالهم بحوثا مطولة ومتخصصة.
البحث والكتابة الصحفية والاعلام
سطع نجم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا في مجال الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، إضافة إلى باحثين كثر في القضية الفلسطينية بتفاصيلها المختلفة، ونتناول السير الذاتية لرموز منهم.
بلال الحسن
وفي هذا السياق يعتبر بلال الحسن من أهم الكتاب والمحللين الفلسطينيين، وهو من مواليد مدينة حيفا عروس الساحل الفلسطيني عام 1938، هجر مع عائلته إثر نكبة عام 48 إلى جزين فصيدا في جنوب لبنان، وصولاً إلى سوريا، حيث استقرت العائلة حتى عام 1953 في منطقة القيميرية في دمشق، وهي من الأحياء الدمشقية القديمة، لتستقر في حي الميدان، حيث تمتلك العائلة منزلاً حتى اللحظة عام 2020. علماً أن كلاً من أخويه؛ خالد الحسن وهاني الحسن كانا عضوين في اللجنة المركزية لحركة “فتح” منذ السنوات الأولى للانطلاقة.
درس بلال الحسن الابتدائية في فلسطين والإعدادية في مدرسة القسطل في دمشق، في حين حصل على الشهادة الثانوية في الكويت، وحصل على ليسانس في الفلسفة من جامعة دمشق عام 1970. انضم في ريعان شبابه إلى حركة القومين العرب مع رفيقيه غسان كنفاني وفضل النقيب، وعند انطلاقة الجبهة الديمقراطية كان أحد قياديها وعضو لمكتبها السياسي لعدة سنوات وعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مندوباً عنها منذ عام 1979. وسكن لعدة سنوات في بيروت وبالتحديد في منطقة وطى المسيطبة. تخلى عن العمل السياسي منذ سنوات طويلة ليتفرغ الى الكتابة والبحث. وشغل في السبعينيات مديراً لمركز الدراسات الفلسطينية في بيروت.
له مئات المقالات في الصحف والمجلات العربية، ومنها مجلة شؤون فلسطينية التي تصدر عن مركز الأبحاث الفلسطيني وصحيفة السفير البيروتية، ومجلة “اليوم السابع” التي صدرت باللغة العربية في باريس في أواسط الثمانينيات ، فضلاً عن إدارة صفحتي قضايا واتجاهات في صحيفة الشرق الأوسط حتى أواسط التسعينيات، وكان له مقال أسبوعي وبالتحديد كل يوم إثنين في صفحة قضايا الشرق الأوسط، إلا انه توقف عن الكتابة عام 2015 بسبب مرض ألمّ به، كما شغل منصب نائباً لرئيس تحرير صحيفة الحياة لمدة قصيرة جداً. وشارك في العديد من الندوات العربية والدولية حول القضية الفلسطينية، وله إطلالات كثيرة في الفضائيات العربية كمحلل سياسي متخصص بالقضية الفلسطينية.
ومن مؤلفاته المطبوعة: (الفلسطينيون في الكويت وهو بحث إحصائي، بيروت مركز الأبحاث، منظمة التحرير الفلسطينية 1974)، (السلام الأجوف: دار الأهالي دمشق 1994)، (الخداع الإسرائيلي رؤية فلسطينية لمفاوضات كامب ديفيد وتوابعها عام المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2003)، (ثقافة الاستسلام عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت عام 2005)، (قراءات في المشهد الفلسطيني: وحق العودة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2008). يقطن بلال الحسن (أبو فراس) منذ عدة سنوات في فرنسا.
حمد موعد
ويعتبر (حمد موعد) كاتب وباحث فلسطيني، وهو مواليد عام 1947 في قرية صفورية في قضاء مدينة الناصرة عاصمة الجليل الفلسطيني. هجرّ إلى سوريا مروراً بلبنان إثر نكبة 48. وهو من أبناء مخيم اليرموك وأعلامه الاجتماعية. تخرج من جامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1970. قام بتربية العديد من أجيال الشباب في مدارس وثانويات دمشق وأخرها ثانوية اليرموك للبنين، وهو صاحب دار موعد للنشر والترجمة والتوزيع خلف المدينة الرياضية جنوب مخيم اليرموك.
عمل باحثاً غير متفرغ لدى مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية في دمشق منذ 1979 حتى 1989. وألفّ خلالها العديد من الأبحاث في الشؤون الإسرائيلية، كما كتب بشكل شهري مقالات في الشأن الإسرائيلي في دورية الأرض الصادرة عن المؤسسة، فضلاً عن مساهماته الصحفية في عدة صحف، مثل صحيفة الحياة اللندنية والصحف السورية. وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب منذ عدة سنوات. وقد حضر العديد من الندوات حول قضية اللاجئين الفلسطينيين في كندا وأوروبا والأردن.
ومن أهم مؤلفاته: حرب المياه في الشرق الاوسط 1990، إسرائيل والمتغيرات الدولية عن دار كنعان في دمشق 1991، الصهيونية تعلم الحقد عن دار الملتقى في قبرص 1992، أمن الممرات المائية العربية عن اتحاد الكتاب العرب عام 1993، الابارتهايد الصهيوني عن اتحاد الكتاب العرب، مخيم اليرموك وسوسيولوجيا المخيم الفلسطيني عن دار الشجرة في مخيم اليرموك عام 2003.
كما قام الباحث حمد موعد بترجمة العديد من الأبحاث من الإنجليزية إلى العربية، ومنها خيار إسرائيل للسلام مع الضفة والقطاع عن مركز جافي الإسرائيلي الاستراتيجي للدراسات عام 1989، وكذلك العوامل الداخلية في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الشرق أوسطية صادر عن مركز جافي 1990. ويقيم حمد موعد (أبو ياسر) حالياً سنوات في المانيا.
ماجد الكيالي
أما ماجد كيالي، فهو كاتب سياسي فلسطيني، من مواليد حلب (1954) الأصل من مدينة اللد في فلسطين المحتلة. درس التاريخ في كلية الآداب (جامعة دمشق)، حاصل على دبلوم في الدراسات الاجتماعية من أكاديمية العلوم الاجتماعية في صوفيا / بلغاريا (1978). منذ أواخر الثمانينيات كتب الدراسات والأبحاث السياسية في المجلات المتعلقة بالشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، وشؤون الصراع العربي ـ الإسرائيلي، من مثل: شؤون عربية (القاهرة)، الدراسات الفلسطينية (بيروت)، وشؤون فلسطينية (رام الله)، والسياسة الدولية (القاهرة).
منذ أواخر الثمانينيات نشر مقالات وتعليقات، كمادة أسبوعية، في صحف عديدة منها: “الحياة” و”العرب” اللندنيتين، و”النهار” و”المستقبل” اللبنانيتين، كما نشر في صحيفة البيان الإماراتية والوطن السعودية والشرق الأوسط اللندنية، في فترات سابقة.
من مؤلفاته: “فلسطينيو 48 والانتفاضة”، دار نشر “شرق برس”، قبرص 1991، “المشروع الشرق أوسطي.. أبعاده، مرتكزاته، تناقضاته”، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية (أبو ظبي 1998)، “التسوية وقضايا الحل النهائي”، مركز الدراسات الإستراتيجية والبحوث والتوثيق (بيروت 1998)، الشرق الأوسط الكبير دلالاته وإشكالياته، عن مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية (أبو ظبي2007)، 5 ـ قيامة شعب ـ قراءة في دفتر الثورات العربية. دار نشر “جداول” (بيروت 2012)،6 ـ فلسطينو سوريا ـ مركز “مسارات”، (رام الله، 2012)، 7 ـ الثورة المجهضة، دراسات في إشكاليات التجربة الوطنية الفلسطينية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، (عمان / بيروت، 2013)، تحولات إسرائيل في عالم متغيّر، مركز الأبحاث الفلسطيني، رام الله 2013، “فتح” 50 عاما قراءة نقدية في مآلات حركة وطنية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر” عمان ـ بيروت، 2016، “نقاش السلاح” قراءة نقدية في إشكاليات التجربة الوطنية الفلسطينية” المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت وعمان 2020 .
وقد شارك في عديد من المؤلفات الجماعية العربية، ضمنها كتاب: “حال الأمة العربية 2013 ـ 2014 الذي حرره الدكتور علي الدين هلال وأصدره مركز دراسات الوحدة العربية (بيروت 2014). ويقيم ماجد كيالي (ابوسلام ) حالياً في بريطانيا.
علي بدوان
ومن الكتاب الفلسطينيين في سوريا (علي بدوان)، وهو من مواليد مخيم اليرموك دمشق عام 1959 بعد اللجوء القسري لأسرته من مدينة حيفا إلى سوريا إثر نكبة فلسطين عام 1948. درس المراحل التعليمية الأولى في مدراس وكالة الأونروا في مخيم اليرموك، في مدرسة صرفند، وإعدادية المالكية، ومن ثم في ثانوية اليرموك، وتابع دراسته الجامعية فحصل على البكالوريوس في العلوم الأساسية (فيزياء وكيمياء) من كلية العلوم جامعة دمشق، ودبلوم في التربية من كلية التربية في جامعة دمشق بدرجة شرف، وحصل بعدها بعدة سنوات على الشهادة العليا في العلوم السياسية الصين. متفرغ للكتابة والأبحاث، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب في سوريا، إضافة للإتحاد العام للكتاب الفلسطينيين، وله مساهمات صحفية في عدة صحف عربية ودولية، منها صحف الحياة والشرق الأوسط والنهار والسفير والمستقبل. وله إطلالات دائمة عبر العديد من القنوات والمحطات الفضائية العربية.
ومن أهم مؤلفاته: الفلسطينيون في سوريا والعراق، العنب والرصاص (تاريخ ومسار القوى والفصائل الفلسطينية)، هضبة الجولان طريق السلام طريق الحرب، من دفاتر حركة فتح، من دفاتر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دفاتر فلسطينية معاصرة الوطني والقومي واليساري مسار ومصائر، الفلسطينيون في سوريا، الحطام والقيام، حركة فتح من العاصفة إلى كتائب الأقصى، مخيم جنين، القدس والاستعمار الكولونيالي، الانتفاضة طريق الخلاص، حرب الاستقلال الفلسطينية. يقيم علي بدوان (أبو سعيد) حالياً في سوريا.