الحرب تحت الأرض: قصف النفق حدث لم ينته بعد
أشارت تقديرات الجيش الإسرائيلي، بعد أربعة أيام من استهداف نفق جنوب قطاع غزة، إلى أن 14 عنصرا من عناصر الجهاد الإسلامي وحماس قد ارتقوا في القصف.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشوع، أنه بحسب التقديرات ذاتها، فإن خمسة، على الأقل، في عداد المفقودين داخل النفق، ومن غير المستبعد أن يكونوا داخل الحدود الإسرائيلية، حيث أن الحدث بالنسبة للجيش لم ينته بعد، فحالة التأهب لا تزال عالية، وبطارية “القبة الحديدية” لا تزال في مكانها. وفي خطوة غير مسبوقة، تقرر وقف أعمال إقامة حاجز تحت الأرض ضد الأنفاق، وذلك بداعي تجنيب العاملين على المشروع احتمالات الرد من قبل الجهاد الإسلامي.
ويضيف أنه من الجائز الافتراض أنه بسبب عدد القتلى في صفوف الجهاد الإسلامي في الهجوم، فإن الحركة سترد في الزمان والمكان المناسبين لها.
وأشار إلى أن ضابطا كبيرا في الجيش الإسرائيلي قد حذر بأن الرد الإسرائيلي على أي عملية سيكون قاسيا.
وبحسب المحلل العسكري، فمن الممكن الافتراض أيضا أن رد الجهاد الإسلامي سيكون محسوبا بما يتيح لقادة حماس مواصلة عملية المصالحة.
ويضيف، أنه في المقابل، فإن إسرائيل بحاجة إلى فترة هدوء تمتد على سنة وشهرين، وهي المدة الكافية لإنجاز الحاجز الجديد تحت الأرض في محيط السياج الحدودي مع قطاع غزة، لتوفير الحماية من الأنفاق الهجومية.
كما أشار إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية طورت نوعين من الحلول لمواجهة الأنفاق: الأول تكنولوجي، وهو الذي تمكن من الكشف عن النفق داخل الحدود الإسرائيلية بمستوى دقة عال، أما الثاني فهو الحاجز الذي يجري العمل عليه تحت الأرض، بحيث أنه إذا اضطرت إسرائيل إلى دخول حرب غير مخطط لها في قطاع غزة، فإن ميزان القوى مقابل حماس في كانون الثاني/يناير 2019 سيكون مختلفا. بحسبه.
وكتب أنه في إطار المحاولات لإيجاد حلول لتهديد الأنفاق، أقام الجيش مختبرا خاصا يعمل فيه خيرة المهندسين والجيولوجيين وضباط الهندسة والأجهزة الأمنية.
ونقل عن ضابط كبير قوله إن كل شيء يصل إلى المختبر، ولديهم القدرة هناك على النظر والتفكير بما قد يكون مشتبها به، كما أنهم يعرفون كيف يشخصون كافة المعطيات، وتمييز أي نشاط غير عادي تحت الأرض، من خلال دمج التكنولوجيا والعملانية والاستخبارات والهندسة، بحيث يكمل كل مجال المجال الثاني”.
وتابع أن الجيش يتقدم في بناء الحاجز تحت الأرض، وعندما ينتهي المشروع على طول الحدود، فسوف يكون مثل “المقصلة” التي تقص كل الأنفاق القائمة.
وادعى الضابط نفسه أن الطرف الثاني (الفلسطيني) بدأ يدرك ذلك، ويدرك أنه توجد مشكلة، وأنه لن تقوم قائمة للأنفاق. وتابع أن “الجيش الإسرائيلي يعمل على خلق توازن رعب في العالم الواقع تحت الأرض، وأن التحدي يكمن في الأعماق، ونحن على وشك تجاوز العدو، وما حدث هذا الأسبوع لم يكن عشوائيا” على حد تعبيره.