في جلسة استماع تاريخية.. رؤساء شركات التكنولوجيا: نحن سبب قوة أميركا اليوم
شهد مجلس النواب الأميركي جلسة استماع تاريخية حيث أطلق الأعضاء الديمقراطيون والجمهوريون اتهامات مختلفة ضد ممارسات شركات التكنولوجيا الأربع الكبرى والأهم في الولايات المتحدة والعالم، غوغل (Google) وأمازون ( Amazon) وفيسبوك (Facebook) وآبل (Apple)، أو كما يعرفون اختصارا (غافا).
وتأتي جلسة الاستماع بعد تحقيقات أجرتها وزارة العدل واستمرت لأكثر من عام كامل حول سياسات هذه الشركات الاحتكارية بالأساس بطلب من لجنة مكافحة الاحتكار التابعة للجنة القضائية في مجلس النواب. وفحصت التحقيقات 1.3 مليون وثيقة واستغرقت مئات الساعات من جلسات الاستماع والإحاطات السرية والمغلقة.
وكانت لجنة مكافحة الاحتكار في الكونغرس قد طلبت مثول رؤساء الشركات التكنولوجية الأربع الكبرى للبحث في استفادتهم الكبيرة من جائحة انتشار وباء كورونا المستجد، وهو ما وصفه بعض الأعضاء بالخطر لأنه أصبح لدى تلك الشركات “الكثير من النفوذ”.
وفي هذا المشهد غير المسبوق أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب، شارك تيم كوك من شركة آبل، وجيف بيزوس من أمازون، ومارك زوكربيرغ من فيسبوك، وسوندار بيشاي من شركة غوغل، في الجلسة التي شاهدها الملايين حول العالم.
نحن قوة لأميركا
تسيطر الشركات الأربع على طريقة تواصل أغلب سكان كوكب الأرض وتتحكم في طريقة تعلمهم وعملهم وتسوقهم، ولشركة أمازون 150 مليون مشترك في خدماتها، وتوظف مليون شخص حول العالم، في حين بلغت قيمة شركة آبل السوقية أكثر من 1.6 تريليون دولار وباعت ملياري آيفون حول العالم.
ويشترك 3 مليارات شخص حول العالم في تطبيق فيسبوك، الذي تسيطر من خلاله الشركة على ربع سوق الإعلانات الإلكترونية في العالم، أما شركة غوغل فتستخدم في 90% من عمليات البحث على الإنترنت.
وقد ازداد اعتماد الأميركيين على هذه الشركات بعد تفشي فيروس كورونا والاضطرار للبقاء في البيوت وإغلاق الشركات والمصانع والمدارس والجامعات.
ولعب رؤساء الشركات على وتر القومية والوطنية الأميركية من خلال تأكيدهم على أن شركاتهم تعد شركات أميركية وقصة نجاح لنموذج التجربة الديمقراطية الأميركية والذي يشجع على النجاح والابتكار والتوسع والنمو.
وأكد مارك زوكربيرغ رئيس شركة فيسبوك على ضرورة “عدم ترك الصين تتفوق على الشركات الأميركية”، وقال زوكربيرغ “نحن نؤمن بقيم معينة، هي الديمقراطية والمنافسة والشمول وحرية التعبير التي يقوم عليها الاقتصاد الأميركي، ولا توجد ضمانات بأن قيمنا ستنتصر. فالصين، على سبيل المثال، تبني نسختها الخاصة من الإنترنت على أفكار مختلفة للغاية، وتصدر هذه الرؤية إلى بلدان أخرى”.
من جانبه أشار رئيس شركة غوغل ساندر بيشاي إلى استثمارات شركته في مجالات تعزز من قوة أميركا خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي أو السيارات من دون سائق.
وركز رؤساء الشركات الأربع كذلك على خلق مئات الآلاف من الوظائف داخل الولايات المتحدة وملايين الوظائف خارجها.
هجوم ديمقراطي وجمهوري
وتُتهم الشركات الأربع باتباع سياسات احتكارية تسمح لها بالقضاء على أي منافسة سواء من خلال ممارسات قانونية أو أساليب غير قانونية تهدف للتوسع واكتساب المزيد من القوة.
وضغط الديمقراطيون على رؤساء الشركات بشأن قضايا المنافسة واحتكارهم السوق وإخراجهم للشركات الصغيرة أو المتوسطة من السوق، في حين كان الجمهوريون أكثر قلقاً بشأن تهميش شركات التكنولوجيا لوجهات النظر الجمهورية المحافظة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن جلسة الكونغرس كانت مخصصة لبحث قضايا التربح من فيروس كورونا والاحتكار الذي تمارسه كبريات شركات التكنولوجيا، ركز الجمهوريين على اتهام شركات التكنولوجيا بأنها منحازة ضد المحافظين.
وقال النائب الجمهوري جيم جوردان، مقرب من الرئيس ترامب، في كلمته الافتتاحية “إن الشركات الكبرى تحاول التضييق على الأصوات المحافظة وأن تخرجها من ساحة التنافس”. وقرأ جوردان عناوين عدة موضوعات صحفية تزعم أن الأصوات ذات الميول المحافظة قد تم قمعها أو فرض رقابة عليها على فيسبوك وغوغل.
وقال جوردان “كلنا نعتقد أن السوق الحرة تعد شيئا جيدا، ونعتقد أن المنافسة رائعة. نحن نحب حقيقة أن هذه هي الشركات الأميركية. لكن ما هو غير رائع هو فرض رقابة على المحافظين ومحاولة التأثير على الانتخابات”.
من ناحية أخرى، أكد رئيس شركة فيسبوك، زوكربيرغ، أن شركته تمكنت من كشف محاولات أجنبية للتدخل في الانتخابات الأميركية قبل أن تكشفها أجهزة الحكومة الأميركية ذاتها.
في حين أكد رئيس شركة غوغل أن “شركته لم ولن تحاول التأثير في الانتخابات الأميركية”.
ودافعت الشركات عن نفسها بالتأكيد على تبنيها مفاهيم الابتكار والتجديد والنجاح المستمر الذي اعتبرته نجاحا للنموذج الأميركي في الحرية والابداع.
تدخل ترامب
وعلى الرغم على اقتصار الجلسة على أعضاء الكونغرس ورؤساء الشركات، تدخل الرئيس ترامب من خلال منصته المفضلة تويتر في النقاش.
وانتقد ترامب شركة أمازون وهدد باتخاذ إجراءات ضدها، وكتب يقول “إذا لم يحقق الكونغرس الإنصاف مع شركات التكنولوجيا الكبيرة، وهو ما كان ينبغي أن يتم منذ سنوات، سأفعل ذلك بأوامر تنفيذية”.
وتجمع ترامب علاقة جفاء بين ترامب وجيف بيزوس مالك شركة أمازون الذي يمتلك كذلك صحيفة واشنطن بوست التي يرى ترامب أنها تستهدفه بانتقادات لا تتوقف.