تاريخ العلاقات بين السعودية وإسرائيل.. صدّ وإقبال
عقب توقيع الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، أعلن جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي وأن البلدين سيكونان قادرين عندها على القيام بأمور عظيمة كثيرة، وذلك بعد تصريحه بأنه يعتقد أن هناك دولًا أخرى مهتمة جدًا بالمضي قدمًا في إقامة علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، وأشارت التكهنات إلى كل من البحرين وعُمان، وكان ترامب يتوقع انضمام السعودية لاتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين “إسرائيل” والإمارات.
حث كوشنر السعودية على تطبيع علاقاتها مع “إسرائيل”، معتبرًا أن هذه الخطوة ستصب في صالح اقتصاد ودفاع المملكة، وستسهم في الحد من قوة إيران في المنطقة، في الوقت الذي أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط تل أبيب بدبي وأبو ظبي عبر الأجواء السعودية.
الحذر في الموقف السعودي
منذ خبر إعلان اتفاق التطبيع، لم تعقب السعودية بشكل رسمي سواء بالرفض أم بالترحيب، إلى أن أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في 19 من أغسطس/آب أن بلاده لن تحذو حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” ما دام الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يُحل، فلم يعقب ابن فرحان بشكل مباشر على اتفاق تطبيع العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب، لكنه أشاد بكل خطوة توقف خطة الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية.
جاءت تصريحات ابن فرحان خلال مؤتمر صحفي عقده في برلين مع نظيره الألماني هايكو ماس كأول تصريح علني للمملكة على الاتفاق، حيث قال إن المملكة ملتزمة بالمبادرة العربية بوصفها السبيل الوحيد للوصول إلى حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، التي تدعو “إسرائيل” إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في العام 1967 مقابل السلام والتطبيع الكامل للعلاقات مع جميع الدول العربية.
وقصد الوزير السعودي مبادرة السلام العربية التي وقعت عليها جميع الدول العربية في 2002، وأوضح أنها تضمنت تصورًا كاملًا لإقامة علاقات بين “إسرائيل” وكل الدول العربية بما فيها السعودية، مشيرًا إلى أن الشروط التي تضمنتها المبادرة لم تتحقق، مشددًا على أن إقامة علاقات مع “إسرائيل” ستكون ممكنة إذا تحققت.
وتلى هذا التصريح، تصريح آخر للأمير تركي الفيصل، أحد الأمراء البارزين في المملكة، حيث كان يشغل منصب سفير سابق في واشنطن ومدير سابق لجهاز المخابرات، ولا يتولى حاليًّا أي منصب حكومي، لكنه لا يزال شخصية مؤثرة باعتباره الرئيس الحاليّ لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
وكتب الفيصل في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، إذا كانت أي دولة عربية يناهزها اللحاق بدولة الإمارات العربية المتحدة، فيجب أن تأخذ الثمن في المقابل، ولا بد أن يكون ثمنًا غاليًا”، وأضاف “وضعت المملكة العربية السعودية ثمن إتمام السلام بين “إسرائيل” والعرب، وهو قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس، بناء على مبادرة المرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز”.
ومن جانبه، قال الكاتب والصحافي سليمان العقيلي إن السعودية تنظر للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بينهما كشأن سيادي إماراتي لا دخل لأحد به، واعتبر أن الاتفاق يمكن أن يسفر عن نتائج جيدة بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، عبر وقف ضم أراضي الضفة الغربية وغور الأردن لـ”إسرائيل”، مستبعدًا أن تحذو الرياض حذو أبوظبي في تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.
ما موقف الملك وولي عهده؟
أكد كوشنر في تصريحات لصحفيين عبر الهاتف أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان أبلغاه بأنهما يريدان رؤية دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب فرص اقتصادية للفلسطينيين.
حيث أكد الملك السعودي في مرات عديدة موقف بلاده الرسمية، بأنها لن تؤيد أي خطة سلام في الشرق الأوسط لا تعالج وضع القدس أو حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، إلا أن المملكة تسير نحو التطبيع بشكل سريع، ويتضح ذلك من مواقف وتصريحات عديدة لابن سلمان، أبرزها حديثه مع مجلة أتلانتك الأمريكية في أبريل/نيسان 2018، حينما صرح قائلًا “يحق للإسرائيليين العيش بسلام على أرضهم”.
كما يتبين ذلك في “رؤية 2030” التي أطلقها ابن سلمان، نحو محاولات جذب الاستثمار الأجنبي، وأبرزها “إسرائيل” لتمويل خطة التحول الاقتصادي في المملكة، إلى جانب العداء السعودي الإسرائيلي المشترك تجاه إيران، لكن يبدو أن ابن سلمان ما زال حذرًا في اتخاذ خطوة مماثلة للإمارات نحول التطبيع.
هل يخشى ابن سلمان أن يحذو حذو الإمارات؟
رغم محاولات ابن سلمان الحثيثة نحو التطبيع الرسمي مع الكيان الإسرائيلي، خصوصًا بعد سباق ابن زايد له في هذه الخطوة، فإن الأمر لا يبدو سهلًا من الناحية العملية، ويعود ذلك لأسباب عديدة، تحدث عنها الملياردير اليهودي الأمريكي حاييم سابان، الذي نقل عن ابن سلمان تخوفاته من الإقدام على هذه الخطوة.
حيث قال سابان إنه يخشى مهاجمة القطريين والإيرانيين له حال أقام علاقات علنية مع “إسرائيل”، وكشف سابان – الذي توسط من أجل إبرام اتفاق السلام بين الإمارات و”إسرائيل” – في حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت أنه التقى على مأدبة عشاء محمد بن سلمان وسأله: لماذا يبقي العلاقات مع “إسرائيل” تحت الرادار؟ لماذا لا يخرج ويقود الأمور؟ فأجابه أنه يستطيع أن ينفذ ذلك في لحظة، لكنه يخشى من مهاجمة القطريين والإيرانيين له، كما يخشى من حدوث فوضى داخل بلاده أيضًا.
واعتبر سابان أن الإماراتيين كانوا شجعانًا في إعلان الاتفاق مع “إسرائيل”، وتمنى أن يقود ذلك إلى إقناع دول أخرى بالمضي في هذا الطريق، بما فيها السعودية.
لكن الأمور تختلف في طبيعتها بين الإمارات والسعودية، فالشعب الإماراتي يتكون من عدد قليل من الإماراتيين، وعدد من الجاليات التي لا تستطيع الاعتراض على أي قرار أو خطوة تنتهجها الدولة، نتيجة للخوف من الإجراءات التي تضر بمصالحهم بشكل أو بآخر، فهم لا حول لهم ولا قوة في ذلك.
أما الشعب السعودي الذي يشكل أعلى نسبة سكان في السعودية والخليج العربي، فإن أعدادًا كبيرةً منهم ما زالوا يعتبرون أن بلادهم هي التي تحمل شعار الإسلام والدفاع عن مقدساته، خصوصًا أن ملوك السعودية على مر تاريخها، اعتبروا أن بلادهم في حالة حرب وعداء مع “إسرائيل”، على الرغم من حالة التقارب بينهما، وتأييد بعض السعوديين لمبدأ التطبيع.
تاريخ العلاقات بين السعودية و”إسرائيل”
رغم التناغم السعودي الإسرائيلي الذي بدا واضحًا في عهد ابن سلمان، لا توجد علاقات رسمية بينهما ولا تحظى دولة “إسرائيل” منذ إعلانها عام 1948 باعتراف المملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك الوقت تعتبر المملكة العربية السعودية “إسرائيل” دولة عدوة لها.
فقد شاركت السعودية مع القوى العربية في حرب 1948، ومع مصر في حرب العدوان الثلاثي عام 1956، حيث شارك السعوديون في هذه الحرب بشكل طوعي، بمشاركة سلمان بن عبد العزيز، ملك السعودية الحاليّ وأخوته الملك فهد والأمير تركي والأمير محمد، كما شاركت المملكة في حرب 1967م وفي حرب الاستنزاف عندما شارك الجيش السعودي في الجبهة الأردنية بمعركة الكرامة وغور صافي وقدمت خلالها العديد من الشهداء.
في 17 من أكتوبر 1973 وعقب اندلاع الحرب بأيام قرّر الملك فيصل استخدام سلاح البترول في المعركة، ودعا إلى اجتماع عاجل لوزراء البترول العرب في الكويت، وخلال الاجتماع تقرر تخفيض الإنتاج الكلي العربي بنسبة 5%، وتخفيض 5% من الإنتاج كل شهر حتى تنسحب “إسرائيل” إلى خطوط ما قبل يونيو 1967، كما قررت بعض الدول العربية حظر تصدير البترول كلية إلى الدول التي يثبت تأييدها لـ”إسرائيل”، فضلًا عن إرساله الدعم المادي والبشري للقوات العربية.
واهتم الملك فيصل بالقضية الفلسطينية، وشارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالميًا، وكانت سياسته هي عدم الاعتراف بـ”إسرائيل”، وتوحيد الجهود العربية وترك الخلافات بدلًا من فتح جبهات جانبية تستنفد الجهود والأموال والدماء، وإنشاء هيئة تمثل الفلسطينيين وإشراك المسلمين في الدفاع عن القضية.
بعد انتهاء حرب أكتوبر، قال الملك فيصل خلال مقابلة له مع محطة “بي بي سي” البريطانية حين وجه المذيع سؤاله: أود أن أسأل جلالة الملك: ما الحدث الذي ترغب في أن تراه يحدث الآن في الشرق الأوسط؟ فأجابه بثبات: “أول كل شيء زوال “إسرائيل””.
وبعد أن أعلنت مصر أول اتفاقية تطبيع عربية مع “إسرائيل” عام 1978، كانت السعودية من أشد المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد وعند توقيع الاتفاقية قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع مصر ووصفت مصر بأنها خانت الدول العربية، إلى أن عادت العلاقات عام 1987.
لكن.. هناك تعامل تاريخي مع “إسرائيل” أيضًا
على الرغم من هذه المواقف الثابتة التي تبنتها السعودية علنًا ضد “إسرائيل”، فإن هناك تقاربًا وتعاونًا قديمًا بينهما، لذلك اتسمت علاقتهما بالمد والجزر بالنظر إلى ملفات مختلفة، بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، بعدما تولى عبد الناصر الحكم في مصر، وبدأت حالة العداوة بين مصر والسعودية، كما بين مصر و”إسرائيل”.
وفي عام 1962، قام عدد من ضباط الجيش اليمني بثورة ضد الحكم الملكي السعودي، وعمل عبد الناصر على دعم هذه الثورة وأرسل 70 ألف جندي مصري للقتال بجانب جيشها، وعلى الجانب المقابل، دعم السعوديون قوات القبائل الموالية للملك بالاستعانة بخدمات سلاح الجيش الإسرائيلي المتطور حينها، حيث قام سرب الطيران الدولي الإسرائيلي رقم 120 بقيادة الطيار أرييه عوز بأكثر من 14 رحلة مرورًا بالأراضي السعودية وبالتنسيق مع السلطات السعودية التي تولى مهمتها رئيس الاستخبارات آنذاك وصهر الملك فيصل، كمال أدهم.
عاد التنسيق بين البلدين مرة أخرى عام 1979 بعد انتصار الثورة الإيرانية بقيادة الخميني، وظهور مصطلح “تصدير الثورة”، الذي كان يهدف من خلاله إلى تهديد أمن الساحل الخليجي العربي، وفي أثناء حرب الخليج الثانية عمل السعوديون على إقناع “إسرائيل” والاجتماع مع مسؤوليها في نيويورك للالتزام بعدم الرد على ضربات صدام حسين إلى حين تحرير الكويت.
ومع الوقت، تنامت العلاقات التجارية “الخفيّة” بين رجال الأعمال السعوديين والمقربين من الأسرة الحاكمة و”إسرائيل”، كما غضّت السعودية الطرف حينها عن بعض المنتجات الإسرائيلية التي دخلت إليها بسبب حاجتها الاقتصادية لها.
وبعد عملية تفجير برجيّ مانهاتن في 11 من سبتمبر/أيلول عام 2001 توجه السعوديون إلى التنسيق مع “إسرائيل” مرة أخرى، حيث تولى السفير السعودي في أمريكا آنذاك، الأمير بندر بن سلطان، مهمة التنسيق وربط الأجهزة الأمنية السعودية بالإسرائيلية والأمريكية لمواجهة تنظيم “القاعدة” والجماعات المدعومة من إيران في المنطقة الشرقية للبلاد الغنية بالنفط.
وفي عام 2002، قدمت السعودية المبادرة الثانية للسلام مع “إسرائيل”، الأولى هي مبادرة الملك فهد وقدمت في مؤتمر قمة فاس عام 1982، والثانية هي مبادرة الملك عبد الله آل سعود في قمة بيروت عام 2002، ولم تستجب “إسرائيل” للمبادرتين، وفي عام 2007 أعادت السعودية فتح مبادرة السلام العربية لكن بنيامين نتنياهو عندما كان زعيمًا للمعارضة وعددًا من أعضاء الليكود رفضوا المبادرة مباشرة.
كانت هناك تقارير تحدثت عن تجلي العلامات الأولى للتقارب السعودي الإسرائيلي عام 2006، خلال الصراع الذي استمر 34 يومًا بين “إسرائيل” وحزب الله – وهي حرب يمكن اعتبارها نقطة تحول في الديناميات الإقليمية -، حيث سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إيهود أولمرت، إلى الأردن للقاء الأمير بندر بن سلطان، لمناقشة مبادرة السلام العربية السعودية.
وفي عام 2008، تطور التعاون الدبلوماسي والاستخباراتي بين “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية في ظل رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة، فقد تبادلت كلتاهما العداء المتبادل لإدارة أوباما وكلتاهما تعارض بشدة الاتفاق النووي الإيراني الذي يعتبر أنه غير كافٍ لاحتواء إيران.
في عهد ابن سلمان.. من السر إلى العلن
تحولت العلاقات بين البلدين تحولًا جوهريًا في عهد ابن سلمان الذي لا يترك فرصة إلا وينتهزها لترسيم العلاقات بين بلاده و”إسرائيل” بشكل علني، عبر الكثير من الاتفاقيات التي يعقدها، ففي عام 2017 قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تجري اتصالات سرية مع السلطة الفلسطينية والسعودية والأردن لتنسيق أول رحلة طيران لحجاج فلسطينيين من مطار “بن غوريون” إلى السعودية.
وبالفعل انطلقت، أول رحلة جوية مباشرة بين العاصمة السعودية الرياض وتل أبيب، وذلك عندما غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المملكة على متن الطائرة الرئاسية متوجهًا إلى محطته الثانية “إسرائيل” في أولى جولاته الدولية رئيسًا للولايات المتحدة.
وفي العام ذاته، عرض وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على جيسون غرينبلات ممثل الرئيس الأمريكي، خطة “سكة قطار السلام الإقليمي”، التي تتحدث عن ربط “إسرائيل” بالأردن ومنها بالسعودية ودول الخليج عبر شبكة سكك حديد تسمح للدول العربية بمنفذ إلى البحر المتوسط.
وفي منتصف 2017، قالت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية إن السعودية و”إسرائيل” تجريان محادثات لإقامة علاقات اقتصادية، وهو ما وصفته بالخطوة المثيرة التي تضع “إسرائيل” على طريق العلاقات الطبيعية مع معقل الإسلام السني وحارس المدن الإسلامية المقدسة.
وفي عام 2019، وافق ولي العهد على خطة تسمح للعرب الإسرائيليين بالعمل والعيش في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ذلك، توزع السلطة الآن تصاريح دخول خاصة لموظفي الشركات الإسرائيلية، ما يسمح لهم بدخول المملكة دون إبراز جواز سفر.
وقد قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهن في حواره مع صحيفة “إيلاف” الإلكترونية السعودية في يونيو/حزيران 2020: “هناك ثمة كلام متبادل بين “إسرائيل” والسعودية، فهناك الكنوز الطبيعية الكثيرة و”إسرائيل” رائدة في العالم في المجال التقني، وهذا يمكننا من أن نكون شركاء أقوياء في المنطقة”.
تكريس ابن سلمان لمبدأ التطبيع جماهيريًا
لم يكتف ابن سلمان بعقد الاجتماعات والاتفاقيات مع دولة الكيان، بل يعمل جاهدًا على تهيئة المناخ في الوسط الشعبي السعودي ليتقبل مبدأ التطبيع، من خلال حملات منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك من خلال المسلسلات التليفزيونية لتركيس هذه الفكرة.
ففي رمضان الماضي، ناقش مسلسل “مخرج 7” السعودي قضية التطبيع مع “إسرائيل”، بل وجاء فيه تحريض علني ضد الفلسطينيين، ففي أحد مشاهد المسلسل الرمضاني “مخرج 7” المذاع على مجموعة MBC السعودية، تساءل رجل سعودي: “تقول له إن الإسرائيليين على حق وأنك تبغي تسوي بيزنس معاهم؟”، وذلك ردًا على اقتراح بأنَّ “إسرائيل” ربما ليست العدو الذي اعتقدته السعودية سابقًا بعد سنوات من العداء الصريح، ويرد والد زوجته: “العدو هو اللي ما يقدر وقفتك معه ويسبك ليل نهار أكثر من الإسرائيليين”، في إشارة إلى الفلسطينيين.
وفي الوقت ذاته، تم إذاعة مسلسل آخر على شبكة قنوات MBC أيضًا اسمه “أم هارون” يتحدث عن قَابلة يهودية في دولة الكويت، أثار جدلًا في منطقة تدافع منذ وقت طويل عن القضية الفلسطينية وتندد بـ”إسرائيل”، وأثار تكهنات بأن السعودية تحاول الترويج لعلاقات أقرب مع الدولة القومية لليهود.
وبين الفينة والأخرى، يقوم أحد المغردين أو الشخصيات المؤثرة السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي، بتدشين حملة تعبر عن موافقة السعوديين للتطبيع مع الكيان ورفض الدعم لفلسطين، من أجل جس نبض الشارع السعودي بشأن هذه المسألة، وفي عام 2019، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، وصول وفد إعلامي عربي إلى تل أبيب يضم صحفيين من عدة دول عربية بينها السعودية.
(نون بوست)