أغلقت مكاتبها وطردت موظفيها.. فشل مشروع شركة التجسس الإسرائيلية إن إس أو بقبرص
أغلقت شركة التجسس الإسرائيلية إن إس أو (NSO) مؤخرًا مكتب قبرص لشركة استغلال شبكات الهاتف المعروفة باسم سيركلز (Circles)، وطردت عددا من الموظفين، وفقًا لموظفين سابقين في الشركة.
وتعد قبرص مرتعًا لشركات المراقبة التي تنشئ أحيانًا متاجر في البلاد لتبيع تقنيتها للشركات والدول. وقال أحد موظفي إن إس أو السابقين لموقع مذربورد (Motherboard) “لقد طردوا جميع الموظفين في مكاتب قبرص”.
وتركز شركة سيركلز القبرصية على تحديد الموقع الجغرافي للأجهزة واعتراض الاتصالات عبر الوصول إلى “إس إس 7” (SS7)، وهي شبكة وبروتوكول متصلين تستخدمه الهواتف بشكل خاص أثناء التجوال. وأنشأت سيركلز شركة الهاتف الخاصة بها للحصول على هذا الوصول لأغراض المراقبة.
واشترت شركات المراقبة الأخرى هذه الخدمة من سيركلز مقابل 22 دولارًا في الساعة. وتكمن المشكلة الأساسية في تقنية “إس إس 7” في أن الشبكة لا تتأكد من مرسل الطلب، لذلك إذا حصل شخص ما على حق الوصول، فستعامل الشبكة طلباته لإعادة توجيه الاتصالات على أنها شرعية، مما يسمح للجواسيس بالاستماع إلى الرسائل النصية أو المكالمات أو تحديد موقع الجهاز أيضًا.
وصرح متحدث باسم إن إس أو لموقع مذربورد في بيان مرسل عبر البريد الإلكتروني بأنه “من أجل ضمان أننا نعمل بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، أعدنا مؤخرا هيكلة تطوير أحد منتجات البحث والإنقاذ التكتيكية، وحوّلنا الموارد إلى مواقع المجموعة الحالية الأخرى. وستعزز هذه التغييرات مهمتنا لمنع الإرهاب والجرائم الخطيرة”.
واستحوذت “إن إس أو” على سيركلز في عام 2014 عن طريق شركة الأسهم الخاصة الأميركية فرانسيسكو بارتنر (Francisco Partners) مقابل 130 مليون دولار.
وبينما تركز سيركلز على استغلال الشبكة، تطور إن إس أو برامج ضارة لاستهداف الهواتف المحمولة نفسها.
منتجها الرئيسي، الملقب ببيغاسوس، قادر على إصابة هواتف أندرويد وآيفون، ويمكنه نقل الصور والرسائل من برامج المراسلة المشفرة وتشغيل ميكروفون الجهاز وغير ذلك الكثير.
ويمكن أن تشكل مجموعتي الأدوات معًا قدرة مراقبة قوية، كما يمكن استخدام قدرات سيركلز لتقديم برامج ضارة للأجهزة المستهدفة.
ولكن قبل أشهر من إغلاق مكتب قبرص، وصف أحد الموظفين السابقين كيف أن منتج سيركلز لا يتوافق بالضرورة بشكل جيد مع منتجات إن إس أو.
وقال الموظف السابق في إن إس أو عن سيركلز “كانت الفكرة أن المبلغ المستثمر سيكون كافيا لربط النظامين معا. وأنهم بذلك سيزيدون من قوة منتجهم (بيغاسوس)، لكن في الواقع كانت هناك نجاحات قليلة في مشروع التكامل. لقد بالغوا في تقدير مشروعهم”.
شركات المراقبة
لكن أحد المصادر أضاف أن نظام تحديد الموقع الجغرافي إس إس 7 نفسه يعمل “بشكل جيد للغاية” في المكسيك، وهي واحدة من أكبر عملاء إن إس أو، حيث كشف الصحفيون والباحثون عن استخدام واسع النطاق لمنتجات الشركة الإسرائيلية في البلاد.
وقد تم استخدام البرمجيات الخبيثة لاستهداف المحامين والصحفيين والسياسيين في المكسيك.
وذكر موقع مذربورد في وقت سابق كيف قامت إن إس أو بتقديم منتج يحمل الاسم الرمزي لاند مارك (Landmark) إلى قسم شرطة لوس أنجلوس. وقال موظف سابق في الشركة إن لاند مارك هي منتج لتحديد الموقع الجغرافي القائم على تقنية إس إس 7.
واجتذبت قبرص العديد من شركات المراقبة في السنوات الأخيرة. ويقول جون سكوت رايلتون، وهو باحث من مختبر سيتزن لاب (Citizen Lab) بجامعة تورنتو “بينما تعمل قبرص على زعزعة سمعتها كملاذ للأموال الإجرامية الروسية، لا أستطيع أن أتخيل أن الدولة مسرورة لرؤية أن عددا متزايدًا من بائعي المراقبة المشتبه فيهم ينشئون متجرًا هناك”.
وألقت السلطات القبرصية العام الماضي القبض على موظفين في شركة المراقبة ويسبير (WiSpear) بعد أن عرضت الشركة ما تسمى بشاحنة التجسس الخاصة بها لشركة فوربس (Forbes). والرئيس التنفيذي لشركة ويسبير هو أحد ملاك شركة سيركلز الأوائل.
وكتبت إكسيس نو (Access Now)، وهي مجموعة من الناشطين، إلى السلطات في بلغاريا وقبرص تطلب منها المزيد من التدقيق في صادرات إن إس أو بسبب انتهاك التكنولوجيا المستخدمة فيها خصوصية الأفراد.
المصدر: مواقع إلكترونية