أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأدب ولغة

قراءة في سياسة فرنسا الإسلامية في المغرب العربي (1 من 2)

الكتاب: السياسة الإسلامية لفرنسا في المغرب العربي خلال الحرب العالمية الأولى
المؤلف: التليلي العجيلي
الناشر: كلية الآداب والفنون والإنسانيات منوبة ومجمع الأطرش لنشر وتوزيع الكتاب المختص، تونس.
الطبعة الأولى: تونس 2018.
عدد الصفحات: 1069 صفحة.

كيف لفرنسا أن تكون ذات سياسية دينية وهي الدولة العلمانية التي تعتبر المعتقد أمرا خاصا وشأنا فرديا من ناحية؟ وكيف لها أن تكون إسلامية ومواطنوها مسيحيون المستعمرة أساسا من ناحية ثانية؟
يعمل هذا الأثر الذي جمع مادته المؤرخ التليلي العجيلي بصبر وأناة على الإجابة عن هذه الأسئلة. فيحوز أهمية مضاعفة:
ـ فهو يسجّل وقائع الأحداث الماضية أولا، فيساعدنا على دراسة فترة نختلف في تقييمها، موثّقا الأحداث الكثيرة رابطا إياها بسياقاتها بالاستناد إلى الأدلة العلمية والبراهين.
ـ وهو يفتح لنا آفاقا لفهم الراهن ثانيا. فبوصلة المؤرخ تظل متجهة دائما إلى الحاضر والمستقبل، فتبحث لهما ـ على عبارة ريكور ـ عن الحلول المدفونة في التراث، في تجارب الأمم السابقة وعلومها وعمرانها، وفي نجاحاتها وفي أخطائها خاصة.
ومن هنا يعرض الكتاب التنازع بين الدولة العثمانية وفرنسا حول توظيف الإسلام في المغرب العربي خلال الحرب العالمية الأولى. فيوجه لنا دعوة ضمنية حتى ننظر في المرآة الخلفية ونحن نعبر الزمن. ويسرب وجهة نظر مدارها على أن الأخطاء تتكرر بالطريقة نفسها. فالعناصر المتصارعة بالأمس لا تزال تتصادم إلى اليوم وإن تغيرت المظاهر أو الأدوات. وقانون الفيزياء يعلمنا بأن الأسباب نفسها والظروف نفسها لا تفضي إلا إلى نتائج متطابقة.

بين يدي الكتاب:
أورد هذا الكتاب الضخم مادته في بابين. فجمع الوثائق الكثيرة وسعى إلى ترتيبها ترتيبا جديدا يعيد تشكيل المشهدين السياسي والعسكري قبيل الحرب العالمية الأولى وأثناءها ويتدبرهما من جديد. فجعل الباب الأول بعنوان الدوافع الإسلامية لفرنسا وفصّله إلى دوافعها البعيدة والمباشرة، وجعل مداره عامة على الظروف الخاصّة التي كانت تعيشها الدولة العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، والتي دفعتها إلى البحث عن توحيد المسلمين والدفع بورقة الدين رأسَ حربة في مواجهة أطماع الدول الأوروبية الباحثة باستمرار عن مجالات حيوية لاقتصاد إمبريالي متعطش إلى المواد الأولية والأسواق الجديدة، فاتخذناه مادة لورقتنا الأولى.
وجعل الباب الثاني تفصيلا لمحاور السياسة الإسلامية لفرنسا داخل بلدان المغرب العربي وسياستها تجاه مجندي المغرب العربي على جبهات القتال، فكانت مدار ورقتنا الثانية. وأنهاه بقسم خصصه للملاحق وعرض فيه صورا لعديد الوثائق النادرة كمراسلات السلطات الفرنسية أو القرارات الوزارية أو الوثائق الإدارية أو المجلات والكتب النادرة. فكانت سندنا في الورقتين معا.

سياق ظهور السياسات الإسلامية:
حتى يحدّ الكاتب مما في عنوان الكتاب من الألغاز، يأخذنا إلى سياق ظهور السياسات الإسلامية عامة وإلى سياق انخراط فرنسا فيها لتقدم نفسها دولة دينية راعية للإسلام والمسلمين ولتعمل على توظيف مشاعرهم الدينية لصالحها. فيذكرنا باستحواذها على مستعمرات إسلامية. وطبيعي إذن أن تجد في ظهور إسلام يروّج لسياستها عنصرا يرسّخ نفوذها، خاصّة أن بريطانيا حليفتها في الحرب العالمية الأولى قد نجحت في خلق إسلام سياسي موال لها، وفي تحريك مشاعر مستعمراتها الدينية لخدمة مصالحها.
من البديهي أن الدولة العثمانية باعتبارها مركز الخلافة، تستمد شرعيتها من رعاية الدين الإسلامي ومن رعاية أهله. ولكن سريعا ما اتجهت هذه الإمبراطورية نحو الركود الثقافي والفكري خاصة فأهملت دورها الدينيّ وشجعت على ظهور الطرق الصوفية.

وينبهنا إلى أنّ الجبهة الثانية لم تخل من تأجيج لهذه المشاعر. فألمانيا أضحت نصيرا للدولة العثمانية وإمبراطورها، الذي كان يشار إليه بالحاج… غدا لدى الرأي العام الإسلامي رافعا لراية الإسلام مدافعا عنه. وكثيرا ما أجزم البعض باعتناقه للدين الإسلامي. هكذا تم الدفع بالمسألة الإسلامية إلى قلب المعركة الدولية وتوظيفها توظيفا سياسيا. ولم تكن فرنسا قادرة على بالبقاء بمنأى عن هذه النزعة. فقد كانت لها، وفق الباحث، أسبابها البعيدة والقريبة التي تزجّ بها في لجّ المعمعة. وجميعها على صلة بساسة الدولة العثمانية.
فمن البديهي أن الدولة العثمانية باعتبارها مركز الخلافة، تستمد شرعيتها من رعاية الدين الإسلامي ومن رعاية أهله. ولكن سريعا ما اتجهت هذه الإمبراطورية نحو الركود الثقافي والفكري خاصة فأهملت دورها الدينيّ وشجعت على ظهور الطرق الصوفية. ثم تسارعت خطاها نحو الانحطاط. فتقهقرت عسكريا. وأضحى وجودها ذاته مهددا بالاندثار، بعد أن كان الاستعمار يكتفي بما يقضم من أقاليمها البعيدة.
ضمن هذا الأفق غدت وحدة المسلمين من جديد ضرورة ملحة. فاعتمد السلطان عبد الحميد، الذي حكم من 1876 إلى 1909 خطة سياسية لمواجهة الخطر المحدق بعرشه من قبل الخصوم، خاصة فرنسا وروسيا وانكلترا. وبحث في الدين عن عوامل قوة لرجل منهك مريض تنتزع منه ولاياته تباعا من جهة الغرب ويتوسع الروس على حسابه من جهة الشرق.
في هذا السياق ظهرت الجامعة الإسلامية فكانت في نظر السلطان استجابة عملية لــضرورة العمل على حشد كل مسلمي العالم في الصين والهند وإيران وأفريقيا لذلك يؤكد “يجب تقوية روابطنا ببقية المسلمين في كل مكان. يجب أن نقترب من بعضنا البعض أكثر وأكثر، فلا أمل في المستقبل إلا بهذه الوحدة. ووقتها لم يحن بعد لكنه سيأتي. سيأتي اليوم الذي يتحد فيه كل المؤمنين وينهضون فيه نهضة واحدة ويقومون قومة رجل واحد وفيه يحطمون رقبة الكفار بغاية – التصدي للدول الاستعمارية الأوروبية وروسيا”.
وكثيرا ما تقدم الجامعة الإسلامية في بعض الدراسات على “أنها صحوة إسلامية” عمل من خلالها السلطان عبد الحميد على “مواجهة أعداء الإسلام أصحاب الثقافة الغربية” ممن “تغلغلوا في مفاصل الدولة العثمانية” وسعى إلى أن “تستعيد الدولة العثمانية دورها باعتباره دولة خلافة راعية للدين”. ولكن الكتاب يرجعها إلى أسباب موضوعية سياسية أساسا: منها، التصدي إلى إعلان بعض الأصوات العربية لأحقيتهم بالخلافة من العثمانيين والأتراك عامة وإلى تنامي نزعة قومية موازية لدى بعض المثقفين العرب الشوام.
وقد تضافرت عوامل عديدة غذّت هذه النزعة. منها إحساس المسيحيين بكونهم غرباء في ظل الحكم العثماني وعودة الكثير منهم من المهجر الأمريكي. فأسسوا المدارس التبشيرية وانخرطوا في الجمعيات الثقافية منذ منتصف القرن التاسع عشر كجمعية العلوم والفنون التي كانت برعاية أمريكية أو الجمعية الشرقية التي تأسست برعاية فرنسية وكانت تطمح إلى الاستقلال. وانصرف بعضهم إلى العمل السياسي كما الأمر بالنسبة إلى جمعية بيروت السرية. فقد كانت تناهض الحكم العثماني وتبث أفكارها من خلال توزيع المنشورات والملصقات السرية. وعملت على تحقيق استقلال الشام واتخذت خطوات عملية في هذا الاتجاه. فاقترحت على الأمير عبد القادر الجزائري تعيينه ملكا عليها.
لقد عملت الجامعة الإسلامية، بدفع سلطاني، على استقطاب رواد الإصلاح لضمان مساندتهم لسياستها وتجاوبهم مع أطروحاتها.
ولكن هذا الأخير كان يريد الحفاظ على رابط روحي بالدولة العثمانية، معتقدا أن “دعوته (السلطان عبد الحميد) للجامعة الإسلامية جاءت في ظرفية مواتية، كما تنزلت في أرضية كلها قابلية لمعاني “الوحدة” والتآزر، فبدت معبرة بالفعل عن المشاغل الحيوية لرعيته، مستجيبة لطموحاتها وآمالها ومحققة في الآن نفسه لأطماع وأهداف الباب العالي الذي كان سلطانه آنذاك في أمس الحاجة إلى جبهة متماسكة تمكنه من تهديد أعدائه بتلويحه بإمكانية تثويره لرعاياه ضدهم في مستعمراتهم” ص 22.
لقد عملت الجامعة الإسلامية، بدفع سلطاني، على استقطاب رواد الإصلاح لضمان مساندتهم لسياستها وتجاوبهم مع أطروحاتها. وبالفعل فمن هذا المنطلق قد كان جمال الدين الأفغاني ينادي في “العروة الوثقى” بــ”ضرورة إعادة وحدة الأمة الإسلامية” ص 23 وعمل السلطان على توظيفه في إطار خططه هذه. فقد اجتمع به عندما حل بالقسطنطينية “وقلده رياسة العمل في سبيل الدعوة للجامعة الإسلامية”. وهذا ما جعل لوثروب يؤكد بأن “ما ناله السلطان عبد الحميد من النجاح في سياسته في سبيل الجامعة الإسلامية إنما كان على يد جمال الدين” ص 25.
والأمر نفسه يصدق على رشيد رضا. ففي العدد الأول من مجلته “المنار” يؤكد مطلق تأييده للسلطان عبد الحميد ولذلك يعرّف مجلته باعتبارها “عثمانية المشرب، حميدية اللهجة، تحامي عن الدولة العلية بحق وتخدم مولانا السلطان الأعظم بصدق”ص 25.
وفضلا عن استقطاب المصلحين عملت الدولة العثمانية على استغلال المنشورات للترويج لسياستها ولدفع الرعايا في الأقاليم المستمرة على التمرّد على مستعمريهم. فقد كانت “الكوكب العثماني” تطبع في “المطبعة العثمانية بدار الخلافة العلية” وكانت تدعم مجلة “المعلومات” وتعمل على ترويجها في مختلف البلدان الإسلامية والبلدان وكانت”الجوائب” لصاحبها فارس الشدياق و”المنار” لمحمد رشيد رضا و”ثمرات الفنون” (بيروت) و”تركيا”. فجميعها كان يحظى بدعم عثماني من جهة الطباعة أو الترويج وكان ويمارس دعاية واضحة للسلطة العثمانية يصل صداها إلى المغرب الكبير قويا مؤثرا.
ومن الأسباب المباشرة التي دفعت بفرنسا إلى انتهاج سياسة إسلامية انخراط الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وعملها على تأليب المغاربة المجندين على الجيش الفرنسي. فسريعا ما جُرت للانخراط في هذه الحرب بعد حمايتها لمدرعات ألمانية متهمة بالإضرار بالبواخر الفرنسية. وكان هذا الحدث منطلق معركة إعلامية دعائية “إذ كان للسلطات العثمانية سلاح فعّال من شأنه أن يلفّ حولها كافّة مسلمي العالم، ويثيرها ضد أعدائها الذين كانوا يستعمرونهم، ألا وهو سلاح الدين، لمالها من نفوذ روحي على المسلمين، باعتبارها مركز خلافتهم ورمز وحدتهم ومحطّ آمالهم” ص 174.
وكانت البيانات والفتاوى من أدواتها الناجعة. فقدم البيان الذي وجهه السلطان العثماني إلى جيش البر والبحر تصورا مغايرا لهذا الانخراط. فربطه بالرسالة السامية المتمثلة في تخليص “ثلاث مائة مليون مسلم يئنون تحت الأغلال” ص 176. وبنى خطابه على معاني “التضحية” و”الشهادة” و”الفداء” و”العمل على ضمان الجنة” و”الاتجاه للكعبة” و”الدفاع عن قبر النبي”. وركز في بيانه على الأقاليم التي تخضع للاستعمار. منتبها بعد نحو القرن من احتلال الجزائر إلى أنه “يوجد تحت سلطة دول الاتفاق الثلاثي ملايين من المسلمين، محرومين من حقوقهم ويذوقون العذاب ألوانا” ص 175.
وعملت الفتوى بدورها على التعبئة لهذه الحرب المقدسة. فلتأجيج الحمية الدينية وحشد تعاطف المسلمين معها وخلق الحماسة في قلوب جنودها أعلنت الدولة العثمانية عن “الفتوى الشريفة” يوم الجمعة 14 نوفمبر 1914. فقد حررها شيخ الإسلام وقتئذ خيري بن عون الأركوبي. فاعتبر أن مهاجمة الأعداء للديار الإسلامية وأسرهم للمسلمين وسبيهم لنسائهم يفرض عليهم الجهاد. وعدّ مشاركة المسلمين الواقعين تحت إنكلترا وفرنسا مع جيوش تلك البلدان أو حلفائها “موجب لمضرة الخلافة الإسلامية” وعليه فهي تعدّ “إثما عظيما” و”معصية شنيعة” من شأنها أن تثير الغضب الإلهي وتستوجب “العذاب الأليم” في “نار الجحيم”. فمحاربتهم “لعساكر الدولة الإسلامية حرام شرعا”.
من الأسباب المباشرة التي دفعت بفرنسا إلى انتهاج سياسة إسلامية انخراط الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وعملها على تأليب المغاربة المجندين على الجيش الفرنسي
وطبعت هذه الفتوى في مئات الآلاف من النسخ ووزعت على الأئمة والخطباء. وتمت تلاوتها على المنابر. وليكون صداها أقوى تم تكليف بدبو باشا بترويجها في شمال إفريقيا وعهد له انطلاقا منها تجهيز خطة تسهم في اندلاع الثورة هناك وتأجيجها.
وحتى تكون هذه الدعاية أجدى حرصت الدولة العثمانية على توجيه نداء إلى المسلمين الخاضعين إلى دول التحالف الثلاثي باللغة العربية يذكرهم ببعض ما جاء في الفتوى، نحو التذكير بأن قتالهم في سبيل أعداء الله ذنب حقيقي يجلب غضب الله ونقمته الأبدية ومن يموت منهم أثناء قتاله في سبيلهم “يكون كمن قتل نفسه، فحقت عليه النار الأبدية” ص 191.
ومن الجدير بالذكر، لفهم استراتيجيات الدولة العثمانية، أنّ هذه الفتوى اقتصرت في عرض أعداء الدولة العلية على بريطانيا وفرنسا وروسيا. واستثنت إيطاليا رغم استعمارها لليبيا. ويندرج ذلك ضمن خطة تحول دون إيطاليا والانضمام إلى الحلف الثلاثي. فتولى شمس الدين باشا نائب السلطان في ليبيا إبلاغ محتوى هذه الفتوى إلى والي إيطاليا مبينا أن الجهاد موجه ضد الدول المذكورة فيها “وأن إيطاليا ليست لها علاقة لذلك باعتباره حليفة لألمانيا وتركيا” ص 194.
من النتائج العملية لهذا التحريض أن أسهم المهجرون في استنفار المسلمين. فوظّف صالح الشريف التونسي مؤلفاته ضد الاستعمار الفرنسي لشمال إفريقيا مؤكدا أنّ الجهاد فريضة مقدسة، محرّضا على العصيان، داعيا إلى رفض الامتثال للكفار وعدم دفع الضرائب إليهم وإلى إرسال الإعانات المالية والخيرية إلى عاصمة الخلافة بالمقابل. فكتب “دعونا نحمل سيوفنا في أيماننا والبنادق في يسارنا ونملأ جعبنا بالرصاص المتفجر وقلوبنا بالإيمان بالله ثم نهتف: الهند للهنود المسلمين وجاوة للجاويين الجزائر للجزائريين، مراكش للمراكشيين.. تونس للتونسيين..” ص 209.
وعلى المنوال نفسه أسهم علي باشا، ابن الأمير عبد القادر في تحريض المغاربة على فرنسا نافيا أن يكون والده من محبيها أو المتحالفين معها. وكان ذلك بعد سياسة رسمية من الباب العالي لاستمالة عائلته لما لها من رمزية. فتم توجيه رسالة إلى والي دمشق منها “يجب عليكم أن تعملوا بسرعة وتبذلوا كل ما في وسعكم لفصل عائلة الأمير عبد القادر عن فرنسا نهائيا.. وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي نستطيع بواسطتها تجريد فرنسا من ادعاءاتها التي تتذرع بها لتتدخل في المنطقة” ص 196.
جعلت هذه العوامل مجتمعة الأهالي في شمال إفريقيا يتعاطفون مع الخلافة المركزية ويأملون في انتصارها الذي سيحررهم من الاستعمار الفرنسي. فكانت سلاحا ناجعا للدولة العثمانية أغرى فرنسا على انتزاعه من يدها. ودفعها إلى أن تنتهج هي بدورها سياسة إسلامية توظف فيها حماسة الدينين لخدمة أغراضها الاستعمارية. وهذا ما سنعرض تفاصيله في ورقنا اللاحقة.
المصدر: عربي 21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى