المؤسس يعترف بالتقصير.. القراصنة يقصفون تطبيق “زووم” وشركات كبرى تمنع العمل به
حذّر مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركي المواطنين من الاختراق الذي يحدث عبر تطبيق الاجتماعات “زووم” الشهير، وذلك بعد أن تم اختراق فصلين دراسيين على الشبكة أثناء استخدام مكالمات الفيديو.
وقالت وسائل إعلام أميركية إن “زووم شهد زيادة هائلة في عدد المستخدمين منذ أن أجبر وباء كورونا عددا كبيرا من الأشخاص على البقاء في منازلهم، واللجوء إلى اجتماعات الفيديو للعمل أو الدراسة أو التفاعلات الاجتماعية”.
وازداد بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة ما يطلق عليه “قصف زووم” (zoombombing)، وهو وجود ضيوف غير مرغوب فيهم يتطفلون على اجتماعات الفيديو لأغراض خبيثة.
وتصاعدت الانتقادات خلال اليومين الماضيين بسبب عمليات الاقتحام هذه، بالإضافة إلى مشاركتها البيانات مع فيسبوك، وإساءة استخدام الأذونات على أجهزة ماك، وعدم وضوح كيفية تشفير البيانات بشكل صحيح، ووجود ثغرة أمنية يقال إنها تعرض بيانات اعتماد تسجيل الدخول إلى نظام “ويندوز” للمتسللين.
وأفادت وكالة رويترز أمس الأربعاء بأن شركة “سبيس إكس” المملوكة لأيلون ماسك منعت الموظفين من استخدام تطبيق زووم، مشيرة إلى “مخاوف كبيرة تتعلق بالخصوصية والأمن”.
وذكر بريد إلكتروني أرسل إلى الموظفين السبت أن الوصول إلى تطبيق زووم داخل الشركة قد تم تعطيله.
وقالت “سبيس إكس” في رسالة بالبريد الإلكتروني “نتفهم أن الكثير منا كانوا يستخدمون هذه الأداة لعقد المؤتمرات والاجتماعات، الرجاء استخدام البريد الإلكتروني أو النص أو الهاتف كوسيلة بديلة للاتصال”.
وأثارت الاقتحامات الأخيرة لتطبيق “زووم” تمحيص المدعي العام في نيويورك ليتيتيا جيمس، فأرسل رسالة للشركة طالبا توضيح سبب ثغرات الخصوصية، وتساءل عن الخطوات التي وضعتها الشركة للحفاظ على أمان المستخدمين، نظرا لزيادة حركة المرور على شبكتها.
وفي اليوم نفسه، كشف باحثون أمنيون عن خطأين آخرين يمكن أن يسمحا للمتسللين بالتحكم في كاميرات الويب والميكروفونات على أجهزة ماك الخاصة بمستخدمي “زووم”.
واعتذر المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة إيريك يوان اليوم الخميس عن أي ثغرات أمنية تم الإبلاغ عنها هذا الأسبوع، وحدد ما تفعله الشركة لإصلاح هذه المشاكل.
وقال يوان “نحن ندرك أننا لم نرق إلى مستوى توقعات المستخدمين بشأن الخصوصية والأمن؛ لذلك أنا آسف للغاية”، وأوضح أن المنتج مصمم للمؤسسات التي تجري “مراجعات أمنية” ضخمة لتطبيقه، وأكد أنه لم يكن مصمما ليتعامل في غضون أسابيع مع هذا الكم الهائل من المستخدمين.
والتزم بأن تعمل شركته على الخصوصية خلال الأيام التسعين القادمة، وستجمد العمل على جميع الميزات الأخرى، وستركز فرق الشركة على البحث عن الثغرات، ومكافأة الأشخاص الذين يكتشفون العيوب الأمنية ويبلغون عنها، ومراجعة المنصة مع خبراء من جهات خارجية.
وتعهد يوان باستضافة ندوة أسبوعيا عبر الإنترنت يوم الأربعاء الساعة السابعة صباحا بالتوقيت الشرقي لمناقشة تقدم الشركة.
وانخفضت أسهم “زووم” بنسبة تصل إلى 16% صباح اليوم، وانخفضت بنسبة تزيد على 7% بعد نحو ساعة من جرس الافتتاح.
وأسس يوان “زووم” عام 2011، وبدأ التداول على سهم الشركة في 18 أبريل/نيسان 2019، بسعر 36 دولارا للسهم، ووصل إلى أعلى مستوى في 52 أسبوعا عند 164.90 دولارًا في 23 مارس/آذار الماضي.